نشرت صحيفة الديلي ميل البريطانية تقريراً عن عرض هذا المنزل للبيع بسعر 350.000 جنيه استرليني، بسؤالٍ هو، لماذا يباع منزلٌ ضخم بسبع غرف نوم وعلى أرضٍ مساحتها قريب 20 دونماً بهذا السعر؟

بني المنزل في الصورة السابقة هو منزلٌ بقي منذ أكثر من 200 عامٍ في "شمال ديفون" جنوب بريطانيا، يحيط به حديقة واسطبلات، ولكن يحتاج ترميماً لمدةٍ لا تقل عن خمس سنوات، يمكن بعدها أن يرتفع سعره ليصل مليون جنيه استرليني!

اسم المنزل "براكينسايد مانور"، واشتراه في الملازم الأول فرانك آريا في الحرب العالمية الثانية من محارب قديم، وتوفي بعدها وذهب المنزل لابنته التي سكنته لوحدها حتى ماتت منذ 3 سنوات.

سعرُ المنزل الكبير، المحاط بحديقةٍ وسور وفيه البناء ضخم يكون سعرهُ منخفضاً جداً بسببِ قدمِ بناءه، وقدم بنائه لا يعني جدراناً متهالكة فقط، إنما يعني أن هذا المنزل لا يوجد فيه تمديداتٌ للماء فقد كانت ابنتهُ تنتشل الماء من البئر، ومازال هذا المنزل يستخدمُ مرحاضاً قديماً خشبياً لا وجودَ لغيرهِ في المنزلِ كاملاً.

 

المنزل الكبير

جلب المياه من البئر

المرحاض الخشبي

المنزل من الداخل

 

 

بيوتُ رام الله القديمة المختلفة من الخارج تستدلُ من تفاصيلها المعمارية على أوقاتِ بنائها تحديداً، وأوقاتِ بناءِ الإضافاتِ عليها، ولكن الفرق بين ذلك المنزل ومنازل عديدة في فلسطين وفي رام الله تحديداً هي استغلال البناء، بحيث يتم تكون المنازل القديمةُ في رام الله لونين يصعب وجود ثالثهما، الأول هو النوع القديم الذي بقي على تهالكه وتعبه ولم يجدد أو يتطور، وفي العادة تكون هذه المنازل إما مهجورةً مغلقة، أو يسكنها أهلها الأصليون، النوع الثاني هو القديم المُجدد، أي المرمم والذي يستخدم إما لتأجير السياح، وفي العادة يكونون من الأجانب، أو يستخدمٌ حديثاً كمقاهٍ ومطاعم جديدة، ولربما يكون الرابط أن تجديد المنازل وتطويرها في رام الله أيضاً يستهلكُ تكليفاتٍ كثيرة، ولكنها تنتجُ منازلَ مناسبة للعيش بدرجةِ المنازل الحديثة ولكن بشكلٍ قديم.

- قصر الحمراء، رام الله

- دار زهران، رام الله

الاعتناء بمنازل فلسطين القديمة يعني الاحتفاظ بالتراث حتى وإن كان أحدث نسبياً من دول مثل بريطانيا، والاحتفاظُ بالمنازل والبناء يبقي جانباً جمالياً في المدن كافة.

 

وحتى في إيطاليا مثلاً قامت ثلاث مدنٍ إيطالية ببيع منازل مهجورة في قراها بمبلغ 1.5 مليون دولار للمنزل بشرط تعهد المشترين الجدد بتجديد المنازل والعيشِ فيها، وبهذا ترعى المدن كافة منازلها لتكون راوياً للتاريخِ عنها.

 

 

 

 

نقلا عن شاشة نيوز

 

- إيطاليا