غزة- الاقتصادي- تتويجاً لفعاليات يوم المياه العالمي نظمت مصلحة مياه بلديات الساحل وسلطة المياه الفلسطينية بتمويل من اليونيسف حفلاً ختامياً لأنشطة وفعاليات أسبوع المياه العالمي بمشاركة مركز العمل التنموي (معاً)، سلطة جودة البيئة، وزارة التربية والتعليم، الهيئة الفلسطينية لتمكين الشباب، والعديد من المؤسسات الأخرى المشاركة في الأنشطة.

وتحدث نائب رئيس سلطة المياه المهندس ربحي الشيخ عن العراقيل التي تعتري برامج التنمية المستدامة في قطاع المياه والتعامل مع الأزمة على نحو طارئ، وهو أمر يزيده صعوبة سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على 90% من مصادر المياه الفلسطينية، وفي حين يتمتع الإسرائيلي بالمياه ويعتمد عليها في تطوير قطاعاته المختلفة، يعاني الفلسطيني الذي لا يبعد عنه سوى أمتار في بعض الأحيان من شح في المصادر وحصار خانق يعيق برامج تطوير البنية التحتية لمرافق المياه والصرف الصحي.

وأوضح الشيخ في كلمته أنه رغم المعيقات الكثيرة إلا أن هناك جوانب مضيئة، فالإعداد والتخطيط متواصل لتوفير مصادر بديلة للمياه عبر تنفيذ مشاريع التحلية المركزية والمحدودة وتطوير محطات الصرف الصحي والاستفادة من المياه المعالجة وإعادة استخدامها في الزراعة. وأكد على حقوق الشعب الفلسطيني في الوصول إلى مصادر المياه التي يحرم منها، مشدداً أنه لا تنمية بدون مياه، ولا استدامة كذلك بدونها، مطالباً بدعم دولي في سبيل المساهمة بتوفير المصادر المائية وحرية الوصول إليها بما يخدم تطلعات الشعب الفلسطيني وخططه وبرامجه التنموية. كما نوه الشيخ إلى حق الوطن على المواطن بعدم التعدي على مصادر المياه المحدودة والمحافظة عليها خاصة في ظل الوضع المتدهور حالياً، موضحاً أن دفع الفاتورة من شأنه المساهمة في تطوير قطاع المياه وتعزيز الخطط المعتمدة ومن ذلك تقوية مصادر الاعتماد على النفس والموارد الذاتية. مشيراً إلى تداعيات أزمة الكهرباء على خدمات المياه وتأثيرات ذلك على توصيلها للمواطنين.

وفي كلمته، دعا مدير عام مصلحة مياه بلديات الساحل المهندس منذر شبلاق إلى التفاؤل المبني على الجهد، موضحاً أنه رغم أن قطاع غزة لا يزال يراوح مكانه من حيث عدم توفر مصدر مياه يعتمد عليه لمنع الأضرار الصحية والبيئية التي تهدد حياة المواطنين لأسباب عديدة من أهمها المياه على اعتبار ما حددته منظمة الصحة العالمية من معايير صحية للمياه، حيث وصلت معدلات عالية لأملاح الكلورايد التي تجاوزت 1500 ملجم/ لتر فضلاً عن نسب مرتفعة للغاية من النترات.

وقال شبلاق: "لا يمكن تنمية أي مكان في العالم دون المقومات الرئيسية وأهمها المياه والعنصر البشري"، مضيفاً "رغم الحروب والإجتياحات نحن نعتز بالعنصر الفلسطيني الذي يقبل التحدي ويعمل دون كلل أو ملل". وتطرق إلى برامج التحلية ومنها مشروع محطة غرب غزة وتطوير محطة التحلية في دير البلح لتصل إنتاجيتها إلى 5400 م3 يومياً، كما تحدث عن محطة التحلية محدودة الكمية بقدرة إنتاجية 14 ألف م3 في اليوم كلبنة أولى لمحطة التحلية المركزية مشيراً إلى التوقعات بإنتاج 13 مليون متر مكعب سنوياً من المياه المحلاة من خلال هذه المحطات المحدودة الكمية والتي سيتم خلطها للحصول على حوالي 26 مليون م3 سنوياً مع نهاية 2016.

كما تطرق شبلاق إلى مشاريع معالجة مياه الصرف الصحي كمصدر مستدام للمياه يعتمد عليه في قطاع الزراعة وتغذية الخزان الجوفي، مشيراً إلى أن حل مشاكل الصرف الصحي في المنطقة الوسطى وخان يونس بدأ يرى النور ودعا جميع الشركاء إلى حل مشكلة وادي غزة جذرياً برفع الأذى والتعديات عن حرم ومجرى الوادي والتعاون لإيجاد حل لمشكلة المياه.

واشتمل الحفل، الذي قدمته طالبتان على فقرات فنية وتراثية تركز على ملف المياه وأهمية الحفاظ عليها خاصة في ظل الأزمة الحالية، ومن ذلك فقرة موسيقية لمجموعة من أطفال مدرسة الموسيقى، والدبكة الشعبية لفرقة "شمس الكرامة" وجداريات نفذها طلبة من كلية التربية الفنية بجامعة الأقصى. كما تم عرض مقطع مرئي تضمن جانباً من أنشطة الشركاء في فعاليات يوم المياه العالمي. فيما اختتم الحفل بلوحة فنية للطفل الموهبة محمد قريقع تؤكد على جميع الحقوق على هذه الأرض وعلى رأسها المياه.

وخلال الشهر الجاري انطلقت سلسلة من الفعاليات التي نظمتها مؤسسات عاملة في قطاع المياه، حيث تنوعت لتشمل العديد من الأنشطة الإعلامية التوعوية وسلسلة من المطبوعات التي تتناول ملف المياه في غزة، وتكاتفت فيها جهود كبيرة لإيصال رسالة تذكر العالم والمجتمع المحلي بما آل إليه وضع المياه في قطاع غزة، والتأكيد على ضرورة تضافر كافة جهود المؤسسات والأفراد من أجل الوصول لمياه آمنة وصحية. كما شملت الأنشطة لقاءات تثقيفية في المدارس، ورشات عمل توعوية للنساء والرجال في المراكز والجمعيات، ورشات عمل أكاديمية في الجامعات، رسم جداريات عن المياه وحلقات إذاعية واستهدفت الأنشطة جميع فئات المجتمع في مختلف محافظات قطاع غزة.