بعد جولات مفاوضات عديدة في عدد من المدن في القارة الاوروبية ووساطات عديدة، أعلن أمس الأحد، في العاصمة الايطالية روما عن توصل تركيا واسرائيل الى اتفاق لتطبيع العلاقات بين البلدين بعد سنوات من التوتر والقطيعة في أعقاب قتل الكوماندوس الاسرائيلي مواطنين اتراك كانوا على متن السفينة "مافي مرمرة" التي كانت تسعى للوصول الى قطاع غزة المحاصر.
وفي هذا الاطار استقبل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس التي تحكم قطاع غزة خالد مشعل في اسطنبول السبت 25 يوليو/حزيران الحالي حيث تم بحث "ملف المساعدات للفلسطينيين والعلاقات بين حركتي فتح وحماس" حسبما نقلت وكالة الاناضول التركية عن مصادر في الرئاسة التركية.
وكانت تركيا قد وضعت ثلاثة شروط لتطبيع العلاقات بين البلدين وهي تقديم اسرائيل اعتذارا علنيا عن الهجوم على "مافي مرمرة" عام 2010 والذي ادى الى استشهاد 10 نشطاء اتراك، ودفع تعويضات لأسر الضحايا ورفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.
وتمت تلبية الطلبين الأولين جزئياً، لكن الثالث بقي العقبة الرئيسية لابرام الاتفاق بين البلدين.
وقالت صحيفة يديعوت احرونوت ان الاتفاق بين البلدين يشمل عودة السفراء والزيارات والالتزام بعدم العمل ضد بعضهما في المنظمات الدولية وعودة التعاون الامني والاستخباراتي بين الطرفين.
وقد تنازلت تركيا عن شرط رفع الحصار عن غزة مقابل السماح لها ببناء مستشفى حديث ومحطة تحلية مياه البحر ومحطة توليد كهرباء في قطاع .
كما يمكن لتركيا بموجب الاتفاق حسب الصحيفة ان تنقل كافة المساعدات والاحتياجات الإنسانية التي يحتاجها المواطنين في قطاع غزة عبر ميناء أشدود الإسرائيلي في وقت سيشرف فيه جيش الاحتلال على الميناء واللوازم التي سيجري إدخالها والإبحار بها من خلال ميناء أشدود، وفقاً لما نقله موقع "شبكة بي بي سي".
وقالت صحيفة "حريات" التركية الواسعة الانتشار في طبعتها يوم أمس إن رئيس جهاز الموساد الاسرائيلي يوسي كوهين زار انقرة قبل 10 ايام والتقى بنظيره التركي هكان فيدان حيث بحثا الشق المتعلق بعلاقة تركيا بحركة حماس التي تصنفها الولايات المتحدة واسرائيل في خانة المنظمات الارهابية.
وقالت صحيفة "هآريتس" الاسراءيلية ان الطرفين اتفقا في هذا المجال على "عدم سماح تركيا لحركة حماس بأي انشطة عسكرية ضد اسرائيل انطلاقا من الاراضي التركية سواء من حيث التخطيط او التوجيه او التنفيذ، بينما تستمر حماس بالاحتفاظ بمكاتبها في تركيا للقيام بانشطة دبلوماسية".
ومقابل ذلك تنازلت إسرائيل عن شرط ومطلب طرد قادة حماس من تركيا بما فيهم القيادي في حركة حماس صالح العاروري الذي اتخذ من تركيا مركز أقامة له.
وتقوم اسرائيل بدفع 21 مليون دولار أمريكي كتعويضات لعائلات ضحايا سفينة "مافي مرمرة" وتعويض الجرحى الذين أصيبوا خلال الهجوم على السفينة التي كانت تقل عددا من النشطاء الذين حاولوا كسر الحصار عن قطاع غزة، مقابل اسقاط الدعاوي المرفوعة ضد اسرائيل من قبل اسر الضحايا والمصابين.
ويرى المراقبون ان توصل الطرفين الى هذا الاتفاق جاء بسبب التحديات والمشاكل التي يواجهها كل منهما وان الاوضاع المضطربة والازمات الكبيرة الي تواجهها المنطقة اجبرتهما على تقديم تنازلات متبادلة بغية التوصل الى هذا الاتفاق.
نقلا عن زمن برس