لم تنقطع أصوات الزغاريد والألعاب النارية للحظة في قطاع غزة منذ الإعلان عن نتائج الثانوية العامة صباح هذا اليوم، في مشهد يُنهي ألم الانتظار الذي طال هذا العام على غير العادة، الفرحة كانت عارمة، أذهبت بأس الجهد والسهر عن وجوه الناجحين.
في مدينة خان يونس كانت ملامح الفرح حاضرة على وجوه من مرت بهم مراسلة "الحدث" فالجميع حظيَّ بفرحة نجاح طال انتظارها، صابرين الشيخ أحمد، الأولى في التوجيهي بقطاع غزة عن فرع العلوم الإنسانية لم تتمالك دموعها التي تناثرت فرحًا فور سماع نتيجتها، تقول لـ "الحدث" أنها استطاعت أن تقهر الظروف القاتمة التي أُحيطت بها خلال الدراسة لامتحانات الثانوية العامة من انقطاع للتيار الكهربائي وغيرها وتُضيف أن القوة والعزيمة التي تحلت بها والدعم المتواصل من والديها وكامل أسرتها كان سببًا في استمرارها على وتيرة الطموح لتحقيق أمنيتها بأن تكون من أوائل القطاع.
تتمنى الطالبة التي زارتها "الحدث" داخل بيتها في منطقة الزنة ببلدة عبسان جنوب قطاع غزة، أن تدرس ترجمة لغات لتتمكن من إيصال رسالة الشعب الفلسطيني المكلوم في قطاع غزة إلى العالم، وإثبات أن أبنائه قادرين على صنع المستقبل وتحدي كافة العقبات.
أما الطالب محمد الحداد، فلم يتوقع أن يكون الأول على قطاع غزة والثالث على مستوى فلسطين، يقول:" اجتهدت في الدراسة وكنت متوقعًا أن أكون من الأوائل ولكن حصولى على المرتبة الأولى على مستوى قطاع غزة والمرتبة الثالثة على مستوى الوطن صدمني بفرح كبير"، ويُتابع الشاب الذي لم تُفارقه بسمة النجاح أنه سيُكمل رحلته العلمية بدراسة الطب ويطمح إلى القيام بأبحاث في المجال الطبي تُمكنه من تخليد اسمه ونفع وطنه ومن فيه.
وتُشير ضحى الأغا الحاصلة على معدل 97% في الفرع العلمي، فأشارت أن الجد والاجتهاد يُثم حتمًا نجاحًا وتميزًا، وقالت الفتاة أنها تقدمت هذا العام لامتحانات الثانوية العامة مع شقيقها الأكبر الذي لم يُحالفه الحظ في العام الماضي، وأضافت وهي ترسم ابتسامة فخر على شفتيها:"الحمد لله دعمنا بعضنا كثيرًا وحصلنا على ذات المعدل بفارق أعشار فقط"، والدهما لم تسعه الفرحة كما والدتهما إذ عبّرا عن فخرهما بما زرعوه في أبنائهما من حب للمثابرة وإصرار على تحدي الصعاب والنجاح
بدورها فيروز نبيل الحاصلة على معدل (95.8) بالفرع العلوم الإنسانية، تؤكد أن الظروف الصعبة التي عانتها خلال دراستها للثانوية العامة لم تفت في عزمها، واجتهدت حتى حصلت على المرتبة التي تمنتها، رغم ضعف بصرها وإجرائها عملية جراحية قبل عام أفقدتها الرؤية في إحدى عينيها، تؤكد أن اعتمادها في الدراسة كان على السمع والفهم من المعلم خلال الشرح أكثر من الرؤية والتحديق في الكتب ورغم ذلك لم تفشل وأثبتت أنها على قدر المسئولية، تطمح الفتاة الحصول على منحة تُمكنها من استكمال دراستها الجامعية.
وأعلنت وزارة التربية والتعليم عن نتائج الثانوية العامة لعام 2016، صباح الإثنين، وقال صبري صيدم وزير التربية والتعليم العالي أن أعداد الناجحين في الثانوية العامة بلغت 50284 طالبا، بنسبة 64.66%.
الحدث