تتطلب العديد من الوظائف قدرات ومهارات معينة من شأنها المساعدة في زيادة الإنتاجية داخل المؤسسة. وفي مؤسسات عديدة، تتطلب أطر العمل بناء شبكة قوية من العلاقات مع سائر الموظفين. إذ إن هذه الشبكة تساهم في تسريع وتيرة العمل، وزيادة الإنتاجية وتقرب وجهات النظر. ولذا يتطلب من الموظفين امتلاكهم قدرات وأدوات تساعدهم في نجاح عملهم. ومن أبرز هذه الأدوات، القدرة على الإقناع، واستخدام أساليب مرنه في العمل، واللجوء إلى الدبلوماسية في التعامل مع الأخرين...
فن التفاوض والإقناع
يعتبر التفاوض أسلوباً يلجأ إليه الموظف للتحاور مع باقي أفراد المؤسسة من أجل تبادل وجهات النظر وتقريبها، وحسم المسائل العالقة. ويشكل التفاوض الناجح أداة هامة من الأدوات التي يسعى إليها الموظف حتى يتمكن من إتمام مهامه بشكل سليم، كما أن استخدام الدبلوماسية لإيصال الأفكار من الأساليب الرئيسة لتطوير العلاقات في المؤسسة الواحدة.
أضف إلى ذلك، يتطلب من بعض الموظفين، خاصة المديرين، أو من يمتلكون مراكز حساسة في المؤسسة، أن يمتلكوا قدرة عالية على الإقناع، إذ إن العديد من الخطط التطويرية في العمل، تحتاج إلى مدير يتمتع بصفات القائد، لديه القدرة على الإقناع ليتمكن من تمرير خططه.
روح الفكاهة والابتسامة
من قال إن العمل الجاد والناجح يتطلب من الموظف أن يكون عبوساً طوال الوقت؟ إن العديد من المهام الوظيفية تتطلب من صاحبها أن يمتلك روح الفكاهة، إذ لا يمكن تمرير خطط العمل وتنفيذها مع باقي فريق العمل بطرق سلبية. لذا ينصح خبراء التنمية البشرية بضرورة أن يمتلك الموظف روح الفكاهة والابتسامة، لكي يستطيع جذب باقي فريق العمل، والتنسيق سوياً لزيادة الفعالية والإنتاجية. من ناحية أخرى، فإن استخدام هذا الأسلوب والابتعاد عن أسلوب التكبر أو الغرور، يساعد في إعطاء صورة إيجابية عن نمط العلاقات السائد في المؤسسة.
روح التعاون ومساعدة الآخرين
يمتلك كل موظف مهام معينة، ينبغي تنفيذها في الوقت المحدد. ومن أجل نجاح العمل، لا بد من تقسيمه بين الوحدات الإدارية والإنتاجية. إلا أن ذلك لا يعني أنه لا يمكن لأي موظف أن يقوم ببعض المهام في إدارات مختلفة عن إداراته، إذ يشكل هذا التنوع أسلوباً ناجحاً بتعميق العلاقات الوظيفية. من جهة أخرى، فإن بعض المهام الوظيفية تتطلب مساعدة العديد من الأفراد، ومن هنا على الموظف أن يتمتع بروح التعاون ومساعدة الآخرين في أي وقت.
الثقة
تعتبر الثقة المحور الرئيس الذي من خلاله يمكن للموظف بناء شبكة علاقات هامة ومتينة. فلا يكفي أن يكون هناك شبكة من العلاقات داخل المؤسسة، بل يجب أن تكون هذه العلاقات قوية ومتماسكة، وتعتبر الثقة المتبادلة العمود الفقري الذي من خلاله يمكن قياس نجاح العلاقات داخل المؤسسة. من جهة أخرى، وبحسب العديد من الخبراء، فإن الثقة تولد شعوراً قوياً عند فريق العمل بقدرته على إتمام المهام الوظيفية بنجاح. لذا من الضروري أن يبتعد الموظف عن كل الأساليب التي من شأنها أن تؤدي إلى فقدان الثقة، والابتعاد عن الكذب والاحتيال من أجل مصالح شخصية، لكيلا يفقد العمل قيمته، وبالتالي يخسر الموظف شبكة من العلاقات داخل مؤسسته.
الابتكار والإبداع
حتى ينجح الموظف في جذب فريق العمل، ونيل ثقة المدراء، عليه أن يتحلى بصفات عديدة، أبرزها قدرته الإبداعية لإتمام المهام الوظيفية، بالإضافة إلى قدراته على ابتكار كل ما هو جديد يسعى إلى تطوير العمل. ومن هنا، لا بد من أن يتضمن العمل العديد من الخطط الإبداعية التي تساهم في نقل المؤسسة من مكان إلى آخر. وعندما ينجح الموظف في إدخال الأنماط الإبداعية، فإنه يسعى إلى بناء شبكة قوية من العلاقات مع باقي أفراد المؤسسة، فنجاح مهامه بطرق مبتكرة، تساعد في نسج علاقات جيدة مع المدراء.
بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الطرق التي تساعد في تمتين العلاقات، منها وسائل التواصل الاجتماعي، إذ إن هذه الوسائل تقرب الموظفين من بعضهم البعض، خاصة إن كانت المؤسسة تمتلك فروعاً عدة بين الدول، ولذا تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي من أهم المنصات لبناء شبكة من العلاقات اليومية بين العاملين في المؤسسات.
وكالات