بيوت غزية تتحول إلى مصانع للكعك والمعمول استقبالًا للعيد
ABRAJ: 2.08(%)   AHC: 0.80(%)   AIB: 1.10(0.00%)   AIG: 0.18(5.26%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.30(0.00%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.80(%)   ARKAAN: 1.33(0.00%)   AZIZA: 2.57(1.98%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(%)   BPC: 3.80(%)   GMC: 0.76(5.00%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.16(0.00%)   ISH: 1.00( %)   JCC: 1.60(6.43%)   JPH: 3.60(0.55%)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.60(%)   NAPCO: 0.99( %)   NCI: 1.70(4.94%)   NIC: 3.05(3.39%)   NSC: 3.07( %)   OOREDOO: 0.75(0.00%)   PADICO: 1.02(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.04(1.00%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.04(0.95%)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.90(1.55%)   PIIC: 1.80( %)   PRICO: 0.30(0.00%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.16( %)   RSR: 4.50( %)   SAFABANK: 0.80( %)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 2.95( %)   TNB: 1.23( %)   TPIC: 2.00( %)   TRUST: 2.99( %)   UCI: 0.43( %)   VOIC: 6.77( %)   WASSEL: 1.07(0.00%)  
12:00 صباحاً 29 حزيران 2016

بيوت غزية تتحول إلى مصانع للكعك والمعمول استقبالًا للعيد

وأنت تتجول في شوارع مدينة غزة، خاصة في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، تستنشق رائحة الكعك المنبعثة من بيوت الغزيين، وهو ما يشعرك ببدء مراسم استقبال عيد الفطر السعيد.
في أحد شوارع منطقة الشيخ رضوان بمدينة غزة، تأخذك راحة الكعك إلى منزل أم محمد (49 عامًا)، التي تعكف على صناعة وتجهيز الكعك والمعمول برفقة بناتها العشرينيات اللواتي يساعدنها في تحضير المكونات الرئيسية لصناعته، كالعجوة، السميد، الطحين وغيرها من مستلزماته.


'تعاون الجارات'


تقول أم محمد إنها في كل عام وخاصة في العشر الأواخر من شهر رمضان، تبدأ بصناعة كعك العيد لأسرتها، مضيفة أنها بعد انتهائها من صناعته تقوم بتوزيع جزء منه على أخواتها وبعض صديقاتها.
وتتابع أم محمد أن 'صناعة الكعك من الطقوس المهمة التي تجعلنا نشعر بدخول عيد الفطر السعيد، فنتعاون على صناعته أنا وبناتي لمدة يومين'.
وأمام فرن الغاز الملتهب، تقول أم محمد التي تستعد لوضع صينية الكعك لخبزها، إن أبرز مكونات الكعك والمعمول الذي تعده هي السميد والطحين والسمنة والسكر ودقة الكعك، بالإضافة إلى العجوة وبعض المكسرات الخاصة بالمعمول.
وتؤكد أم محمد أن هناك اختلافًا في صناعة الكعك بين الكثير من الأسر، مبينة أن الاختلاف في مقادير وموازين المكونات وليس في المكونات نفسها.
ولا يخلو شارع أو حي في غزة، إلا وتملأ روائح الكعك جنباته، لتتحول مئات المنازل المجاورة لبعضها والبعيدة إلى مصانع للكعك والمعمول، حيث تبدع النسوة في إعداده وخبزه، ويتنافسن في ذلك، على من تعد معمولًا وكعكًا ألذ وأطيب طعمًا.
وتشكل بعض العائلات فريقًا لإعداد الكعك والمعمول، وذلك لطول مدة صناعته التي تستمر إلى ليلة كاملة وأحيانًا إلى يومين، في جو تسوده الألفة والمحبة والفرح باستقبال عيد الفطر.


'صناعة الكعك'
وتظهر أجواء الاستعداد لاستقبال العيد ومستلزماته التي يحتاجها الغزيون، لاسيما الكعك والمعمول الذي لا يخلو من منازل الغزيين خلال أيام العيد، حيث تحرص النسوة على وجوده طوال أيام العيد، لما له من تأثير إيجابي في إدخال الفرحة على الكبار والصغار لمذاقه الطيب والشهي.
فيما تقول الحاجة أم علي (55 عامًا) التي بدأت بتجهيز الكعك مع 'كنتها' زوجة ابنها، فيما اتفقت مع عدد من الجارات للتعاون مع بعضهن، وحددن موعدًا لصنع المعمول اليوم، فيما جهزت الكنة المكونات والحشوات اللازمة.


وأضافت الحاجة أم علي أنها ستبدأ بعد السحور بخلط الطحين والسميد والسمنة مع بعضها فيما يعرف 'بالبس'، حيث تقوم النسوة بفرك المكونات مع بعضها وتركها ليلة كاملة قبل وضع باقي المكونات، ثم تشكيل العجينة ووضع الحشوة بداخلها ثم بعد ذلك خبزها داخل الفرن.
الأربعينية عبير أحمد تقول إنها تجلب أغراض ومكونات الكعك وما تحتاجه من المواد والأدوات التي تستخدمها في صناعته، ثم تذهب إلى منزل صديقتها أم سعدي لكي يصنعن الكعك سويًا.
وتضيف وهي تجلس على طاولة وضعت عليها عجينة الكعك، أنها اعتادت على مشاركة صديقتها في صناعة الكعك كل عام، الأمر الذي يسهل عليها عملها ويخفف من التعب والعبء الكبير الملقى على عاتقها من صناعة وتجهيز الكعك.


