نشرت صحيفة معاريف في افتتاحياتها هذا الصباح تعقيبها على تقرير الـOECD، الذي يقول إن معظم سكان إسرائيل الراشدين (ابناء 16 – 65) تنقصهم المؤهلات والخبرات الاساسية للانخراط في سوق العمل.

 وجاءت الافتتاحية على النحو الأتي:

إن نتائج تقرير الـOECD، الذي يقول إن معظم سكان إسرائيل الراشدين (ابناء 16 – 65) تنقصهم المؤهلات والخبرات الاساسية للانخراط في سوق العمل تثير القلق ليس فقط على المستوى الاقتصادي، بل وتلمح بمشكلة وطنية تستوجب الرد. فيتضح من نتائج الاختبارات أنه يكاد يكون كل راشد ثالث في إسرائيل عديم المؤهلات الاساسية في الرياضيات.

 اضافة إلى ذلك فإن اكثر من ربع المتقدمين للاختبارات فشلوا في اختبارات القراءة، ومعدل عال نسبيا فشلوا أيضا في حل مشاكل في محيط محوسب. ينبغي التشديد على ان الاختبارات لم تتضمن حلا لمشاكل معقدة، بل مواجهة مهام يومية، كالعثور على رقم هاتف في موقع انترنت، تصني بلاغات البريد الإلكتروني وايجاد كتاب حسب عنوانه ووصفه.

نتيجة بشعة ومقلقة أخرى، والتي هي أيضا جزءا من أسباب المستوى المتدني الذي عرضه المتقدمين للاختبارات من الإسرائيليين، هي فوارق واسعة بين المتميزين والمتعثرين. فنتائج استطلاع الـ PIAAC الذي اجري في اوساط اكثر من 200 الف مشارك في كل دول الـOECD، تدل على فوارق عالية في إسرائيل، تضاف إلى باقي تقارير المنظمة التي تلعب فيها إسرائيل دور النجم في قمة انعدام المساواة والفقر.

 وحسب معطيات الـ OECD التي نشرت في العام 2013، فان إسرائيل تأتي في المرتبة الرابعة (الدنيا) في جدول عدم المساواة من أصل 34 دولة، وكذا نتائج اختبارات الفهم التي اجرتها منظمة الـ OECD في اوساط تلاميذ الصف الثامن في الدول الاعضاء في المنظمة، تفيد بان الفوارق في انجازات التلاميذ في إسرائيل هي الأعلى في الغرب.

ويبرز انعدام المساواة عند توزيع المتقدمين إلى الاختبارات على اساس الوضع الاقتصادي – الاجتماعي والقومي. هناك فارق جوهري بين انجازات من يكسبون اجرا عاليا نسبيا وبين الانجازات ذي الاجر المتدني، وكذلك بين من ولدوا لابوين متعلمين وبين من ابواه عديما التعليم. ثمة فارق كبير بين العرب واليهود؛ فمستوى خبرة المتقدمين للاختبارات من العرب كانت متدنية جدا. وتشهد هذه النتائج على مستوى الاستثمار المتدني في تعليم تلاميذ العرب وفي المجتمع العربي بشكل عام.

معطى مقلق آخر ينشأ عن الاستطلاع هو عدم المساواة البارزة في سوق العمل بين النساء والرجال. فحتى النساء اللواتي حققن نتائج افضل من الرجال كسبن اقل منهم، بشكل كبير. فمثلا، امرأة على مستويين من المؤهلات الأعلى (4 – 5) تكسب 14490 شيكل بالمتوسط – 2000 شيكل أقل من اجر الرجال في المستوى الادنى (3). وتوجد فوارق الاجر هذه على كل المستويات.

ان الأضواء الحمراء التي يشعلها الاختبار، يجب أن تدفع الحكومة إلى التقدم بخطة عمل تتضمن استثمارا في التعليم، في خدمات الرفاه وفي القضاء على التمييز بين التلاميذ اليهود والعرب والتمييز في النوع الاجتماعي في سوق العمل. ان اهمال السكان الضعفاء هو قنبلة موقوتة، لا تهدد فقط جودة الرأسمال البشري والتقدم الاقتصادي بل وأيضا استقرار المجتمع والديمقراطية.

وكالات