"الناس بتعيد علي وبتبعتلي رسائل ومش قادرة أرد على حدا (..) ما عندي عيد وشادي بعيد عني"، هذا ما قالته والدة اصغر أسير في العالم الطفل شادي فراح في اول يوم لعيد الفطر السعيد.

وتقول فريهان فراح، من بلدة كفرعقب شمال القدس "ما عملت معمول (كعك العيد) ولا حاسة اني ممكن استقبل حدا اليوم".

 

اصغر أسير في العالم

الطفل شادي فراح، 12 عاماً، من عائلة مقدسية تعيش في بلدة كفر عقب يتعلم في مدرسة "دار المعرفة" بالصف السابع الاعدادي، تم اعتقاله وهو عائد من القدس بالقرب من محطة باصات في "شارع 1" (قريب من حي لليهود المتدينين) برفقة صديقه أحمد الزعتري، 12 عاماً.

شادي كان يتعلم الدبكة (رقصة فلسطينية) في مركز للفنون الشعبية، ومعروف بممارسته اليومية للألعاب الرياضية في الحي الذي يقطنه، وحسب وصف والدته انه كان يفضل لعب كرة القدم مع اصدقائه ويذهب للسباحة خلال العطلة الصيفية.

واعتقل شادي في 29 كانون اول/ديسمبر 2015 بحجة حيازته سكين حسب ما قالت السلطات الاسرائيلية خلال محكمته الاخيرة.

 

العيد بدون شادي

وعن اول ايام عيد الفطر تقول والدة الأسير "حكيت معا الصبح وبعتلو اواعي العيد على السجن في طمرة وكان كتير زعلان انو مش معنا".

واضافت "شادي وهو صغير كان يمص اصبعه (يضع اصبعه في فمه) ولهلأ في المعتقل بمص بأصبعه، كيف ممكن واحد زيو ممكن يطعن حدا!!".

وتابعت "شادي هو العيد كان يصحيني كل يوم عالخمسة الصبح يقولي: "قومي لبسيني اواعي العيد واربطيلي البوط (الحذاء) واليوم ما حدا صحاني".

 

العيد الماضي

واشارت فريهان الى ان شادي كان يصطحب اخوته ريان 3 سنوات ومروان 7 سنوات، الى الحلاق في ليلة العيد. وتقول: هذا العيد اصطحبتهم انا الى الحلاق لكن عادوا بعد ساعة الى البيت بدون حلاقة وعندما سألتهم "لماذا؟؟ اجابوني: "شادي مش معنا وكان في كتير ناس قبلنا".

واضافت كان شادي يستحم ليلة العيد ويرتدي ملابسه حتى يذهب مع والده الى الأقصى، وبنبرة حزينة تقول "هدا العيد مروان تحمم ولبس اواعي العيد زي شادي عشان يروح مع ابو على الأقصى".

وكانت عائلة فراح قد امضت العيد الماضي في مصر.

 

مرحلة الاعتقال

 

ويقبع شادي حالياً بمؤسسة "المرسى" للأسرى القاصرين في مدينة طمرة بالداخل المحتل مع 15 معتقل بينهم طفل محكوم أمنياً و 14 معتقلين جنائيين.

ونوهت والدته الى ان شادي تعرض الى مضايقات من السجناء الجنائيين في بداية مرحلة اعتقاله، مشيرةً الى انها قامت بالمتابعة مع طبيب نفسي لكي تتعامل معه.

وقالت ان شادي قد انهى الصف السابع الاعدادي في المؤسسة بمعدل 93%، وتقدم ايضاً لاختبار الذكاء في مادة الرياضيات وحصل على تقدير ممتاز 97%.

وقامت أم شادي بشراء مجموعة من الكتب والقصص له لكي يقتل وقت الفراغ خلال مرحلة الاعتقال.

ويقبع حالياً اكثر من 400 طفل فلسطيني لا تتجاوز اعمارهم 18 عاماً في مراكز اعتقال اسرائيلية مختلفة.

عن "شاشة نيوز"