مع بدء العد التنازلي لعيد الفطر السعيد، تعاني أسواق غزة من ركود نتيجة الوضع الاقتصادي الصعب الناجم عن استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع للعام العاشر على التوالي.
ورغم الزحام الشديد على محال الملابس والأحذية وغيرها من مستلزمات العيد خصوصا بعد الإفطار ، فإن الحركة التجارية والقوة الشرائية ضعيفة ، فيما يترقب التجار وأصحاب المحال صرف رواتب الموظفين الحكوميين لإنعاش الأسواق.
وقال محمد المحتسب عضو مجلس إدارة جمعية تجار الألبسة في قطاع غزة إن الحركة الشرائية في الأسواق ضعيفة مقارنة بهذه الفترة كل عام نتيجة للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها القطاع.
وأضاف المحتسب ":"هناك حركة في الأسواق لكن القوة الشرائية ضعيفة حيث ينتظر التجار وأصحاب المحلات صرف رواتب موظفي السلطة لإنعاش الأسواق التي تعاني من كساد منذ سنوات".
ولفت إلى وجود استياء من قبل التجار وأصحاب المحلات لأوضاع الأسواق والتي أدت إلى تراكم الديون على التجار وإرجاع العديد من الشيكات.مضيفا أن العام الفائت شهد أعلى نسبة في إرجاع الشيكات للتجار نتيجة تردى الأوضاع الاقتصادية.
بدوره أكد محمد أبو زهير صاحب محل للملابس الحنسائية بحي الشيخ رضوان أن القوة الشرائية ضعيفة لعدم تلقي الموظفين رواتبهم، آملا بانتعاش الأسواق بعد صرف الرواتب.
وأشار أبو زهير في حديث لمراسل "معا" إلى أن المحلات ممتلئة بالملابس بجميع أنواعها سواء المستوردة من الصين أو تركيا أو إسرائيل، موضحا أن الأسعار مناسبة للجميع.
ويعاني قرابة 2 مليون فلسطيني في قطاع غزة من معدلات فقر وبطالة قياسية جراء الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع .
وبحسب مركز الإحصاء الفلسطيني ، فإن معدل البطالة في القطاع يصل إلى 41 % وهناك أكثر من 200 ألف عاطل عن العمل بالإضافة إلى أن نسبة الفقر والفقر المدقع بلغت 65% ونسبة انعدام الأمن الغذائي ارتفعت لـ 72%.
ومن ناحيته قال الدكتور ماهر الطباع الخبير الاقتصادي إن :" هذا كله أدى إلى ضعف القوة الشرائية في غزة وانعكس سلبا على الحركة التجارية بالرغم من إقدام العديد من المحلات على حملات تنزيلات وتخفيضات".
وأضاف الطباع لمراسل "معا":" الكل ينتظر الرواتب لكن أعتقد أنها لن تؤثر كثيرا لأن أغلب الموظفين عليهم قروض للبنوك".
وحذر الطباع من انهيار المنظومة الاقتصادية في حال عدم وجود حلول جذرية، وقال :"الحلول تبقى بعيدة المنال في ظل تواصل الحصار الإسرائيلي واستمرار الانقسام والأزمات المتفاقمة".
عن "معا"