"أنيسة" طُعم مخابرات الاحتلال بهواتف الغزيين.. فمن هي؟
ABRAJ: 2.08(%)   AHC: 0.80(%)   AIB: 1.13(%)   AIG: 0.16(0.00%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.30(%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.80(%)   ARKAAN: 1.32(0.75%)   AZIZA: 2.57(%)   BJP: 2.85(%)   BOP: 1.49(0.00%)   BPC: 3.75(2.60%)   GMC: 0.76(0.00%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.14(0.00%)   ISH: 1.00( %)   JCC: 1.71(%)   JPH: 3.60( %)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.49(%)   NAPCO: 0.99( %)   NCI: 1.65(2.94%)   NIC: 2.98( %)   NSC: 2.95( %)   OOREDOO: 0.75(0.00%)   PADICO: 1.01(1.94%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 3.98(0.50%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.04( %)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.90( %)   PIIC: 1.80( %)   PRICO: 0.30(0.00%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.09(0.91%)   RSR: 4.50( %)   SAFABANK: 0.76(5.00%)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 2.95( %)   TNB: 1.17(2.50%)   TPIC: 2.00( %)   TRUST: 2.99( %)   UCI: 0.43( %)   VOIC: 5.85(4.88%)   WASSEL: 1.07(0.00%)  
12:00 صباحاً 29 حزيران 2016

"أنيسة" طُعم مخابرات الاحتلال بهواتف الغزيين.. فمن هي؟

"مرحبا معك أنيسة من تونس.. رمضان كريم، كيفك فادي؟".. هذه هي أولى العبارات التي استقبلها المواطن فادي العشي (28 عاماً) من سكان مدينة غزة، خلال اتصال هاتفي تلقاه على جواله الشخصي قبل أيام، وبعد موعد الإفطار بساعات قليلة فقط.

فادي لم يدرك في بداية الأمر أن المتصلة "أنيسة"، رغم حلاوة كلامها الممزوج باللهجة التونسية الرقيقة، من جهاز المخابرات الإسرائيلية تحاول استدراجه وإيقاعه في الفخ للحصول على معلومات هامة، فبادلها الحديث والتحية والتطرق لشهر رمضان وأيامه الفضيلة.

وبعد أكثر من 5 دقائق من الاتصال، بدأت المتصلة "أنيسة" تسأل المواطن فادي أسئلة بعدت كلياً عن شهر رمضان والتهنئة، فاتجهت نحو الشخصية بدأت الحديث عن عمله وعمل والده، وكم عدد أفراد أسرته، واتجهت نحو أسماء المقاومين وبعض المواقع العسكرية.. فهنا كان رد فادي.

-جمع المعلومات الأمنية

يقول فادي لمراسل" الخليج أونلاين": "فور سماعي لتلك الأسئلة أدركت جيداً أن جهاز المخابرات الإسرائيلية قد نصب فخاً لي، وكدت أن أقع فيه من خلال إجابتي عن أسئلة أنيسة".

ويضيف: "فور إصرار أنيسة على الإجابة عن أسئلتها أدركت الأمر، وقلت لها حرفياً: كشفتك أنيسة وما راح أجاوبك على أسئلتك، وأنا بعرف أنك من جهاز المخابرات الإسرائيلية، وسأبلغ الجميع بالحذر منك ومن اتصالاتك حتى الشرطة الفلسطينية. وأغلقت الهاتف في وجهها".

وتابع: "على الفور أبلغت والدي بالاتصال، وكذلك نشرت "بوستاً" خاصاً على صفحتي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بما جرى لي خلال اتصالي مع أنيسة، ودعوت الجميع للحذر من تلك الاتصالات المشبوهة والخطيرة، التي يهدف من ورائها جهاز المخابرات الإسرائيلية للحصول على المعلومات الأمنية الهامة".

مواطنة أخرى من غزة شملتها الاتصالات الكثيرة التي أغرقت منازل الفلسطينيين وهواتفهم، خلال شهر رمضان الكريم، من قبل جهاز المخابرات الإسرائيلية، تدعى "نسرين سالم" من سكان مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، فتقول لمراسل "الخليج أونلاين"، في تمام الساعة الـ12 ليلاً تقريباً، رن هاتف بيتنا الشخصي، وبحسب كاشف الرقم والمقدمة تأكدت أن المتصل من جمهورية مصر العربية.

وتضيف: "لنا أقارب في مصر، فسارعت لرفع سماعة الهاتف ظناً أنهم المتصلون، فإذا بي أسمع صوت امرأة عرفت نفسها في بداية الحديث بأنها "أنيسة من مصر"، وقالت كل عام وأنتم بخير، فرديت بالتحية عليها".

