كشف باحث في تقييم الكليات والجامعات الفلسطينية الأسباب التي تدعو جامعات قطاع غزة لخفض نسب قبول الطلاب، لافتًا إلى أن ذلك سيقود إلى مخرج سيء لتلك الجامعات، ما سيضر بمعايير الجودة والتقييم التي حصلت عليها.
وأوضح الباحث والمحاضر بجامعة الأزهر عطا درويش في حديث مع وكالة "صفا" أن وزارة التربية والتعليم العالي هي من تعطي الجامعات الحد الأدنى، وهي من خفضت مفتاح القبول لتلك الجامعات.
وبين درويش أن التنافس الشديد بين المؤسسات الأكاديمية في قطاع غزة هو السبب الرئيس الذي يدعو الجامعات إلى الموافقة على خفض نسب القبول.
ولفت إلى أن عدد المؤسسات الأكاديمية بالقطاع وصل إلى 30 مؤسسة جامعية، وهي تقدم درجات الدبلوم والبكالوريوس، وهذه الزيادة تقودهم للبحث الدائم عن الطلاب.
وقال: "للأسف هذا الأمر لا يعني زيادة في عدد الطلبة الملتحقين؛ وإنما الحفاظ على العدد كسابقاته من السنين، ولكن على حساب المستوى العام للخريجين".
وما إن أعلنت وزارة التربية والتعليم عن نتائج الثانوية العامة الاثنين، حتى سارعت الجامعات لبيان مفاتيح القبول للتخصصات التي تقدمها، وظهر فيها انخفاض عام مقارنة بالأعوام السابقة.
دعم الجامعات
وبين درويش أن تخلي وزارة التربية والتعليم العالي عن دعم الجامعات بغزة، يُعد من الأسباب المهمة لخفض النسب، وهو أمر يهدد العملية التعليمية للجامعات ويجعلها رهينة لما يدفعه الطالب من رسوم دراسية.
ولفت إلى أن ذلك أدى إلى تقديم الكمّ (العدد) على الكيف (الجودة) في الجامعات، موضحًا أن دعم الوزارة كان يتراوح بين مليون إلى مليوني دولار سنويًا لكل جامعة.
وكانت وزارة التربية والتعليم، أعلنت الإثنين، عن نتائج امتحان الثانوية العامة (التوجيهي) لعام 2015-2016، بنسبة نجاح بلغت 64,66%، وبلغ عدد المتقدمين في كافة الفروع 77772 مشتركا، وبلغ عدد الناجحين 50284.
وأشار الباحث إلى أن انخفاض أعداد طلبة الفرع العلمي في الثانوية العامة هو من الأسباب الرئيسة لذلك الخفض؛ فعدد الطلاب الناجحين من الفرع العلمي يساوي 17.5% فقط من الناجحين بالثانوية العامة.
وأوضح درويش أن هؤلاء الطلاب سيتجهون إلى الكليات العلمية بالجامعات، ما يعني أن "الجامعات فعليًا تقود حربًا على هذا العدد القليل"، وهذا ما يجعلهم مُلزمين بخفض النسب لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الطلاب.
وأشار إلى أن انخفاض مفتاح القبول في الكليات العلمية 1%؛ يزيد من أعداد الطلاب 250-400 طالب لتلك الكلية.
يشار إلى أن جامعة الأزهر والإسلامية-أكبر جامعات القطاع-خفضتنا من نسب القبول للكثير من التخصصات، وخاصة العلمية منها، حيث بلغ مفتاح القبول للهندسة بالأزهر 75% والإسلامية 78%.
"كليات عالة"
ولفت درويش إلى أن الكليات العلمية تستحوذ على 60% من الكليات الجامعية بقطاع غزة، وهي بهذا باتت "عالة" على الجامعات، فهناك أقسام على وشك الإغلاق.
وأضاف أن هناك أقسام تُفقد جامعتها ما يقارب الـ 2 مليون دولار سنويًا؛ لأن أعداد المدرسين أكثر من عدد الطلاب، وهذا موجود بالجامعات الأكبر بغزة "الإسلامية والأزهر والأقصى".
وأشار إلى أن انخفاض مفتاح القبول سيقود إلى مخرج سيء للجامعات، وستكون معايير الجودة للجامعات منخفضة، لافتًا إلى أن لسان حال بعض الجامعات يقول: "خلونا نعيش ونقول عنا طلاب".
ونصح درويش طلاب الثانوية العامة بالتوجه إلى الكليات المهنية، فهي المقبولة حاليًا، والكليات النظرية "انتهت"، وفق قوله، مستشرفًا بأن للكلية الجامعية للعلوم التطبيقية مستقبلًا في هذا الجانب.
وقال: "إذا لم تتدارك بعض الجامعات وخاصة "الإسلامية والأزهر" هذا الأمر-الاتجاه المهني-سيكون مصيرها الزوال".
وكالة صفا