يشارف شهر رمضان على الانتهاء، وتشارف مسلسلات هذا الشهر أيضاً على الانتهاء. وبعد أن اختار المشاهد مسلسلاته وبرامجه، بدأت أرقام المشاهدة التي عملت عليها شركات الإحصاءات طوال الشهر تتضح شيئاً فشيئاً.
حصل "العربي الجديد" على لائحة بأكثر 10 مسلسلات وبرامج رمضانية مشاهدة، وفق إحصاءات شركة "ايبسوس"، تابعها اللبنانيون عبر المحطات المحلية خلال الأسبوع الثالث من 20 إلى 26 يونيو/حزيران، من السادسة مساء حتى منتصف الليل. مستثنيا منها نشرات الأخبار، والإعادات، والبرامج الدينية، والتغطيات المباشرة.
في الأسبوع الثالث تبدلت الأرقام كثيراً عن الأسبوعين الأول والثاني، كما حصل في السنوات المنصرمة. إلا أن المسلسل اللبناني "مش أنا" الذي تعرضه LBCI استمر في تربعه على عرش المرتبة الأولى، بمعدّل نسبة مشاهدة بلغت 15.2 في المائة من المشاهدين في الدقيقة. وكما أشرنا سابقاً، فإن هذا العمل فاجأ الجميع، وحظي منذ حلقاته الأولى بمتابعة عالية على مواقع التواصل.
وعلى الرغم من تكلفته المتواضعة بالنسبة لباقي المسلسلات، إلا أنه يناقش العديد من القضايا والمشاكل التي تهم الشارع اللبناني، مثل غلاء الأسعار والقروض والبطالة وزحمة السير، وأيضا قانون الإيجارات، وقصة الحب التي ولدت في ظروف غير مألوفة بين كارين رزق الله وبديع أبو شقرا، والتي وُضعت في قالب اجتماعي- كوميدي دخلت إلى قلوب اللبنانيين على ما يبدو.
أيضاً، استمر المسلسل اللبناني "وين كنتي" بطولة ريتا حايك وكارلوس عازار، الذي تعرضه LBCI في المرتبة الثانية، بمعدّل نسبة مشاهدة بلغ 14.5 في المائة من إجمالي المشاهدين في الدقيقة. فانتقال ريتا حايك من المسرح إلى الدراما كانت خطوة موفقة، وبأداء يعتبر إلى اليوم جيدا، بالرغم من بعض الانتقادات التي وُجّهت إليها، في الحلقات الأولى عندما قلدت في بعض المشاهد نادين نسيب نجيم، كالنظرات والمشية والضحكة.
أما مسلسل "باب الحارة" فقد حلّ ثالثاً بمعدل نسبة مشاهدة بلغ 12.3 في المائة من إجمالي نسبة المشاهدين في الدقيقة، فالبرغم من الانتقادات التي طاولت الشخصيات الجديدة التي دخلت إليه هذا العام كتبديل الممثل وائل شرف بالممثل محمد حداقي والتي لم تكن مقنعة بعض الشيء، وبعض الشخصيات التي تغيرت وجوهها وانمحى أثرها، والأخرى التي أحياها المخرج من الموت وغدت شخصيات بأسماء أخرى، إلا أنه استطاع الاستمرار في المنافسة ككل عام.
بعد حلقات عدة، استطاع الجزء الثالث مسلسل "طوق البنات"، دخول المنافسة والتقدم إلى المرتبة الرابعة، بدلا من "صرخة روح" بمعدل 6.2 في المائة من إجمالي نسبة المشاهدين في الدقيقة، فهذا المسلسل الشامي استطاع أن يخرج من الرتابة، وقدم صورة جميلة عن التآلف والمحبة بين أهل الشام في فترة الاحتلال الفرنسي وبعده. وفي هذا الجزء تسلّم "أبو طالب" (رشيد عسّاف) زعامة الحارة في حين يستمرّ الصراع مع "مراد آغا" (رضوان عقيلي)، الذي يرفض زعامة "أبو طالب".
أما مسلسل "نص يوم"، فقد استطاع أن يحافظ على المرتبة الخامسة، بمعدل 5.7 في المائة من إجمالي نسبة المشاهدين في الدقيقة. إذ لم يستطع المنافسة على المراتب الأولى، لأسباب عدة منها: التوقيت الخاطئ، فقناة MBC دراما، المشاهَدة بشكل كبير في لبنان تعرضه الساعة الرابعة بعد الظهر، فيما تعرضه قناة "الجديد" الساعة الثامنة والنصف مساء. بالإضافة إلى ذلك، فقصة المسلسل بدأت بطيئة جدًا، إذ لم تظهر البطلة (ناديم نجيم) في الحلقة الأولى. كما ضجت المواقع الإلكترونية ورواد التواصل الاجتماعي بخبر اقتباسه عن رواية أجنبية، وذلك بعد أن ربطوا أحداثه بالفيلم الشهير original sin للثنائي أنطونيو بانديراس وأنجلينا جولي. أما المرتبة السادسة، فدخلها البرنامج الكوميدي العنيف "رامز بيلعب بالنار"، بمعدل 5.3 في المائة من إجمالي نسبة المشاهدين في الدقيقة، فبالرغم من تأخر قناة LBCI بثلاث حلقات عن MBC وبعض المشاهد والتصريحات والوثائق التي كشفت حيلة هذا البرنامج، استطاع أن يدخل المنافسة على المراتب العشرة الأولى. مسلسل "يا ريت" عبر "ام تي في" MTV نزل من المرتبة السادسة إلى السابعة، بمعدل 4.6 في المائة من إجمالي نسبة المشاهدين في الدقيقة. وعلى غرار "نص يوم" لم ينجح العمل المشترك بين لبنان وسورية في دخول المنافسة. واستطاع مسلسل "خاتون"، الذي تعرضه MTV، أن يبقى في المرتبة الثامنة، بمعدل 4.5 في المائة من إجمالي نسبة المشاهدين في الدقيقة. فالقصة السورية في زمن الانتداب الفرنسي استطاعت التقدم برؤية مؤثرة جدا، ودخول المراتب العشرة الأولى. واستمر مسلسل "جريمة شغف" الذي تعرضه قناة "الجديد" في المرتبة التاسعة بمعدل 3.8 في المائة. القناة عوّلت عليه كثيراً آملة بدخوله المنافسة على المراتب الأولى بداية الموسم الرمضاني، إلا أنها لم تفلح في ذلك. قد لا يروق MTV أن يتراجع "صرخة روح" من المرتبة الرابعة إلى العاشرة بمعدل 3.6 في المائة من إجمالي نسبة المشاهدين في الدقيقة، فالقناة عوّلت عليه كثيراً، إلا أنه لم يأت بقدر التوقعات، فالخماسية حول "صطيف" الذي يؤدي دوره محمد حداقي، الرجل الفقير والمعدم والمشوه، والمتيم بـ"حلا" تشخصها جيني إسبر، التي تجبر على الزواج منه، يبدو أنها غير مجدية لـ"الرايتينغ" الرمضاني.
عن "العربي الجديد"