كيف انت ورمضان؟.. كيف رمضان معك؟.. هذه بعض الاسئلة شائعة الاستخدام في شهر رمضان المبارك التي مضى منه 22 يوما، حيث يتم تداولها بعفوية بين المواطنين في اشارة تذكيرية بتعاليم وتقاليد الشهر الفضيل، لكنها في المقابل تسبب بعض الاحراج  للمفطرين خاصة حينما يريد السائل اختبار او فحص  صيام صديقه او قريبه او زمليه من عدمه.

ومثل هذه التساؤلات الشائعة في رمضان، قادتنا لطرح  تساؤلات حول كيف يتصرف المفطرون في الشهر الفضيل وما هي الامور التي يمارسونها بعيدا عن انظار الصائمين او المواطنين الاخرين.

وحسب الاراء والملاحظات التي جمعتها "الحياة الجديدة" في اطار متابعة هذا الموضوع، فقد اجمع اغلبية من تم مقابلاتهم والحديث معهم حول هذا الامر، على ان العامل المشترك بين المفطرين هو شرب القهوة والدخان الى حد ان اغلبية منهم يمضون طيلة اليوم بدون طعام او شرب سوى شرب القهوة و الدخان".

احد المفطرين  اوضح لنا قائلا: "في الايام الاولى من رمضان كان افطاري مقتصرا على شرب القهوة والشاي وتدخين السجائر فقط، لانني استفيق باكرا واول من يخطر على بالي شرب القهوة وتدخين السجائر".

واضاف: "هذا الامر دفعني لاتخاذ قرار صيام بقية الايام لانني فعليا لا اكل ولا اشرب سوى قهوة والدخان وهذا يلحق اضرارا صحيا"، موضحا انه حاول  اخفاء افطاره ويتصرف بحذر شديد في التعامل مع  الزملاء في العمل حتى  لا ينفضح امره.

مواطن اخر يبلغ من العمر 22 عاما، قال: "انا افطر منذ سنوات واعتدت في اشهر رمضان الماضية ان اذهب لمكتب احد الاصدقاء المفطرين حيث  امضي عنده ساعات طويلة  لانني لا استطيع التدخين او شرب القهوة في اماكن اخرى".

واضاف: "في العادة عندما التقي مع زميل او زميلة او قريب، اول  سؤال يطرحه ، كيف انت ورمضان؟ وهذا يحرجني رغم ادراكي بان الصيام لوجه الله  تعالى وليس للعباد"، مشيرا الى ان اكثر ما يثير انتباهه بان اغلبية الناس يسألونه عن الصيام رغم انهم يعرفون بانه  لا يؤدي الصلاة او يلتزم بها.

احد الموظفين علق على سؤالنا بخصوص كيف يمضي يومه في رمضان قائلا: "بالعادة اسهر لساعات طويلة وبالتالي فانني أستفيق متأخرا من النوم ثم اذهب لعملي، وبصراحة امضي اغلب وقتي نازل وطالع على الدرج  كلما اردت  التدخين او شرب القهوة".

ورغم انه لا يلتزم بالصيام والصلاة الا انه يسعى لاحترام الصائمين ويتجنب بصورة كبيرة اظهار افطاره  امامهم وقال: "احترام وتقدير معتقدات الناس امر اخلاقي وانا ضد المجاهرة او الافطار العلني لاننا يجب ان نحترم مشاعر بعضنا البعض".

احد المواطنات علقت على هذا الامر قائلة: "زوجي  من المفطرين وانا اعرف انه يفطر، لكنه يرفض رفضا قاطعا ان اعمل له الاكل، لانه يريد ان يحافظ على مشاعر اطفاله الذين يصومون رمضان كله".

وقالت: "انا اتكتم على افطار زوجي امام اطفالي، لانه يعتبرونه نموذج يقتدون به ولا اريد ان اضرب صورته امامهم"، مشيراً إلى أن صيام رمضان هو علاقة بين الانسان وربه  والشخص يتحمل مسؤولية اعماله.

في داخل احدى المؤسسات التي لا يؤمن مديرها بفكرة الصيام قال: "في شهر رمضان يتضاعف حجم الزائرين من الاصدقاء على  مكتبي كونهم يعلمون بانني لا اصوم رمضان، والسبب في ذلك انهم لا يجدون مكان يذهبون اليه للافطار".

واضاف: "رغم انني لا اصوم فانا ضد المجاهرة بالافطار او المباهاة في هذا الامر لان احترام مشاعر الزملاء والاصدقاء الصائمين واجب مع انني التقي مع زملاء صائمين وهم يطلبون مني عدم الاحراج وممارسة التدخين وشرب القهوة امامهم".

في المقابل، فان هناك بعض المفطرين يعمدون الى البحث واكتشاف المطاعم التي تقدم وجبات طعام في شهر رمضان، ولا يترددون بالتوجه الى تلك المطاعم التي تكون في اغلب الاحيان بعيدة عن التجمعات او وسط المدن.

وقال احدهم الزبائن في تلك المحال: "لا يعقل ان اكون مفطرا ولا اجد مكانا للاكل فيه لذلك فانني اختار احد المطاعم التي اعرف انها تقدم وجبات الطعام واذهب اليها حيث يكون بمقدوري الاكل والتدخين وشرب القهوة فيه ، لان اغلب الموجودين يكون من فئة المفطرين في رمضان".

الى فان بعض المفطرين يلجأون طيلة شهر رمضان الى حمل بعض المأكولات وقطع البسكويت في حقائبهم  لتصبير انفسهم على الجوع، في حين ان جبتهم الرئيسية تكون من القهوة والدخان".

ويميل اغلبية المواطنين في الاراضي الفلسطينية  للتدين والالتزام بتعليم الاسلام من اداء الصلاة والصوم في شهر رمضان باعتباره شهر الرحمة والتوبة ومسح الذنوب، حيث  اكد بعض المفطرين بانهم يلمسون حساسية  متصاعدة من عامة المواطنين تجاه المفطرين في شهر رمضان بشكل خاص، في حين ان هذه الحساسية تكون اقل بكثير  تجاه غير الملتزمين بالصلاة رغم ان  اداء الصلاة تعد احد الركائز الاساسية في الاسلام لكن التركيز يكون على المفطرين في رمضان اكثر من تاركي الصلاة.

ولا يخلو شهر رمضان من اطلاق النكت وبعض القصص والاحداث الطريفة، التي من بعضها قصة حدثت مع احد المفطرين الذي صعد في مركبة متجها لمنزله قريبه، فسأل السائق كيف انت ورمضان فرد عليه السائق قائلا: بقي لدي 15 كيلو حتى افطر؟ّ!، فطلب منه توضيح قصده فقال: اي شخص يسافر اكثر من 81 كيلومتراً فانه يجوز له الصيام وانا  قطعت لغاية 65 كيلو.

المصدر : الحياة الجديدة