حين وصلت نتائج الثانوية العامة لغالبية الطلاب، لم يكن قد بدأ مؤتمر اعلان النتائج بعد، الناجحون فرحوا بنتائجهم بالتأكيد، وتمنوا لو أنهم حصلوا على نتيجة أفضل، بينما جلس الراسبون بحسرتهم، لا يريدون أن يراهم أحد.

الرسوب من وجهة نظر جهاد سمير، حالة طبيعية، لا تستحق أن تعطى أكثر من حجمها،  فربما كان هناك تقصير في احدى المواد فقط، ولربما توقيت الامتحانات مع شهر رمضان، إلى جانب درجات الحرارة المرتفعة، وانقطاع التيار الكهربائي المستمر، كان سببا في نزع طاقتهم في الدراسة.

بينما يقّسم محمود عزيز الأشخاص المكملين إلى قسمين، الأول هم الذين يرى في وجوههم التأثر بالحزن عندما يسمعون نتائجهم، ويحبذ التعامل معهم بلينٍ ورفق، بينما القسم الثاني وهم (الأشخاص اللي مش فارقة معهم)، وينصح التعامل معهم بقسوة .

وبعيداً عن التراجيديا الموجودة في بداية التقرير، والنصائح التقليدية للآباء، فهناك مواقف طريفة للراسبين، قد تبدو أجمل من نجاح المتفوقين الذين لم تعجبهم نتائجهم، فنزعوا فرحتهم وفرحة ذويهم .

فما إن تلقى الطالب محمود دانيال  خبر نجاحه بالتوجيهي  عام 2014 بنسبة 51%، بدأت العائلة بفعاليات فرح (طخطخة)، وألعاب نارية وحلويات، بينما لم يكن يعلم محمود أن التشابه بالأسماء كان السبب في ذلك.

يقول محمود  أنه بعدما دقق في ملف الأسماء ولم يجد اسمه، اختلفت مفاهيم الفرح داخل العائلة، وتحوّل المشهد إلى (نكتة) كلما يتذكرونها يضحكون.

أما عادل خليل الذي تشابهت قصته مع محمود بعدما أعاد الثانوية العامة لمرتين، خرج منها بمعدل (50,8%)، وبعد أن عرفت عائلته بمعدله، ملأت الألعاب النارية والحلويات المنطقة.

بينما حالت بين مؤمن حسن وبين الفرحة عامين ونصف درجة فقط، فبعد رسوبه للعام الأول، حصد في إعادة السنة الدراسية بالكامل على معدل (49,5%)، وبعد حصوله على هذا المعدل قرر عدم الرجوع للمحاولة مرة أخرى، فانخرط في مجال صيانة الأجهزة الذكية، يقول لمراسل نبأ برس "هي الأمور زي اللوز وبدون توجيهي".

لم يكن الأمر أصعب بالنسبة لسحر عصام، التي لم تعطِ التوجيهي أدنى بال في العام السابق، وقالت انها عندما تأكدت من رسوبها في ست مواد لم تتفاجأ بالمطلق، فهي لم تكن تدرس، وتقول "كنت مقضياها مسلسلات تركي، ليش أتفاجأ بالرسوب ، كان ممكن أنجلط من الفرحة لو انجحت" .

وبعد الذكرى السنوية الأولى على إعلان نتائج الثانوية، تحمل سحر مولودتها الأولى بين يديها، وتقول "لم تكن رغبتي أن أكمل دراستي، بقدر ما كنت أرغب بالعمل كمصممة أزياء... ولكن لم أجد أحد يوجهني".

قد لا يُلام طلاب الثانوية العامة بتقصيرهم في أحيان كثيرة، فرغم الظروف التي يعاني منها الفلسطينيون وخاصة سكان قطاع غزة المحاصر، والذي ينذر به مستقبل واضح كَندرة  نسمة هواء عند انقطاع الكهرباء،  لا يُحبّذ الحديث عن فكرة "ضيّع مستقبلو" ، فربما يجد من رسب مستقبلهم، بينما يجلس خريجو الجامعات على رصيف البطالة، في سوق العمل المتخم بالخريجين .

 

 

 

 

نبأ برس