ضيف قديم جديد.. طقوس خاصة وعادات متوارثة في كعك العيد
ABRAJ: 2.08(%)   AHC: 0.80(%)   AIB: 1.10(0.00%)   AIG: 0.18(5.26%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.30(0.00%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.80(%)   ARKAAN: 1.33(0.00%)   AZIZA: 2.57(1.98%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(%)   BPC: 3.80(%)   GMC: 0.76(5.00%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.16(0.00%)   ISH: 1.00( %)   JCC: 1.60(6.43%)   JPH: 3.60(0.55%)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.60(%)   NAPCO: 0.99( %)   NCI: 1.70(4.94%)   NIC: 3.05(3.39%)   NSC: 3.07( %)   OOREDOO: 0.75(0.00%)   PADICO: 1.02(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.04(1.00%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.04(0.95%)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.90(1.55%)   PIIC: 1.80( %)   PRICO: 0.30(0.00%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.16( %)   RSR: 4.50( %)   SAFABANK: 0.80( %)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 2.95( %)   TNB: 1.23( %)   TPIC: 2.00( %)   TRUST: 2.99( %)   UCI: 0.43( %)   VOIC: 6.77( %)   WASSEL: 1.07(0.00%)  
12:00 صباحاً 06 تموز 2016

ضيف قديم جديد.. طقوس خاصة وعادات متوارثة في كعك العيد

من عبق التاريخ انتقل إلينا ليتدرج بأشكاله التي تناقلتها الأيدي وطعمه الذي تذوقته الأفواه على مر العصور، ابتداءً من الفراعنة الذين كان لهم الفضل الأول في صنعه، مروراً بعصور التاريخ المختلفة ليصل إلينا اليوم على هيئته الحالية، فبعد أن كانت صناعته محصورة في قصور ومطابخ الملوك الذين حرصوا على صناعته بأشكال مختلفة وتوزيعه على الناس سواء كصدقة أو هدية.

اليوم  كعك العيد أصبح من المظاهر التي تعج بها البيوت لتكتمل فرحة عيد الفطر بوجوده، ولتكون عملية صنعه ممزوجة بالجمعات العائلية التي لا تخلو من التعليلات والضحكات وتبادل أطراف الحديث والنكت والحكايات.

ومع دخول شهر رمضان أيامه الأخيرة تبدأ ربات البيوت في التجهيز لاستقبال عيد الفطر السعيد ، فيجتمع أفراد الأسرة صغيرهم وكبيرهم وأحياناً تجتمع الجارات للمشاركة في صنع الكعك وسط الأهازيج والأحاديث المختلفة، التي بها يجتزن الساعات الطويلة لعملية التصنيع والجهد المبذول في تلك الجمعات.

 

فريق عمل متعدد المهام

أم أمير عريقات من بلدة أبوديس في شرق القدس تجتمع مع جاراتها لمشاركتهن في صنع الكعك، تقول "عادةً قبل عيد الفطر بأيام نجتمع نحن نساء الحارة، وأحيانا تأتي نساء من حارات أخرى لصنع كعك العيد، نشكل مجموعات على شكل حلقات لتقوم كل واحدة بمهمة خاصة ودور معين في تجهيز الكعك. هناك من يجهّزن الحشوات والعجينة لتسهيل مهمة حشوها، وأخريات يقمن بحشو العجينة وتجهيزها للتزيين، ولا ننسى من توكل اليهن مهمة الخبز. وعملية حشو كعك العيد تتم عادةً إما بعجوة التمر أو بالجوز ومن النساء من يضفن حشوة خاصة من الفستق الحلبي".

وتضيف عريقات "بالرغم من وجود أنواع مختلفة من الحلويات والمسليات إلا أن حضور كعك العيد لاستقبال الضيوف والزائرين خلال أيام العيد أمر مفروغ منه، فلا يخلو منزل من طبق الكعك المزين المعد خصيصاَ لوضع الكعك فيه يتوسط حلوى الضيافة. ولكل مناسبة طبقها الخاص فقد ارتبط وجود كعك العيد ارتباطاً خاصاً بعيد الفطر السعيد". 

ولكعك العيد أدوات وقوالب خاصة يتم خلالها الخروج بكعك جميل مزين بأجمل الأشكال الهندسية والرسمات والكلمات الخاصة.  وتطورت صناعة هذه القوالب لتجاور القوالب الخشبية فأصبح هناك قوالب بلاستيكية مختلفة الأشكال والأحجام،  وقالب كعك الجوز يختلف عن قالب عجوة التمر بشكله وحجمه، وذلك ليميز الضيف أي حبة كعك يختار.

 

 

 

الكعك كمصدر رزق

تقول أم أمير إن "هناك نسوة يلجأن لشراء كعك العيد من المحلات حيث لا يجدن وقتاً لصنعه، فعملية صنع كعك العيد تحتاج جهداً ووقتاً، وكثيرات من يلجأن لشراء الكعك الجاهز، وأنا أفضل صنعه بيدي إذ أتحكم بالحشوة ومكوناتها كما أريد وأرغب وبالتالي يختلف مذاقه وطعمه، عدا عن الاستمتاع بتصنيعه وبهجة الجمعات وخصوصاً لدى الأطفال. وعملية صنع الكعك أوفر بكثير من الناحية المادية حيث يصل سعر كيلو كعك الجوز إلى 45 شيقلاً وأحيانا 50 شيقلاً، وليس بمقدور الجميع شراءه، بالإضافة إلى أن كعك المحلات ليس بالجودة المرغوبة".

وقد اتخذت بعض النسوة من صنع كعك العيد وسيلة لجني المال ومصدراً للرزق، إذ يقمن بتلبية طلبات خاصة لصنع الكعك وبيعه، وهؤلاء معروفات لدى الأهالي ويلجأ إليهن من لا يرغب في كعك المحلات ولا يستطيع صناعته في المنزل.

 

محشو بدنانير ذهبية!

قديما تم حشو كعك العيد بالدنانير الذهبية حيث قام أبو بكر محمد بن علي المادراني، وزير الدولة الإخشيدية، بصنع كعك في أحد أعياد الفطر، وحشاه بالدنانير الذهبية، وأطلقوا عليه وقتئذ اسم "أفطن إليه" أي انتبه للمفاجأة التي فيه، ولكن تم تحريف الاسم إلى "أنطونلة"، وتعتبر كعكة "أنطونلة" أشهر كعكة ظهرت في هذا الوقت وكانت تقدم في دار الفقراء على مائدة (200 متر وعرضها 7 أمتار).

وظل التراث العربي معبراً عن حاله حتى يومنا هذا وخاصة في مصر وبلاد الشام بحكم الارتباط الجغرافي والتاريخي، وفي متحف الفن الإسلامي بالقاهرة في مصر توجد قوالب الكعك عليها عبارات "كل هنيئًا واشكر" و"كل واشكر مولاك" وعبارات أخرى تحمل المعنى نفسه، ولا تزال صنف حلوى "كل واشكر" موروثاً حتى يومنا هذا ويشتهر في بلاد الشام تحديداً.

عن "الحياة الجديدة"

Loading...