وتتابع نسرين: "بعد التحية والحديث عن شهر رمضان لعدة دقائق، تحدثت أنيسة أنها من مصر وتعمل بإحدى المؤسسات الخيرية، وتحاول أن تجمع معلومات عن عدد من الأسرى لتقديم المساعدات النقدية خلال شهر رمضان".

وتقول: "الأمر كان عادياً ولم تكن هناك أي شبهات، ولكن حين سألتني عن بعض عائلات الشهداء في منطقة سكني، وماذا يعملون وأسماء أولاد الشهداء وهل توجد تحركات للمقاومة أو بعض القادة في المنطقة، بحجة أنها تكره حماس لأنها ترفض إدخال المساعدات لغزة، أدركت الأمر جيداً".

وتضيف: "أغلقت سماعة الهاتف بشكل سريع، وحمدت الله أنني لم أقدم أي معلومات لها، وعلمت بما كانت تخفيه لي تلك المتصلة التي ادعت أنها من مصر، رغم أن لهجتها كانت مصرية بامتياز وتتحدث بشكل راق".

-الوقوع في الفخ

وبناءً على تلك الاتصالات التي لم تنقطع عن الهواتف الشخصية "الجوال" أو الثابتة، من قبل جهاز المخابرات المصرية، أو بعض الدول الخارجية، سارع جهاز أمن المقاومة في قطاع غزة لإطلاق تحذيرات هامة للمواطنين تحذرهم فيها من الوقوع في "الفخ" الإسرائيلي.

وأوضح جهاز أمن المقاومة أن هذه الاتصالات "المشبوهة" في بدايتها لا تسأل أحداً عن أحد، لكنها تسأل الشخص عن نفسه؛ ممّا يرفع عنها صبغة التخابر الأمني، أو أنها تعنى بجمع المعلومات عن أشخاص محددين، وبذلك يكون التعاطي معها أسهل من قبل المستهدفين، ولا يوجد ضمانات من دخولها لهذه المرحلة في وقت لاحق.

وأضاف: "الاتصالات من بلاد المغرب العربي ومن تونس تحديداً هذه المرة، لم تستهدف جزءاً واحداً من الأراضي الفلسطينية المحتلة، فقد وردتنا إشارات من قطاع غزة تفيد بتلقي بعض الأشخاص لمثل هذه الاتصالات، كما وصلتنا عدة إشارات من الضفة المحتلة أيضاً، وقد وصلتنا عدة أرقام لهذه الاتصالات".

وحذر جهاز أمن المقاومة من التعاطي مع مثل هذه الاتصالات، مؤكداً أن الطريقة التي يتم بها الاتصال والأسئلة الشخصية المطروحة تضعها في دائرة الشبهة، وأن أياً من الجمعيات الخارجية لا يمكن أن يتم العمل خلالها بهذه الطريقة إلا إذا كانت مقصودة وموجهة.

وطالب الفلسطينيين بعدم الاستجابة لمثل هذه الاتصالات، وعدم الإدلاء بأي معلومات شخصية أو غير ذلك لمصدر الاتصال، والمحافظة على الأمن الشخصي، وعدم التهاون مطلقاً في هذا الجانب.

وهنا يقول المحلل والخبير الأمني، الدكتور محمود العجرمي، لمراسل "الخليج أونلاين": إن "إسرائيل تعيش حالة افتقار للمعلومات الأمنية الهامة من قطاع غزة، وتلجأ إلى الاتصالات على الهواتف الثابتة والخلوية للحصول على أي معلومات حول سكان غزة".

وأوضح أن "معظم الفلسطينيين يعلمون جيداً خطورة التعاطي والاستجابة لتلك الاتصالات، خاصة عند الحديث والأسئلة عن مقاومين أو معلومات أمنية، والرد يكون بشكل سريع إما إغلاق الهاتف أو إبلاغ الجهات الأمنية"، مشيراً إلى أن عدداً قليلاً جداً من يقع في هذا الفخ الإسرائيلي.

وذكر أن الوسائل الإسرائيلية في البحث عن المعلومات، تظهر فشله الكبير في معرفة ما يدور بغزة، ويؤكد فعلياً أن المقاومة نجحت في توعية الفلسطينيين من التعامل مع الاحتلال أو الإدلاء بأي معلومة لأجهزة مخابراته.

 

 

 

 

الخليج اونلاين

Loading...