تسبب حدث عرضي تعرض له الطالب محمد عوض من سكان حي الأمل غرب خان يونس في جنوب قطاع غزة بفقدانه النظر في عينه اليُمنى لكنه ضاعف لديه التحدي للتفوق في دراسته وهو ما نجح فيه أخيرا.
ويقول عوض إنه بعد تعرضه للحادث المذكور وجد نفسه أمام تحد كبير في حياته، فإما التفوق ومواجهة كل المصاعب أو أن يُصبح رقمًا في سجلات المعاقين.
وأصر عوض على الاستمرار في حياته والتفوق في الدراسية ليحقق حلما ولدته ظروف قاهرة بأن يلتحق لدراسة طب العيون وهو ما تحقق له بتفوقه بمعدل 96.4% بالفرع العلمي في امتحانات الثانوية العامة.
ويستهدف عوض أن يعالج كل مريض، ولا يجعله يتألم ويشعر بالنقص في حياته كما حدث معه؛ وعمل على ذلك منذ صغره، حتى وصل الثانوية العامة وتفوق به.
وهو كان يطمح أكثر من ذلك، لكن حالت الظروف التي مر بها طوال حياته، خاصة بعد تعرض منزله للتدمير الكُلي، في أعقاب قصف مجاور خلال عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة نهاية عام 2012.
وفاقم قصف منزلهم من معاناته فأصبح لا يُطيق كثيرًا الدراسة في المنزل الضيق الذي استأجرته عائلته، ومنذ ذلك الحين حتى نهاية عام 2015 وهو يحاول الضغط على ذاته وتقبُل الواقع، والاستمرار في دراسته، ودخل الفصل الأول من الثانوية العامة، وهو في المنزل المستأجر.
والد "محمد" الذي يعمل في قسم النظافة ببلدية خان يونس خان يونس على بند البطالة، لم تُتيح ظروفه المادية المجال لإعادة بناء منزله مُجددًا، ليتبرع شقيقه ببناء منزل له قبل أشهر، وينتقلوا له وهو غير مجهز بالكامل، ليُشكل ذلك عاملةً مهمةً في إراحة نفسيته.
وبعدها ضاعف محمد جهوده في الدراسة لتتركز نهارا بسبب عدم مقدرته على الرؤية ليلاً، خاصة في الوقت الذي يكون التيار الكهربائي به مقطوعًا، حتى وصلت الاختبارات النهائية وقدم وهو راضٍ عن أدائه.
وفور الإعلان عن النتائج سارع محمد لمعانقة والده وسط بُكاء شديد من قبل المتفوق الذي بدا غير مصدق أنه حقق حلمه.
ويقول محمد "تحديت نفسي من أجل التفوق في الثانوية العامة وبالفعل حققت ذلك رغم الظروف الصعبة التي عشتها وعندما تلقيت خبر تفوقي بفرحة كبيرة، ولم أصدق للوهلة الأولى".
ويُضيف "امتلك عزيمة وإرادة أن أحقق ما أريد ولم استسلم للواقع، وأترك اليأس يهزمني فأعلم أن للنجاح طعمٌ مُختلف، وعندما نجحت نسيت كل همومي وأنني فقدتُ عيني شعرت أنني إنسانٌ أخر بتحقيقي التفوق".
ويتمنى محمد أن يحصل على منحة دراسية تُتيح الفرصة له لدراسة الطب في الجامعات المحلية أو في الخارج لعدم قدرة أسرته توفير تكاليف دراسته.
وكالة صفا