فازت جامعة القدس المفتوحة بالجائزة العالمية الذهبية (Century International Gold Quality Era Award)، المقدمة من المؤسسة الدوليةBusiness Initiative Directions (BID)، ومقرها جنيف بسويسرا، وذلك تقديراً لالتزام الجامعة بأصول الجودة والقيادة واستخدام التكنولوجيا والإبداع، لتنفرد عربياً في مجال التعليم العالي وعالميًا في مجال التعليم المفتوح لهذا العام، وتغدو واحدة من أفضل (50) مؤسسة ريادية على مستوى العالم.
وتسلم الجائزةَ في الاحتفال الذي أقيم بمقر المؤسسة الدولية في جنيف، د. م. إسلام عمرو مساعد رئيس الجامعة لشؤون التكنولوجيا والإنتاج، حيث قام السيد خوزيه بريتو رئيس مجموعة(BID)، بتسليم الجائزة لممثل الجامعة.
وأُعلن عن ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في مقر وزارة الإعلام بمدينة رام الله، أدارته أ. نداء يونس رئيسة وحدة العلاقات العامة والمكتب الصحفي في وزارة الاعلام، بحضور م. عدنان سمارة رئيس مجلس أمناء جامعة القدس المفتوحة، رئيس المجلس الأعلى للإبداع والتميز، ود. م. إسلام عمرو مساعد رئيس جامعة القدس المفتوحة لشؤون التكنولوجيا والإنتاج، يوم الثلاثاء الموافق 31-3-2015م.
وجاءت الجائزة تكريساً لنهج الجامعة في عملية التطوير المستمر لمنظومة الإدارة والتكنولوجيا والريادة في قطاع العمل الأكاديمي في المجتمع الفلسطيني، وكذلك تقديراً لدورها الرائد عالمياً في مجال التعليم المفتوح، حيث تعدّ إنجازات الجامعة في القطاع التكنولوجي ومنظومة الجودة ونمو المؤسسة الركيزة الأساس لمنح الجامعة هذه الجائزة، حيث لم تتقدم الجامعة بمسابقة لهذه الجائزة، بل تم منحها من خلال آلية الترشح الخاصة بالمؤسسة والتي اعتمدت على انتشار الجامعة ومستوى الاختبار الدولي للخريجين (ETS)، إضافة إلى قوة منظومة الجامعة التكنولوجية واستخدام منظومة الجودة الشاملة على مدار السنوات الماضية، حيث يوجد على موقع مؤسسة (BID) شرحًا مفصلاً عن آلية الاختيار والترشح.
وتمنح الجائزة لقطاعات ريادية مختلفة حول العالم، ومن أبرز المؤسسات التي حصلت عليها: شرطة إمارة دبي في قطاع الخدمات المدنية، وسلطة مطار فرنكفورت الألمانية عن قطاع النقل، ومركز (كورنيتشيف) الروسي للصناعات الفضائية، وشركة (تيرنر) الهندسية التي نفذت مشروع بناء برج خليفة بدبي، وهو أطول برج في العالم.
وقال م. سمارة في المؤتمر الصحفي إن حصول الجامعة على هذه الجائزة يؤكد تميزها وريادتها في مختلف المجالات، خاصة في المجالات التكنولوجية، وفي مجالات التعليم المفتوح، مشيراً إلى أن المجلس الأعلى للإبداع والتميز يتعامل مع كثير من المبدعين من طلبة جامعة القدس المفتوحة، إضافة إلى الجامعات الفلسطينية الأخرى، وأن هذه الجائزة تصب في خدمة الإبداع في فلسطين.
وقال إن جامعة القدس المفتوحة ركن من الأركان الأساسية للريادة والإبداع في فلسطين، وإن حصولها على الجائزة يؤكد ذلك، داعياً إلى تطوير الأفكار الإبداعية ودعمها للوصول إلى مشاريع استثمارية تعود بالنفع على صاحبها أولاً، وعلى الاقتصاد الوطني ثانياً، مشيراً إلى أن أفكاراً مبدعة تنتج يومياً، لكنها تحتاج إلى المتابعة وصولاً إلى استثمارها اقتصادياً.
وقال إن اختيار "القدس المفتوحة" لهذه الجائزة الدولية المرموقة ينسجم مع توجهات القيادة للمؤسسات الدولية، ويؤكد أيضاً أن في فلسطين مؤسسات قادرة على الفوز ومنافسة لمختلف المؤسسات العالمية، و"القدس المفتوحة" ستبقى من أعمدة الوطن المهمة والأساسية في مجال توفير التعليم العالي لأبناء الشعب الفلسطيني.
وبين م. سمارة أن اختيار مؤسسة فلسطينية لجائزة عالمية يؤكد جهوزية الفلسطينيين لإقامة دولتهم، خاصة أن لديهم مؤسسات مثل "القدس والمفتوحة" وغيرها، ينافسن عالمياً.
وبين أن "القدس المفتوحة" ستبقى جامعة منظمة التحرير، وجامعة الفقراء والشهداء، وجامعة الشهيد القائد الرمز ياسر عرفات، وقد احتضنت-منذ نشأتها-أبناء شعبنا من جميع الشرائح شيباً وشباناً وأسرى محررين، وانتشرت فوق الجغرافيا الفلسطينية ليصبح لديها (22) فرعاً تضم (63) ألف طالب يشكلون (55%) من التعليم العالي الفلسطيني.
