عند إجراء مقابلة وظيفية، توجه اللجنة الفاحصة العديد من الأسئلة إلى المرشح، للتعرف عن كثب على شخصية المرشح، وما هي أبرز المؤهلات الأكاديمية والخبرات العملية التي يمتلكها. وأثناء المقابلة، يكون المرشح مراقباً، سواء في سلوكه، أو طريقة إجابته، بالإضافة إلى الإمكانيات التي تجعله مؤهلاً لهذا المنصب. وعند انتهاء المقابلة، عادة ما يوجه أحد المديرين سؤالاً أخيراً، يسأل من خلاله المرشح إن كان لديه أي استفسارات. في أغلب الأحيان، تكون إجابة المرشح بالنفي. وعلى الرغم من أهمية الاستفسار، إلا أن الأغلبية العظمى من المرشحين يفضلون السكوت. بحسب خبراء التنمية البشرية، فإن تركيز المرشح على الأسئلة تجعله يفقد السيطرة ليقوم بدوره بطرح أسئلة خاصة على اللجنة الفاحصة. ولذا يتطلب من المرشح أن يتحلى بالذكاء، وأن يطرح بدوره مجموعة معينة من الأسئلة تتعلق بمهامه الجديدة، وإليك الأسئلة الأكثر ذكاء:
*ماذا قدم الموظفون السابقون لهذا المنصب؟
لا شك أن معرفتك بقدرات الموظفين السابقين، وكيفية إدارة المنصب من أهم الأشياء التي يجب متابعتها ورصدها، ولا ينطلق ذلك من باب الاستهزاء بما قدمه السلف، بل يشير إلى أنك مهتم كثيراً في قيادة هذا المنصب. كما أن السؤال عن أليات العمل السابقة، توضح أمامك الخريطة التي من شأنها أن تساعدك لقيادة المنصب، وبالتالي زيادة الإنتاجية. وبحسب موقع "بيزنس إنسايدر"، فإن مجرد التفكير بالتاريخ السابق للمنصب، والعمل على تطويره مستقبلاً، يزيد من القيمة الإضافية للعمل داخل الشركة.
*أين سأصبح بعد سنوات من استلامي هذا المنصب؟
بشكل رئيسي، فإن مجرد طرح هذا السؤال يدل على طموحك من جهة، وبُعد الرؤية التي تتمتع بها من جهة ثانية. إذ إن العديد من الموظفين لا يهتمون سوى ما بما يمتلكون حالياً، ولا ينظرون إلى المستقبل. وبالتالي فإن مجرد السؤال عن المركز الذي ستصل إليه بعد سنوات، يساعد المديرين في توظيفك بشكل أسرع. إذ وبحسب خبراء التنمية البشرية، يساهم كل من الطموح والمثابرة في زيادة النقاط الإيجابية لتوظيفك، وبالتالي فإن المنافسة بينك وبين مرشحين آخرين لن تكون شرسة، إذ إن الأنظار ستتوجه إليك بمجرد الاستفسار عن الحوافز التي ستكسبها بعد سنوات.
*ماهي كافة الأدوات المتاحة من أجل نجاح المهمة؟
لكل مركز وظيفي أدوات معينة تساعد في إنجاح المهام، ولذا فإن السؤال عن هذه الأدوات يعطيك صورة واضحة عن كيفية إدارة الموقع الجديد بطريقة فعالة. كثير من الموظفين يجهلون ماهي الأدوات المتاحة لإدارة العمل، لا بل أكثر من ذلك، فإن اختلاف الأدوات المتاحة بين شركة وأخرى، تحتم عليك الاستفسار عن هذه الأدوات، ومن أهم الأدوات التي تساعد في تطوير العمل، قدرتك على اختيار فريق يساعد في إنجاز المهام، التصورات التي يمكن أن تضعها لتطوير العمل، والأهم من كل هذا، المبالغ المرصودة من أجل تنفيذ المخطط العملي الذي تضعه أمامك.
*أين تقف حدود صلاحياتي؟
من الطبيعي، وفق التقسيم الإداري لأي مؤسسة، أن يكون هناك صلاحيات لأي منصب، إذ إن هذه الصلاحيات تدفع بالموظفين لمعرفة حدودهم لإنجاز الأعمال بطريقة لا لبس فيها. ولذا فإن مجرد قيام المرشح بطرح هذا السؤال على اللجنة الفاحصة، فإن ذلك يدل على الجدية في التعامل مع الآخرين، إذ إنه وبمجرد التفكير في السلطات الممنوحة لإنجاز العمل، سيعطي ثقة أكبر بمجهودك الشخصي لإنجاح المهام الموكلة إليك. كما أن طرح مثل هذا السؤال يجعلك على معرفة تامة بالآليات التي ستتبعها من أجل النجاح في قيادة هذا المنصب.
*كيف تطوّر هذا المنصب الوظيفي، وكيف سيطوّر مستقبلاً؟
بحسب موقع بيزنس إنسايدار الأميركي، فإن هذا السؤال يدل بشكل رئيسي على نظرتك الخاصة بمراحل العمل في هذا المنصب، وهل إن هذا الموقع أو المنصب الوظيفي الجديد قد سبق وطور في مراحل سابقة، وما هو النسق الذي على أساسه تم تطويره؟ أضف إلى ذلك، فإن تحديد الإجابة من اللجنة الفاحصة، ستفيدك لمعرفة الإمكانيات الخاصة لتطويره في المستقبل. ويعتبر هذا السؤال من أكثر الأسئلة التي تدل على مهنية عالية، كما يعطي انطباعاً خاصاً أنك لست موظفاً عادياً بل تتمتع بصفات القائد، ولا شك أن إدارة بعض المواقع الحساسة، تتطلب من القائد أكثر من كونه مجرد موظف أو حتى مدير.
وكالات