مزارعو الحدود .. يجنون ثمارهم تحت وابل من الرصاص
ABRAJ: 2.08(%)   AHC: 0.80(%)   AIB: 1.10(0.00%)   AIG: 0.18(5.26%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.30(0.00%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.80(%)   ARKAAN: 1.33(0.00%)   AZIZA: 2.57(1.98%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(%)   BPC: 3.80(%)   GMC: 0.76(5.00%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.16(0.00%)   ISH: 1.00( %)   JCC: 1.60(6.43%)   JPH: 3.60(0.55%)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.60(%)   NAPCO: 0.99( %)   NCI: 1.70(4.94%)   NIC: 3.05(3.39%)   NSC: 3.07( %)   OOREDOO: 0.75(0.00%)   PADICO: 1.02(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.04(1.00%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.04(0.95%)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.90(1.55%)   PIIC: 1.80( %)   PRICO: 0.30(0.00%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.16( %)   RSR: 4.50( %)   SAFABANK: 0.80( %)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 2.95( %)   TNB: 1.23( %)   TPIC: 2.00( %)   TRUST: 2.99( %)   UCI: 0.43( %)   VOIC: 6.77( %)   WASSEL: 1.07(0.00%)  
12:00 صباحاً 09 تموز 2016

مزارعو الحدود .. يجنون ثمارهم تحت وابل من الرصاص

تشكل الأرض بالنسبة للفلسطينيين حياتهم وعرضهم، خاصة الغزيين الذين يعانون ويلات الحصار وتجريف أراضيهم بشكل دائم من قبل الاحتلال الاسرائيلي، لكنهم يجددون تمسكهم بأراضيهم ويتشبثون بها يومًا بعد يوم.


'نائل وبهجت حجي'، مزارعين من قطاع غزة، يواصلان نثر بذور النباتات في أراضهما المحاذية للشريط الحدودي شرق القطاع، غير آبهين بتجريف قوات الاحتلال لتلك الأراضي.


نائل حجي واحد من مئات المزارعين الفلسطينيين الذين قامت قوات الاحتلال بتجريف أراضيهم الزراعية على مدار السنوات الماضية، في إطار سعيها عمل منطقة عازلة تبعد 300 مترًا عن الحدود، على حساب أخصب الأراضي الزراعية لقطاع غزة.


وتبلغ مساحة أرض المزارع الفلسطيني نائل حجي 27 دونمًا، تجاوز حبه وتعلقه بها كل الحدود، وهو يُخاطر بحياته لكي يُبقي عليها 'مخضرّة مزهرة' رغم آلة الحرب الإسرائيلية التي تسعى صباح مساء على مسحها، وفق حديثه.


'جني المحاصيل تحت الخوف'
وتقع تلك الأرض شرقي قرية 'جحر الديك'، وسط قطاع غزة، وتبعد عن السياج الفاصل مسافة 300 متر، ولا يُمكن للمزارع حجي صاحب الـ37 ربيعًا أن يستفيد من 7 دونمات من أرضه الزراعية، بسبب منع الاحتلال له من الوصول إليها.


وقال: 'تسمح لنا قوات الاحتلال في بعض الأوقات، العمل بأرضنا وزراعتها، وما أن يأتي موسم جمع المحصول، تقوم بإطلاق النار علينا لنرى ما زرعناه يموت أمام أعيننا، دون أن نتمكن من الوصول إليه'.
وأشار حجي إلى أن قوات الاحتلال تُطلق النار عليهم أثناء عملهم في الأرض بشكل يومي، 'وأحيانًا في اليوم الواحد أكثر من مرة، ويتم إجبارنا على مغادرتها'، مبينًا أن اعتداءات وتجريف قوات الاحتلال لأرضه كبده خسائر كبيرة وصلت إلى 20 ألف دولار.


ولا تختلف قصة بهجت حجي (50 عامًا)، والذي يمتلك 19 دونمًا في المنطقة ذاتها شرق القطاع، فقد تعرضت أرضه للتجريف والدمار مرات عدة.