وأشار إلى أن "القدس المفتوحة" منحت المرأة الفلسطينية فرصة التعليم، بعد أن حُرمتها طوال سنوات ماضية لأسباب مختلفة، مذكِّراً بأن نسبة تعليم المرأة، منذ افتتاح فرع "القدس المفتوحة" في أريحا، ارتفعت هناك من (13%) إلى أكثر من (30%)، وفق الإحصاءات الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
إن الجائزة عادة ما تمنح للمؤسسات الريادية حول العالم، وتختار هيئة الجائزة هذه المؤسسات بعد الاطلاع على نظمها وطريقة عملها، وقد اختيرت "القدس المفتوحة" هذا العام لهذه الجائزة باعتبارها المؤسسة العربية الأولى والرائدة في مجال التعليم الإلكتروني، وذلك بعد قياس ثلاثة محاور فيها، هي: الإدارة، والابتكار، وتكنولوجيا المعلومات.
وأشار إلى أن مراجعة تفاصيل عمل الجامعة من قبل (BID) أظهرَ أنها من أكثر المؤسسات العربية توظيفاً لعملية الجودة في عملياتها الإدارية والأكاديمية، والأكثر متابعة لعمل إدارتها، وتمتلك باعاً طويلاً في عملية مأسسة الإجراءات وفهرستها. وثمة مجلس للجودة في الجامعة ممثل بجميع القطاعات الأساسية، من إدارة، وشؤون أكاديمية، وشؤون إدارية، وطلاب، إلى جانب دائرة الجودة.
من جانبه، بين د. م. عمرو أن الجامعة تعمل ضمن آلية محكمة لتوثيق إجراءات المأسسة وفق معايير الجودة المتبعة عالمياً، و"القدس المفتوحة" هي المؤسسة الوحيدة في العالم العربي وفي فلسطين، التي لديها مرجع لجودة خريجيها، فخريجوها مصنفون وفق تصنيف المنظمة الدولية التي تعنى بعملية الاختبارات الأكاديمية (educational system service)، ثم إن الجامعة تطبق امتحان الكفاءة على خريجيها في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهي في هذا حاصلة على مراتب متقدمة، فمنتج "القدس المفتوحة" له تصنيف دولي، وهذا ما يميز الجامعة عن جميع الجامعات الفلسطينية، وعن الجامعات المفتوحة في العالم العربي، وبهذا تكون قد استحقت هذه الجائزة التي تمنح سنوياً لمجموعة قطاعات متنوعة.
وقال د. م عمرو إن "القدس المفتوحة" أول مؤسسة فلسطينية تحصل على هذه الجائزة، وثمة مؤسسات في العالم العربي حصلت عليها، مثل: الملكية الأردنية، وشرطة دبي، وسلطة الموانئ في المملكة العربية السعودية.
وعن آلية الترشح للجائزة، قال د. م. عمرو إن لدى المؤسسة لجنة علمية يترأسها البروفيسور (الفونسو ف. كسال)، إذ ترشح اللجنة مؤسساتٍ على مستوى العالم، بالتعاون مع مجموعة من المؤسسات الدولية، وبناء على عملية الترشيح يُقيّم عمل المؤسسة وفق معايير عدة أبرزها رضى متلقي الخدمات عن المؤسسة، ويستدل عليه بعدد طلاب المؤسسة، فـ "القدس المفتوحة" أكبر جامعة في فلسطين. ثم يجري فحص منظومة الاتصال والتواصل في المؤسسة، وأيضاً منظومة التعليم التجريبي؛ لتطوير عملية التعليم في المؤسسة المرشحة. وفي هذا المجال قدمت "القدس المفتوحة"، في السنوات الخمس الماضية، مجموعات تطويرية كبيرة في عملية التعليم الخاص بها، وظهرت أجيال حديثة في التعليم الإلكتروني، فالجامعة منتشرة في جميع قطاعات المجتمع الفلسطيني، وعملية إدارة الموارد البشرية فيها تأتى من خلال وضوح قوانين الموارد البشرية.
وبين عمرو أن "القدس المفتوحة" باتت من المؤسسات المميزة في منظومة التدريب حول الوطن، وهي وكيل حصري لعدد من التراخيص الدولية منها: (البرومترك) و(الميكروسوفت)، علاوة على منتجات الجامعة التدريبية الأخرى الواسعة، إضافة إلى تطبيق الجامعة معايير الجودة.
ولفت د. م. عمرو إلى إن الجامعة سعيدة بهذه الجائزة لأسباب عدة، فهي تؤكد أن "القدس المفتوحة" رائدة التعليم المفتوح في فلسطين وفي العالم العربي، من خلال شبكة الجامعة وامتداداتها في مختلف فروعها، وقد ثبت على مستوى الوطن العربي أن التعليم المفتوح حي وقائم، ومنتجاته طيبة ومتطورة ومؤكدة للحداثة، وإن جامعة القدس المفتوحة من المؤسسات الركنية في فلسطين، من حيث أعداد موظفيها من محاضرين متفرغين وغير متفرغين، كما أن شبكة مدرسي الجامعة تضم معظم الأكاديميين في فلسطين، إضافة لانتشارها في كل المحافظات، ونجحت في تخريج (70) ألف خريج، يمثلون شريحة لا يستهان بها من المجتمع الفلسطيني، ثم إن "القدس المفتوحة" مؤسسة تمكين في فلسطين، فهي تثبت المواطن الفلسطيني في أرضه، ويتلقى الشباب الفلسطيني التعليم على فيها أينما كان، ويضاف إلى ذلك تمكين المرأة الفلسطينية بتغيير في بنية الوعي حولها على مدار عشرين عاماً مضت، ذلك أن تمكين المرأة يتم بمنحها درجة علمية تدخلها معترك الحياة.