رام الله- الاقتصادي- حسناء الرنتيسي- وقف محمود الزبن "أبو أحمد" (53) عاما أمام محله في أحد ضواحي مدينة رام الله وهو ينفث الدخان آملا أن يعود محله لبيع الدواجن كما كان عليه الحال في أسابيع ماضية مكتظا بالزبائن.
يقول (أبو أحمد) "في يوم الجمعة يصطف الناس بالطوابير أمام المحل، بينما هذه الجمعة لم تأت الا جارتنا المسنة التي لا تعرف شيئا عن اشاعات مرض انفلونزا الطيور، بالإضافة إلى بعض الزبائن من مستوري الحال والذين يكاد لا يشترون اللحم إلا في الأعياد ولا يكترثون إلا لما تحمله جيوبهم"، مشيرا إلى أن معظم العامة باتوا خائفين من المرض رغم أنه لم يصل إلى المنطقة.
بات (أبو أحمد) يحمل هم تسويق الدجاج المكدس في المحل بعد عزوف العامة عن شراء الدجاج بسبب تخوفاتهم من انتشار انفلوزا الطيور في الأراضي الفلسطينية، الأمر الذي أدى إلى انخفاض حاد في أسعار الدواجن وتكبيد العاملين فيه خسائر تصل إلى نحو 1,5 مليون شيقل اسبوعيا.
وكانت وزارة الزراعة الفلسطينية أعلنت عن رصد مزرعتين أصيبت عدد من الدواجن فيهما بانفلونزا الطيور قبل أن تعود للإعلان عن السيطرة على الوضع وحصر المرض الذي ما زال في بدايته، ورغم ذلك ما زالت حالة الهلع من المرض تسيطر على مخاوف المواطنين.
تقول ريم مصطفى- رئيس قسم الدواجن في وزارة الزراعة إن أسعار الدجاج اللاحم انخفضت بشكل كبير ومفاجئ، ففي جنين انخفض السعر ليصبح 5 شواقل من المزرعة، لكن هذا السعر كان لـ 24 ساعة فقط، ثم عاود الارتفاع قليلا وأصبح السعر من المزرعة في مدينة رام الله 8.70 شيقل وفي المحافظات الاخرى 6.80 ، فيما كان سعره في شهر 12 مثلا 10.30-11.00 شيقلا.
وأوضح طارق أبولبن- مدير عام التسويق في وزارة الزراعة أن منحنى أسعار الدجاج اللاحم يكون مثل الجبل والوادي، اما مرتفع لأقصى حد أو العكس، بسبب دخول وخروج المربين الصغار للقطاع في لحظات ارتفاع أو انخفاض أسعار الدجاج مع بدء دورة إنتاج جديدة والتي تؤدي إلى زيادة العرض أو تقليله، موضحا أن التخوفات من مرض انفلونزا الطيور دفعت الأسعار إلى مزيد من الانخفاض.
وأوضح ابو لبن أن الخسائر المباشرة في الاسابيع الأخيرة في قطاع الدواجن تجاوزت مليون شيقل اسبوعيا"، مشيرا إلى أن معظم المربين كانوا يبيعون بأقل من سعر التكلفة بنحو 2 شيقل.
وأشارت مصطفى إلى إن الاعلام له دور كبير في تهويل الوضع، لافتة إلى أن "جشع التجار" وتهويل الاعلام أديا إلى اثارة الذعر بين الناس.
في السياق ذاته، قال أبو لبن "نعول على الإعلام للحديث عن النمط الخاطئ للاستهلاك، ودعوة المواطنين للعودة إلى الاستهلاك كما المعتاد لتحقيق التعادل ما بين الاستهلاك والإنتاج".
وأبدى بائع دجاج آخر في قرية غرب رام الله مخاوفه من خسارة زبائنه بسبب وفاة بضع دجاجات يقول انها نفقت بسبب البرد وليس بمرض انفلوزا الطيور، لكن الزبائن يتناقلون الحادثة على أنها نفوق بسبب المرض، ما قلص زبائنه بشكل كبير.
من جهة ثانية، نفت مصطفى احتمالية تعرض المستهلك للاصابة بالمرض، مشيرا إلى أن وزارة الزراعة رصدت اصابتين، واحدة بمزرعة حبش في جنين والأخرى في مزرعة دجاج بيض بقلقيلية.
وأكدت أن الدجاج اللاحم لم يصبه أي مرض، مستغربة عزوف المواطنين عن الدجاج اللاحم، رغم أن الاصابتين المرصودتين كانتا في قطاع الحبش والدجاج البياض. وأضافت" لم يتأثر سعر الحبش ولا البيض، بينما الدجاج اللاحم الذي ليس له علاقة بالمرض هو من دفع الثمن".
وأشار أبو لبن إلى أن الفيروس يتم قتله بغلي الدجاج على درجة حرارة 50، ونحن نغلي الدجاج على درجة أكبر من ذلك، وبالتالي لا خطورة على المستهلك.
ونوهت إلى أن اجراءات الحظر على خروج الدواجن للمحافظات الأخرى يقطع اي احتمالية للاصابة بالمرض، فمثلا في جنين يمنع بيع الدواجن لمسافة تزيد عن 3 كم من المنطقة، وبالتالي الدواجن لم تصل رام الله.
وبخصوص تعويض مربي الدواجن المتضررين؛ قال أبو لبن إن الحكومة تعوض من اصيبت مزرعته بالمرض وتم اعدام دجاجه على ايدي ذوي الاختصاص في الحكومة"، لافتا إلى أنه لا تعويض لمن خسروا بسبب سوء وعي المواطنين والعزوف عن شراء الدجاج.
حقائق وأرقام
*فلسطين تنتج سنويا نحو 32 مليون طير لاحم 80% منها في الضفة ما يشكل 115% من احتياجات السوق المحلي.
* تنتج فلسطين نحو 1,8 مليون منالدجاج البياض سنويا وهو ما يمثل نحو 150% من احتياجات السوق المحلي.
*الاستهلاك الاسبوعي في فلسطين: 750-800 ألف طير.
*معدل الانتاج: 2.8 كغم في الشهر للفرد.