وأكد في حديث لـ'قدس برس'، أن قوات الاحتلال تمنعه من الوصول لـ6 دونمات من أرضه 'بقوة النار'، موضحًا أن الاحتلال جرّف أرضه عشر مرات، (غير أوقات الحروب)، ودمر بئر مياه، ما كبده خسائر بأكثر من 100 ألف دولار، مشيرًا إلى أنه يقوم منذ 17 عامًا بالزراعة في هذه الأرض.


وتابع: 'اللجنة الدولية للصليب الأحمر حضرت إلينا، ووقفت على معاناتنا اليومية من تجريف وإطلاق نار، وقامت بتزويدنا بأرقام هواتف خاصة للتواصل معهم في حال إطلاق النار علينا إلا أن ذلك لم يغير شيء'.


'جريمة متصلة'
بدوره، اعتبر نائب مدير 'المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان'، جبر وشاح، ما يحصل في المنطقة الحدودية الممنوع الوصول إليها من قبل أصحابها المزارعين 'جريمة متصلة' بحق تلك الأراضي وما يطالها من تجريف وتدمير.
ووصف وشاح مثابرة المزارعين وعدم استسلامهم على الحدود بـ'العناد الإنساني' لاستزراع أرضهم واستثمارها، رغم ما يحيط بهم من خطر داهم ومن موت حقيقي.


ورأى وشاح أن الرواية الإسرائيلية حول تسمية تلك المناطق بـ'العازلة، والتي تشكل خطرًا على أمن 'إسرائيل'، زائفة، مشيرًا إلى أن الاحتلال يُجرف كل شيء هناك 'حتى الشجيرات والنباتات الصغيرة، بحجة حجب الرؤية أمام قواته'.


واعتبر الحقوقي الفلسطيني ما تقوم به قوات الاحتلال أنه يندرج ضمن 'الجريمة مكتملة الأركان'، التي يرتكبها الاحتلال أمام ناظر العالم لتدمير كل معنى للحياة الفلسطينية.


وأضاف: 'إقامة ما يسمى المنطقة العازلة، غير قانوني وفقًا لكل من القانون الإسرائيلي والقانون الدولي'، مشددًا على أن منع الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم وإلى مناطق الصيد يشكل انتهاكًا للعديد من أحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان.


ومنذ إعادة قوات الاحتلال الإسرائيلي انتشارها خارج قطاع غزة في عام 2005، أقامت تلك القوات من جانب واحد وبصورة غير قانونية 'منطقة عازلة' (منطقة يحظر على الفلسطينيين دخولها، وتمتد على طول حدود قطاع غزة البرية والبحرية).


ولا تعرف على وجه الدقة المناطق التي تصنفها 'إسرائيل' كـ'مناطق عازلة'، ولكنها تفرض سياستها هذه من خلال إطلاق النار، وتبلغ مساحتها 27 ألف دونم، وتشكل 35% من مساحة الأراضي الزراعية في قطاع غزة، حيث أن 95% من المنطقة العازلة من الأراضي التي يُحظر الوصول إليها هي أراضٍ زراعية.


وفي وقت سابق من العام، أكد مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة ممادو سو، على التزام منظمته بالوقوف إلى جانب المزارعين في المناطق الحدودية، في إطار سعيهم للتخفيف من معاناتهم.


وفي لقاء مع المزارعين شرق قطاع غزةـ، قال إنه وفريق العمل في الصليب الأحمر حضروا لتوزيع وزراعة 4000 شتلة من أنواع مختلفة من اللوزيات، التي تم الاتفاق على شرائها قبل عامين مع مشتل من الخارج.


وأكد أن الصليب يتواصل على أعلى المستويات مع السلطات الصهيونية لحل إشكالية رش الاحتلال للمحاصيل الزراعية الحدودية بالمبيدات، ما يؤدي لإتلافها وخسارة المزارعين.


الجدير بالذكر أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر بدأت في العمل مع المزارعين في المناطق الحدودية منذ العام 2007.


وكان الصليب الأحمر قد ساعد المزارعين في توفير مصدر مياه لري أراضيهم، حيث تم تعبيد 6200 متر من الطرق الزراعية لتسهيل حياة 1000 مواطن ومزارع، إضافة لتمديد ما يقارب من 900 متر من أنابيب المياه، وإنشاء 5 برك معدنية لتجميع المياه، وخزاني مياه خرسانيين، وفق تصريحاتها.

 

 

 

قدس برس

Loading...