أم محمد زوجة الشهيد أحمد البلبول من بيت لحم تستقبل عيد الفطر السعيد.. والسعادة غائبة عنها هناك في سجون الاحتلال، حيث أبنائها الثلاثة يقبعون في زنازين الاحتلال وهي بين حيطان بيتها الأربعة تنتظر قدومهم إليها.
بعد أن اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي أحمد البلبول زوج أم محمد في الثامن من شهر آذار 2008، تتابعت الأحداث على أم محمد، ليعتقل أبنائها الثلاثة تتابعا، بدء من ابنتها نوران (15 عاما) في شهر نيسان من العام الجاري، ثم نجليها محمد (25 عاما)، ومحمود (23 عاما) في 8 حزيران الماضي الذي صادف الثالث من رمضان المبارك.
بكل حسرة وألم تحدثت أم محمد قائلة: "صعب جدا أن تفقد المرأة زوجها لكن الأصعب أن تستقبل العيد دون أن تجد زوجها وأبنائها معها".
وتضيف في حديث خاص لـ"وفا": "استيقظت صباح العيد وكان أصعب الأيام علي لأني لأول مرة أجد نفسي وحيدة في العيد، وقمت بتزيين المنزل بصور أبنائي وزوجي على مدخل المنزل وداخله، وتقبيلها وكأنهم في حضرتي.
لم تتمالك أم محمد نفسها وأجهشت بالبكاء، مستحضرة أغنية شاعر الثورة أبو عرب "قالوا أجا العيد قلت العيد لأصحــابه شو بينفع العيد للي مفارق أحبابه آخ يا يمــا".
وتتابع "رغم أن الاحتلال حرمني من أبنائي الثلاثة في العيد إلا أن المنزل كان عامرا بأبناء بيت لحم عندما توافدوا واحتفلوا معي وقدموا لي التهنئة، مخففين عني الألم والحسرة، وقتها شعرت أن الجرح واحد".
وتشير إلى أن رسالة الاحتلال من خلال ملاحقة أبنائي واعتقالهم هو إجباري على الهجرة ومغادرة الوطن، لكن هيهات أنا صامدة على هده الأرض ورسالتي هي تحدي واضح لكل هذه الممارسات ولن تنل من عزيمتي واصراري على الثبات.
وقالت أم محمد إن المعاناة والعذابات لم تقف عن عند حد عيد الفطر، بل كان شهر رمضان المبارك عنوانا لذلك عندما تناولت في الأيام الأولى من اعتقال محمد ومحمود الفطور لوحدي وسط ذرف الدموع، لكن لولا الصديقات والجيران والمتضامنين الذي كانوا يأتون باستمرار إلى المنزل لعدم تركي وحيدة.
وتضيف "بدأت أخاف على أبنائي كثيرا بعد أن دخل محمود إضرابه عن الطعام منذ أربعة أيام، بعد الحكم الجائر بالحكم الإداري لمدة 5 شهور عليه، في حين تم الحكم على محمد 6 شهور، ونوران 4 شهور ووقف التنفيذ 3 سنوات وغرامة مالية 2000 شيقل.
عن "وفا"