وتشير عبير إلى أن صناعة الكعك والمعمول يحتاج لعدد كبير من الأيدي العاملة، مضيفة أن المشاركة الجماعية تخلق جوًا من المتعة والفرح بأجواء العيد.
وتتابع حديثها وهي تصف الكعك في صينية مصنوعة من الألمونيوم، استعدادًا لوضعها داخل الفرن: 'نقوم في العشر الأواخر من رمضان في كل عام بمشاركة بعضنا لصناعة الكعك إحياءً للتراث الفلسطيني الذي ورثناه عن أجدادنا، لكي ننقله إلى أحفادنا للمحافظة عليه واستمراريته'.


'الشابات يشاركن'
ولا تقتصر صناعة الكعك والمعمول على العجائز، لكن الأجيال الشابة الجديدة تعكف على صناعته، فهم يعتبرونه من التراث الفلسطيني الذي يجب الاحتفاظ به.
تقول الشابة أمل (25 عامًا)، والتي تعد المعمول والكعك بنفسها، إن المعمول والكعك وصفة من المطبخ الفلسطيني التقليدي والتراثي القديم الذي يجب الحفاظ عليه، وتصنع عادة في الأيام الأخيرة من شهر رمضان حتى تكون جاهزة في العيد.
وتضيف أنها تصنع كميات قليلة من الكعك كالكيلو أو الاثنين فقط، فصناعة الكعك مُرهقة وتحتاج إلى أيدٍ عاملة، لكنها تبعث على السرور والشعور بأجواء عيد الفطر.
وأكدت الشابة أمل أنها تشعر بالفخر حين تقدم أطباق الكعك بمختلف تشكيلاته لضيوفها في العيد، فالكعك اللذيذ والشهي علامة مهمة لمهارة ربة البيت، واحترامها لضيوفها.
فيما أوضحت أم خليل أنها اتفقت مع زوجها على صناعة كمية مضاعفة من الكعك نهاية شهر رمضان، فيما بدأت بشراء احتياجاته منذ منتصف الشهر، حتى يحين الموعد المناسب للبدء بتجهيز الكعك، التي قالت إنه عادة ما يكون خلال الأيام الخمسة الأخيرة من شهر رمضان المبارك.
وأشارت أم خليل إلى أنها بعد تجهيزها للكعك تقوم بتغليفه في أكياس بلاستيكية محكمة الإغلاق حتى يحافظ على هشاشته، وتظل أسرتها تتناوله لما يقارب الشهرين.
وأكدت أن الجارات يتبادلن الكعك الذي يصنعنه، لتتذوق كل واحدة ما صنعته جارتها، ويتم تقييم الأفضل، ثم بعد ذلك يتبادلن طرق صناعة الكعك الأفضل بينهن.


'مشاركة الرجال'
ولا تقتصر صناعة الكعك على النساء، لكن الرجال يشاركون نساءهم في صناعته تخفيفًا عنهن من متاعب الجلوس الطويل، وشعورًا منهم بحاجة زوجاتهم للمساعدة، فالخمسيني محمد عبد العزيز يساعد زوجته في تجهيز العجوة الخاصة بالكعك والمعمول، فيما يجلس بجانب زوجته لوضع أصابع العجوة داخل عجينة الكعك قبل تشكيلها إلى دوائر صغيرة.
أما المواطن أحمد عبد الخالق، وكان يهم بمغادرة السوق، وهو يحمل كمية من الأغراض المخصصة لصنع الكعك، أكد أنه امتثل لطلب زوجته وبناته لصنع الكعك، وجلب لهن كل ما طلبن من احتياجاته، التي وصلت تكلفتها نحو 200 شيكل، من دون حساب الدقيق وغاز الطهي والسكر، ومستلزمات أخرى موجودة في البيت.
وأشار عبد الخالق، إلى أنه لا ينكر بأن صنع الكعك عادة جميلة، تضيف بهجة على أجواء العيد، وتقوي أواصر العلاقات الاجتماعية بين الجارات، من خلال اللمات التي يعقدنها، لكن هذه العادة مكلفة، وتأتي في ظروف صعبة. فأرباب الأسر أرهقوا من مصروفات رمضان، وكسوة العيد لأبنائهم، ومن ثم العيدية، ويأتي الكعك ليضيف أعباء جديدة عليهم.
وتمنى لو كان للكعك موسم آخر، منفرد وبعيد عن رمضان والعيد ومتطلباته، كي لا يزيد الأوضاع صعوبة على أرباب الأسر.

 

 

 

 

صحيفة البلد

Loading...