نابلس- الاقتصادي-وفاء الحج علي- طالما كانت المقاهي الشعبية جزءًا من الحياة اليومية للفلسطينيين، الذين يلجؤون إليها هربًا من الملل الذي يزداد ليلاً بسبب قلة وجود أماكن للترفيه.

رواد المقاهي الشعبية يقول أبو عزيز صاحب مقهى شعبي في مدينة نابلس لـ"الاقتصادي" أن المقهى الشعبي أو (القهوة) يعد بيتًا آخرًا للشباب والكبار، الذين يرتادوها للتجمع مع الأصحاب واللعب والقضاء على الملل. ويبيّن إيهاب عبد الناصر أنه يزور القهوة ليليًا ويلتقي أصحابه، قائلاً: "لا نفضل الجلوس في بيوتنا، كما أن ثقافتنا لا تشجع على الجلوس في الطرقات، لذا فإن المقاهي تعد مكانًا مريحًا للاجتماع واللعب ورؤية أصحابي".

طبيعة الخدمة في المقاهي الشعبية يؤكد أبو عزيز أن الخدمة في المقاهي الشعبية تعد جيدة لسببين، الأول هو ان معظم ما يقدم في المحل سريع وسهل التحضير، لذا فهو لا يحتاج لوقت أو جهد، أما السبب الثاني فيبيّن أنه يكمن في العلاقة الأخوية بين مرتادي المقاهي الشعبية وأصحاب هذه المقاهي، مضيفًا: "في العادة يكون مرتادو المقهى من الشبان الذي أعرفهم منذ كانوا صغارًا، أو من الشيوخ الذين كانوا يأتون إلى المقهى عندما كان أبي مسؤولاً عنه، لذا فإن العلاقة بيني وبين زبائني هي علاقة صداقة بنيت عبر سنين".

الأسعار ما زالت منافسة رغم الغلاء وعن الأسعار، فيقول أحمد حج أسعد: "الأسعار في المقاهي العصرية مرتفعة جدًا إذا ما قورنت بالأماكن الشعبية، لذا نفضل في الغالب أن نسهر في المقاهي الشعبية، التي توفر لنا جوًا ممتعًا مقابل أقل من 20 شيقلا".

ويضيف حج أسعد أنه يمكن الحصول على فنجان قهوة بسعر 3 إلى 5 شواقل، وكأس من الشاي بسعر 2 إلى 4 شواقل، ونرجلية بسعر 10 إلى 15 شيقلا، وهي أسعار لا ترى في الأماكن العصرية التي في الغالب تكون أسعارها ضعًفا أو أكثر عما ذكر.

القهوة ملجأ للترفيه والسياسة والاقتصاد وقصص البلد وأما عن الأحاديث التي تسمع في المقاهي الشعبية، يقول أبو عزيز: "تتنوع الأحاديث في المقاهي، فهي تعد تجمعات لمن يريدون التناقش في السياسية أو الرياضة أو الطرائف، أو حتى آخر أحداث البلد وأخبارها".

ويبيّن أبو عزيز أن ما يجعل القهوة المكان المفضل للشباب والكبار هو إمكانية اللعب والترفيه، ذاكرًا أنه يمكن لعب البلياردو والشدة والزهر والشطرنج وغيرها من ألعاب الطاولة، كما يمكن متابعة المباريات وكأس العالم وغيرها من الأحداث الرياضية التي تعرض على قنوات مدفوعة، قد لا يقتنيها كل الأشخاص في بيوتهم".