أمام بسطة للفسيخ وسط ميدان فلسطين بمدينة غزة ، يقف الرجل الخمسيني محمد سلمان لينتفي أجواد أنواع الفسيخ كي يكسر صيامه صبيحة أول أيام عيد الفطر السعيد.

وقال سلمان ( 53 عاما ) ":" تناول الفسيخ عادة شعبية ، وفي كل آخر يوم من شهر رمضان منذ سنوات عديدة أذهب إلى السوق لشراء الفسيخ لكسر صيام أفراد أسرتي".

ويعتبر "الفسيخ" وجبة محببة للكثيرين ويتم تناوله بعد صلاة عيد الفطر مع قلاية البندورة والفلفل لفتح الشهية بعد شهر الصيام.

وتتفاوت حركة الإقبال على شراء الفسيخ من بائع لآخر رغم الأسعار المقبولة بسبب الأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها سكان القطاع نتيجة الحصار الإسرائيلي الخانق.

وقال بائع الفسيخ سامي المدبولي الذي ورث المهنة عن والده الذي يعمل بها منذ 50 عاما إن بعض المواطنين يفضلون تناول الفسيخ أول أيام العيد بسبب ملوحته بعد شهر من الصيام.

واضاف المدبولي (37 عاما): أن الأسعار مثل كل عام وأقل، حيث يصل سعر كيلو الفسيخ من أسماك الجرع 20 شيقلا، والبوري 35 شيقلا، والرنجة 30 شيقلا، والدنيس 15 شيقلا، والسردين 10 شواقل".

ويشتكي البائع نعيم أبو سيدو من ضعف حركة الإقبال على طلب الفسيخ في أسواق غزة رغم قرب حلول عيد الفطر.

وقال أبو سيدو الذي يقوم بصناعة الفسيخ في منزله لمراسل "معا" :" هذه ليست حركة عيد ..الناس موجودة لكن لا يوجد إقبال كبير"، عازيا ذلك إلى عدم صرف مخصصات الشؤون قبل العيد ورواتب موظفي غزة.

ويتفق البائع سامي السكني (23 عاما) مع جاره أبو سيدو حول ضعف الحركة الشرائية، وقال " هناك عروض بالأسواق لكن لا توجد قوة شرائية مناسبة، كنا قد توقعنا أن ينعش صرف الرواتب الأسواق لكن حدث العكس".

وبحسب المؤرخين ، فإن أول من قام بتصنيع الفسيخ وأكله هم المصريون القدماء حيث يصنع الفسيخ من سمك البوري، ويتميز برائحته النفاذة.

غير أن أطباء يحذرون من أن الإكثار من تناول الفسيخ خلال العيد قد يؤدي إلى وعكة صحية وخاصة مما يعانون من ارتفاع الضغط، داعين المواطنين إلى شراء الفسيخ من أماكن آمنة حتى لا تكون الأسماك فاسدة.

ويفضل أطباء كسر الصيام في أول يوم من العيد بتناول بضع تمرات وكوب حليب لتهيئة المعدة لإفراز الانزيمات اللازمة لعملية الهضم، داعيين إلى عدم الإفراط في تناول الأطعمة الدهنية والحلويات، وداعين إلى الإكثار من شرب السوائل وعدم شرب المشروبات الغازية، بالإضافة إلى الإكثار من تناول الفواكه والخضراوات لأنها توفر الألياف ذات الفائدة الكبيرة للجهاز الهضمي.

عن "معا"