تصادف اليوم لجمعة الثالثة من شهر رمضان، وفيها يستعد الفلسطينيين لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، قادمين من مختلف أحياء مدينة القدس المحتلة، ومن الداخل المحتل عام 1948، ومن محافظات الضفة الغربية وغزة، الذين سمح لهم الاحتلال بالدخول إلى مدينة القدس في رمضان.
وفي كل جمعة من أيام الشهر الفضيل، تنتشر أرقام متعددة حول أعداد المصلين الذين أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، حيث تراوحت الأرقام في الجمعة الأولى من شهر رمضان هذا العام بين 70-100 مصل، وفي الجمعة الثانية ارتفع العدد ليصل إلى 200 ألف مصل، وسط توقعات بارتفاع العدد إلى أكثر من ذلك يوم غد في الجمعة الثالثة.
وبالحديث عن تشديدات الاحتلال الإسرائيلي على دخول القدس وسحب تصاريح الزيارة من مواطني الضفة الغربية وغزة، نستنتج أن أعداد المصلين في الأقصى هذا العام كان أقل من العام الماضي.
وأشارت الأرقام في العام 2015 إلى أن عدد المصلين في المسجد الأقصى كان 200 ألف مصل كحد أدنى في كل يوم جمعة من أيام شهر رمضان، وارتفعت إلى ربع مليون في بعض الأيام، حتى وصلت إلى 350 ألف مصل أدى فريضة الجمعة الثانية، كما ذكرت وسائل الاعلام الفلسطينية آنذاك.
لكن الحقيقة التي قد تفاجئ البعض، هو أن المسجد الأقصى لا يتسع لأكثر من 180 ألف مصل في حال امتلأ بشكل كامل، وهذا بالاستناد إلى حسابات المساحة هندسياً وبالأرقام.
كيف ذلك ؟
المختص في المساحة ورسم الآثار، فادي عميرة اجتهد وقام بهذه العملية الحسابية، مشيراً إلى أن مساحة المسجد الأقصى المبارك تبلغ 144 دونماً، تضاف إليها مساحة المصلى المرواني البالغة 4 دونمات، والمصلى أسفل المسجد القبلي ومسجد البراق، ليكون المجموع 150 دونما.
150 دونماً يجب أن نطرح منها 60 دونماً وهي على النحو التالي: مساحة باب الرحمة والمنطقة الترابية أمامه، المدارس، ومسجد النساء، والمتحف، والقباب والخلوات وغرف الحرس والشرطة ومساحات الأبنية والأدراج وممرات المشاه، وبهذا تكون المساحة الباقية للصلا 90 دونم.
90 دونما تساوي 90000 ألف متر مربع (الدونم= 1000 متر مربع)، وكل متر مربع يتسع لاثنين من المصلين، أي أن المجموع النهائي 180 ألف مصل، وهذا في حال امتلأ المسجد الأقصى بكشل كامل وارتص المصلين على كامل المسطحات فوق وتحت الأرض.
وفي بعض الحالات نشاهد أعداد من المصلين يقومون بالصلاة فوق المساحات الترابية وفي الممرات، إلا أن ذلك لن يرفع العدد إلى أكثر من 200 ألف مصل في أفضل الحالات، وكل ما يشير إلى أكثر من ذلك غير صحيح.
عن "الحدث"