امتلئت شاشات القنوات الفضائية خلال شهر رمضان الجاري، بإعلانات تحث المواطنين على التبرع لصالح الأعمال الخيرية ومساعدة المحتاجين والمساهمة في تطوير المستشفيات والمراكز الطبية، حتى وصل حجم التبرعات نحو 40 مليار جنيه، لكن هذه الأموال لا تخضع لإشراف الجهات الرقابية، وتحول الأمر إلى سبوبة وبزنس خاص موسمي.

قال الدكتور عمر الشنيطي، الخبير الاقتصادي، إن حجم التبرعات التي يتم تجمعها خلال شهر رمضان وصل إلى نحو 30 مليار جنيه في عام 2014، ومن المتوقع أن يصل لـ40 مليار خلال العام الحالي، أغلبها في المنظمة الصحية، موضحا أن المؤشرات الرسمية تكشف أن 25% من المصريين يقعون تحت خط الفقر، وتوجد إحصاءات أخرى تقول إن نسبة الفقر وصلت إلى 50%، ما يعكس حجم الكارثة التي يعيشها المواطنون، غير القادرين على العلاج وتوفير المأكل والمشرب أو غيرها من أساسيات الحياة.

وأضاف الشنيطي  أن شهر رمضان، توقيت دفع أموال الزكاة لدى العديد من المصريين، فتحاول هذه المؤسسات استغلال الأمر وتكثيف الحملات التي تطالب المواطن بالتبرع، متابعا: «المؤسسات الخيرية في المتوسط، تجمع ما يزيد على ٨٠٪ من التبرعات السنوية خلال شهر رمضان فقط، بينما لا تجمع خلال باقى العام سوى ٢٠٪، طبقا لإحصاءات العام الماضي».

وأوضحت الدكتورة علياء المهدي، عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة سابقا، أن غالبية الحملات الإعلانية تحولت إلى بزنس ومصدر للتربح، ويتم التسويق لهذه الأماكن والتفنن في كيفية الحصول على أموال التبرعات عن طريق حملات إعلانية تتكلف عشرات الملايين، ما يعكس عجز وفشل الدولة في توفير أقل الحقوق للمواطن في خدمة طبية ومكان آدمي لتلقي العلاج، مؤكدة أن أغلب الجهات التي تطالب بتبرعات، مؤسسات خاصة غير تابعة للدولة إداريا.

البديل