"البطيخ الجنيني" يربح صوت البائع ويخسر مرج بن عامر
ABRAJ: 2.08(%)   AHC: 0.80(%)   AIB: 1.10(0.00%)   AIG: 0.18(5.26%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.30(0.00%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.80(%)   ARKAAN: 1.33(0.00%)   AZIZA: 2.57(1.98%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(%)   BPC: 3.80(%)   GMC: 0.76(5.00%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.16(0.00%)   ISH: 1.00( %)   JCC: 1.60(6.43%)   JPH: 3.60(0.55%)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.60(%)   NAPCO: 0.99( %)   NCI: 1.70(4.94%)   NIC: 3.05(3.39%)   NSC: 3.07( %)   OOREDOO: 0.75(0.00%)   PADICO: 1.02(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.04(1.00%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.04(0.95%)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.90(1.55%)   PIIC: 1.80( %)   PRICO: 0.30(0.00%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.16( %)   RSR: 4.50( %)   SAFABANK: 0.80( %)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 2.95( %)   TNB: 1.23( %)   TPIC: 2.00( %)   TRUST: 2.99( %)   UCI: 0.43( %)   VOIC: 6.77( %)   WASSEL: 1.07(0.00%)  
12:00 صباحاً 25 حزيران 2016

"البطيخ الجنيني" يربح صوت البائع ويخسر مرج بن عامر

على شارع جنين –حيفا، تترك الأرض اكتظاظ المدينة وتنعم باللون الاخضر الذي يفرشها على امتداد البصر بثمار البطيخ الجنيني، على أرض مرج بن عامر.

مرج بن عامر، الذي كان السلة الغذائية لفلسطين والدول المجاورة، ولكل شيءٍ يُزرع في المرج قصة تحكي ماضي البلاد، أما البطيخ الجنيني له الحظ الأكبر من القصص، ولكنه لم يعد كما كان.

يجلس المزراع سعيد شحادة في مزرعته التي تتربع في المرج الفسيح، يشير بيده إلى المساحات الخضراء المليئة بمختلف المزروعات، يستذكر الماضي قائلاً: "في فترة السبعينيات والثمانينيات كانت نصف الأراضي مزروعة بالبطيخ، وكان البطيخ الجنيني من أشهر محاصيل المرج".

ويتابع: الجو ببلادنا في هذه الأيام معتدلٌ بعض الشيء، والشمس لم تقسو بحرارتها كعادتها في كل صيف، والبطيخ الجنيني ما زال ينتظر نضوجه على مهلٍ في تراب المرج الدافىء".

على جانب أشتال البطيخ يجري حوارٌ بين المزارع شحادة وأحد التجار، جاء للمرج كي يجهز بضاعته من الخيار الربيعي الذي بدأ موسمه قبل عدة أسابيع أيضاً، لبيعها في أسواق الخضار في اليوم التالي، يسأل التاجر عن نضوج البطيخ الجنيني الذي ما زال يكبر على مهله، يذكرون حلاوته وطيب طعمه، مقابل البطيخ الاسرائيلي الذي يملأ السوق المحلي.

يجلس شحادة على سريره بعد انتهاء الحوار مع التاجر، حيث غادر وترك دخان سيارته يمتزج مع اشعة الشمس، يعدل المزارع جلسته وينفض الغبار والتراب عن ملابسه، ويرفع قبعته البيضاء التي تحمي تجاعيد وجهه، ويقول بلهجة ملأتها الحسرة: "لو في حماية أو تعويض للمزارع الفلسطيني، كان بتشوف كل هالأراضي مليانة بطيخ، بس شو بدو هالمزراع يتحمل تا يتحمل بكفي خساير بكفي".

قبل عشرين عاماً تقريباً، كان شحادة يزرع مزرعته بالكامل بالبطيخ الجنيني أما الآن ومنذ سنتين يكتفي بعدة أشتال من البطيخ كي يأكل منها وعائلته فقط، وليس بغرض بيعها؛ لأن سعرها لا يغطي تكاليف زراعتها.

يتنقل بين أسراب البطيخ التي زرعها، يتفقدها بحنان وكأنه يتفقد كرات من زجاج أخضر، وبخبرته يقرر بأن إحدى كرات البطيخ باتت ناضجة، أما الأخرى قد تحتاج إلى أسبوعين أو أكثر.

لغة الارقام: البطيخ على مساحة 20 دونماً

تقول لغة الأرقام أن البطيخ الجنيني كان يُزرع في مساحات كبيرة وصلت إلى عشرين ألف دونماً من المرج الذي تبلغ مساحته حوالي 352 كلم، وكانت كميات البطيخ تزيد عن حاجة السوق المحلي، لذلك كانت تُصدر إلى أسواق الأردن وسوريا ودول الخليج، وكان كل من يسكن في تلك البلاد يميز البطيخ الجنيني من رائحته ولونه الأخضر الذي ورثه من مرج بن عامر الذي كبر فيه.

قال الصحفي والناشط البيئي عبد الباسط خلف أن منافسة البطيخ الإسرائيلي ليست وحدها تقف عائقاً أمام سوق البطيخ الجنيني، فمشاكل التربة وإصابتها بفيروس (الفوزاريوم)، إضافة إلى التقلبات المناخية، وما يصاحبها من قلة الأمطار كل تلك الأمور تؤثر بشكلٍ أو بآخر على زراعة البطيخ.

وأضاف: "يجب حماية المنتج الوطني من السلع الإسرائيلية المنافسة بشكل جاد، ومنع إدخال السلع المماثلة للأسواق المحلية، مع فتح آفاق تصديرية وإنعاش الصناعات الزراعية".

وأشار إلى أنه من الواجب على وزارة الزراعة أن تزيد من البحث العلمي في أسباب تراجع الزراعات البلدية والعضوية، وحماية المنتجات المحلية، ودعم المزارعين المباشر بشكل إعانات وهبات، وفرض سياسة تسعير جديدة لمدخلات الإنتاج ومخرجاته  لحماية المزارعين ومنع تكبدهم خسائر فادحة.

وما أن تغادر المرج الأخضر، وتنظر إلى جوانب الطريق المعبدة حتى تجد هناك الكثير من "البسطات" التي تزينت بالبطيخ الأخضر تارةً وأحشاء البطيخ الحمراء تارةً أخرى، التي يشقها البائع بسكينه القوية لكي تكشف عن احمرار البطيخة لجذب الزبائن.

ينادي الباعة بصوتهم المتمرس وكأنهم ولدوا وهم يتقنون جيداً فنون المناداة والتأثير على الزبائن ويقولون "جنيني يا بطيخ" "اشتري ومش رح تندم"، ولكن غياب الدعم وتلاشي زراعته جعله يربح صوت البائع وتخسره أرض المرج.

 

 

 

الحياة الجديدة

Loading...