خلال الأيام القليلة الماضية لم يحالف الهدوء مدينة نابلس، فما بين حادثة إطلاق نار بسبب قرار البلدية منع البسطات، إلى حادثة التعدي على زوار من فلسطيني 48، إلى نقص المياه في المدينة، فإن نابلس تعيش حالةً من القلق غير المسبوق، ما دفع بالعديد من فعاليات المدينة من ممثلين عن الغرفة التجارية، وتجمع مؤسسات المجتمع المدني، ونقابة المهندسين، واتحاد المطورين، والبلدية وجمعية حماية المستهلك، واللجنة الأهلية في محافظة نابلس، وتجمع دواوين نابلس، إلى الاجتماع لتباحث الأوضاع في المحافظة في محاولة لإعادة الأمور إلى نصابها.
أين بدأت الحكاية؟
ويقول منسق تجمع المجتمع المدني في نابلس سامر عنبتاوي لـ"الحدث" كانت هنالك حادثتان تسببتا في خلق حالة من عدم الهدوء في المدينة تمثلت الأولى في التعرض لزوار من مناطق عام 1948 بادعاءات أن ملابس إحدى الزائرات فاضحة في شهر رمضان، أما الحادثة الثانية فتتعلق بقرار بلدية نابلس منع البسطات ما قبل العيد.
في الحادثة الأولى، وعندما كانت إحدى السيدات من مناطق عام 1948 بجانب أحد معارفها تمشي في أسواق نابلس، قام أحدهم بالإشارة إلى أن ملابسها لا تليق بالشهر الفضيل، ما أدى إلى حدوث مشادة كلامية بين الشاب المصاحب للفتاة إلى أن انتهت بالعراك بين الأيدي. وكانت مواقع إخبارية في مناطق الداخل قد وجهت نداء إلى فلسطيني 48 لعدم التوجه إلى نابلس بسبب عدم استقرار الأوضاع.
في الحادثة الثانية، يقول عنبتاوي "تعلقت الحادثة الثانية، بقرار البلدية إزاحة "البسطات" العشوائية في المدينة والتي تقدر بالمئات، لخلقها حالةً من الفوضى وإضراراها بالمحال التجارية هناك، وعليه اندلعت اشتباكات بين مسلحين (عن البسطات) والأجهزة الأمنية في مركز المدينة الحيوي، ما أدى إلى عزوف المواطنين عن القدوم إلى المنطقة والشراء منها، ما أثر بشكل سلبي على التجار هناك، وعلى المدينة ككل".
فعاليات نابلس إلى السوق
هذا وقد علمت "الحدث" أن العديد من فعاليات مدينة نابلس ستقوم بجولة ميدانية مساء اليوم في سوق نابلس وفي البلدة القديمة، لضمان سير الأمور على الوجه الأكمل، تتكون من ممثلين عن بلدية نابلس والمحافظة وملتقى رجال الأعمال ولجنة التوجيه الفصائلي.
وأضاف المصدر "أن الفكرة بالأساس تهدف إلى توجيه رسالة للمواطن أن هنالك حرصاً من كافة الأجهزة والمؤسسات الرسمية والفعاليات الوطنية بضرورة الحفاظ على السلم الأهلي في المدينة، وضمان استقرار الأوضاع الأمنية في المدينة."
يذكر، أنه قد جرت في أكثر مرة عدة اشتباكات بين أجهزة الأمن الفلسطينية ومسلحين، وتم بالأمإ إشعال إطارات واغلاق شارع حطين وسط مدينة نابلس.
كما وقد وصلت مستشفى رفيديا بنابلس فجر الاثنين نتيجة اشتباكات دارت على ميدان الشهداء وسط مدينة نابلس بين الأمن الفلسطيني ومسلحين، كان من بينها 3 إصابات من المدنيين واصابتان من قوات الامن، واحدى اصابات الامن كانت بطعنة سكين في الصدر.
المواطنون غير راضين
تقول المواطنة (ع.د): "حقيقة الأمر مؤسف، ومخجل ما يحدث في نابلس بشكل شبه يومي، على الجميع احترام القانون".
من جانبه يتساءل أحد المواطنين: "لماذا هذا العام بالذات يريدون منع البسطات، لم لا يتركون الشبان يعملون، لا يجب إغلاق أو وقف أي مصدر رزق للمواطنين."
وتفاوتت الآراء لنشطاء على الفيسبوك بين مؤيد لأجهزة أمن السلطة الفلسطينية، وبين مدافع عن أصحاب البسطات، وعن مصدر دخلهم وعيشهم.
يذكر أن محافظ المدينة اللواء أكرم الرجوب سيجتمع مع فعاليات المدينة لمزيد من التباحث حول الأوضاع يوم غد.
عن "الحدث"