أظهر التقرير الصادر بالأمس عن دائرة الإحصاء الإسرائيلية وجود تراجع في صادرات التقنية العالية (هاي تك) والأدوية خلال شهري أبريل ومايو بنسبة 11% بحساب سنوي. هذا التراجع، وإن كان ملموساً، يظلّ معتدلاً قياساً بنسب الهبوط في هذا القطاع خلال الربع الأول، والتي وصلت إلى 31% بالمعدّل، ولعلّ ما يفسّر هذا التّعافي؛ هو أنّ تراجع الصّادرات كان مردّه بالأساس إلى استبدال الآلات التشغيلية داخل مصنع "إينتل" في "كريات غات"، والذي أدّى إلى انخفاض مؤقّت في الإنتاج، ومن ثمّ تراجع صادرات المعدّات الإلكترونية بنسبة 61.2%.

غير أنّ الأخبار الإيجابيّة في التقرير، زيادةً على كلّ ذلك، هو أنّ قطاع الأدوية، الذي تسيطر عليه شركة "تيفاع"، سجّل ارتفاعاً بنسبة 11% في الربع الثاني من العام قياساً بالربع الأول، وذلك بعد أشهرٍ طويلة من التّراجع في صادرات هذا القطاع.

وفي سياق ذي صلة؛ رفعت شركة "تيفاع" للأدوية في بيان لها بالأمس سقف توقّعاتها للرّبع الثاني من هذا العام، إذ أعلنت أنّها تنتظر مداخيل تتراوح بين 4.9 إلى 5 مليارات دولار، قياساً بتوقّعات سابقة تراوحت بين 4.8 إلى 4.9 مليارات دولار فحسب.

غير أنّ صادرات السّلع الإجماليّة في إسرائيل، وفقاً لتقرير الإحصاء، سجّلت تراجعاً بنسبة 13% في الربع الثاني. رغم ذلك؛ تظلّ هذه النسبة معتدلة قياساً بالرّبع الأول الذي بلغت فيه نسبة التراجع 19.5%.

ووصل إجمالي صادرات السلع خلال شهر يونيو الماضي إلى 15.1 مليار شيكل، وبذلك يكون العجز التجاري قد بلغ 5.6 مليار شيكل، مع العلم أنّ العجز في تجارة السلع يعدّ ظاهرة ثابتة في الاقتصاد الإسرائيلي، حيث إنّ الفائص في تجارة الخدمات هو ما كان يحوّل العجز في تجارة السلع إلى فائص في التجارة الخارجية ككلّ خلال السنوات الأخيرة.

إجمالاً، يمكن وصف تقرير الإحصاء الأخير بالإيجابي، فأقلّ ما في الأمر؛ هو أنّه يقدّم مؤشرات على إمكانيّة حدوث تحوّل في بعض القطاعات الاقتصادية، وإمكانيّة تعزيز الاتجاهات الإيجابية في قطاعات أخرى، فعلى سبيل المثال؛ يمكن أن نلاحظ أن واردات المواد الخام (باستثناء الطاقة والماس) ارتفعت بنسبة 6% خلال الربع الثاني من هذه السَّنة، وذلك بعد زيادة قدرها 3.4% في الربع الأول، وهذا يدلّل على أنّ المصنّعين يعملون على زيادة وتيرة إنتاجهم.

إضافة إلى ذلك، تُظهر معطيات التقرير أنّ ثمّة ارتفاعاً في واردات السلع الاستثماريّة، مثل الآلات، والمعدّات، ووسائل النقل. هذه البضائع كانت قد سجّلت أرقاما منخفضة في السابق، أمّا اليوم؛ فقد ارتفعت واردات السلع الاستثمارية ككلّ إلى 34% في الرّبع الثّاني مقارنة مع الأول، بينما حدثت القفزة الأهمّ في واردات الآلات والمعدّات، والتي ارتفعت بنسبة 48%.

بوابة اقتصاد فلسطين