تشهد الأسواق في قطاع غزة الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك ازدحام كبيراً يستمر منذ قبل آذان المغرب حتى فجر اليوم الأخر، حيث يسعى المواطنون لشراء ما يلزمهم من ملابس وروائح لاستقبال عيد الفطر السعيد بُحلة جديدة.
ونتيجة الازدحام الكبير يضطر بعض التجار لوضع بسطات لهم في منتصف الطرقات الأمر الذي يمنع حركة سير المركبات وإغلاق بعض الطرقات الرئيسية حتى انقضاء أيام شهر رمضان المبارك.
وعلى الرغم من الازدحام الكبير فقد تباينت آراء التجار والمواطنون فبعضهم أكد كساد عملية البيع نتيجة ما يتعرض له قطاع غزة من أزمات اقتصادية كبيرة، فيما أشار آخرون إلى أن الأسواق لأول مرة منذ سنوات عدة تشهد رواجاً كبيراً وحركة قبل قدوم الرواتب لأسباب عدة.
أقوم بشراء ما يلزمني قبل موعد الزحمة بأيام
المواطنة "أم سليمان" أكدت أنها تذهب إلى سوق الشيخ رضوان قبل الرواتب وقبل قدوم العيد بهدف شراء ما يلزم بكل أريحية وهدوء وبعيداً عن الازدحام الكبير الذي تشهده أخر ثلاثة أيام من الشهر الفضيل.
وتُعيل أم سليمان 5 أبناء حيث قالت: "انهيت شراء ملابس لثلاثة من أطفالي وأسعى قبل الزحام للشراء لطفلي الأخرين، مشيرة إلى أنها تستطيع أن تقوم بشراء الملابس بكل راحة إضافة إلى تبديلها في حال لم تعجب زوجها أو حين العثور على اشكاليات في الملابس.
ولفتت إلى أن الرواتب مضمونة وهي قبل العيد؛ لذلك أقوم بشراء ما يلزمني قبل صرف الرواتب حيث تنتظرها جموع الناس من أجل شراء الملابس.
فيما قال المواطن "عز الدين": "لقد ذهبت أمس في اليوم الثالث والعشرون من الشهر الفضيل إلى السوق وأخذت نظرة على الملابس ونوعيتها وجودتها وأسعارها ولم أشتري أي قطعة بانتظار صرف الرواتب".
وأوضح "عز الدين" أن الأسواق مليئة بالمواطنين وتشهد ازدحام كبير دون عملية الشراء، مضيفاً: "الأوضاع الاقتصادية صعبة وأنا أقوم بشراء أهم الاحتياجات لإدخال الفرحة إلى أطفالي بعيداً عن شراء الألعاب غالية الثمن".
وتابع قوله: "أوضعنا الاقتصادية صعبة وأتمنى صرف الرواتب خلال الأيام المقبلة"، مؤكداً أن راتبه لن يبقى منه شيء بعد العيد بسبب الديون المتراكمة عليه، متمنياً أن يزيل الله الغمة ويرزق أهل غزة الفرج القريب.
البيع يشهد تحسن طفيف عن الأعوام الماضية...
من جهته أكد البائع "حسام" البالغ من العمر 27 عاماً، أن البيع في هذا العام يشهد تحسن طفيف وقد بدء البيع في أول أيام العشرة الأخيرة من الشهر الفضيل لأن المواطنين وخاصة النساء يشترون الملابس قبل الازدحام المرتقب عقب صرف رواتب الموظفين.
وأوضح حسام أن أسعار الملابس تتفاوت بين 40 إلى 100 شيقل من (بلايز وقمصان وسراويل)، مشدداً أن الكثير من المواطنين قاموا بشراء ما يلزمهم لكن المشكلة التي تواجه الباعة في هذه الفترة هي عملية التبديل والترجيع.
وأشار إلى أن عدد كبير من المواطنين خاصة النساء يقمن بتبديل الملابس بعد شرائها بيوم أو يومين بحجة عدم رغبة زوجها بها أو أن المقاس ضيق أو واسع، مبيناً أن هذه العملية تحبط التجار خاصة التجار الصغار.
بيع ضعيف وناتج عن الأوضاع الاقتصادية...
فيما أكد بائع الأحذية أحمد سعيد أن الأسواق تشهد كساد وحركة بيع ضعيفة جداً كعادتها في السنوات الماضية، قائلاً: "زحمة زحمة زحمة لكن فش بيع زي منتا شايف".
وأضاف سعيد : "المواطنون يضيعون أوقاتهم فبدلاً من الجلوس بالبيت في ظل انقطاع الكهرباء يأتوا إلى الأسواق "زيادة حملة".
وتابع قوله "أقوم بترتيب بسطتي في السوق منذ ساعات الظهيرة واستمر في عملية البيع حتى ساعة متأخرة من الليل وسأقوم وأصدقائي بصلاة الفجر في الأيام القادمة على "بسطاتنا" أملاً في البيع.
وأشار إلى أن الأسعار تتفاوت حسب النوعية فمنها ما يبلغ سعره 40 شيقل وأخر يصل سعره إلى 120شيقل، وطبعاً هي أسعار يتم الحديث فيها عند الشراء.
فلسطين اليوم