أصبحت برامج المقالب طبقاً ثابتاً على مائدة الترفيه الرمضاني، بين مَن يرسم ابتسامة على وجوه المتابعين، ومَن يستفزّهم بمشاهد مرعبة.
قناة “أم بي سي” حجزت لمشاهديها موعدين مع الكاميرا الخفيّة، أوّلهما “رامز بيلعب بالنّار”، والآخر برنامج “الصدمة”. حضور رامز جلال على الشاشة في رمضان، بات من سمات شهر الصوم الأساسيّة، منذ انطلاق تجربته في “رامز قلب الأسد” قبل ست سنوات. وكما جرت العادة، يستضيف الممثل المصري في كلّ حلقة نجماً يوهمه بالمشاركة في حدث ضخم، أو مقابلة تكريميّة، قبل أن يكتشف أنّه ضحيّة مقلب. في “رامز بيلعب بالنار”، يقوم المقلب على تقليد هجوم إرهابيّ، فتلتهم النيران المشهد، ويتصاعد التوتر مع ممثلين كومبارس يشاركون في الصريخ والعويل، قبل انكشاف المقلب.
يواصل رامز جلال استضافة نجوم عالميين، مع إشارته في بداية العرض إلى أنّ الضيوف تلقوا أجراً لقاء ظهورهم، بعد الضجة التي أثيرت العام الفائت عند اكتشاف عقد يثبت تقاضي ضيفته باريس هيلتون أجراً مقابل مشاركتها في “رامز واكل الجو”.
على شاشة “أم بي سي” أيضاً، برنامج مقالب آخر، بعنوان “الصدمة”، يعتمد على تنفيذ تجارب اجتماعيّة صادمة في المطاعم، والصيدليّات، والمراكز التجاريّة، لرصد ردود فعل الناس على بعض المواقف. تنقّلت الكاميرا خلال الحلقة الأولى مثلاً بين القاهرة والرياض وبغداد لترصد رد فعل المحيط على تصرف شاب بعنف وعصبية مع والده الكبير في السن، المصاب بالخرف. بعض المارّة تدخلوا، فيما حاول آخرون إصلاح الموقف. ذلك ما انسحب على الحلقات التالية التي تضمّنت مواقف تظهر الاعتداء على عمّال المنازل، أو العمال الأجانب، أو الاستهتار بالمكفوفين وسرقتهم. صوّرت الحلقات بين مدن عربيّة عدّة، منها بيروت ودبي، ونالت حلقة عن العنف الأسري في لبنان انتشاراً واسعاً على مواقع التواصل، إذ أظهرت شابّة تدافع بشراسة عن سيّدة تضرب في مكان عام.
فكرة البرنامج ليست بجديدة، إذ سبق ونفذها الناشط السعودي على مواقع التواصل عمر حسين في سلسلة بعنوان “الحق ينقال”. واستعان حسين بممثلين لأداء مشاهد عن ضرب العمال الأجانب أو خطف الأطفال أو انتشار التكفيريين، وعمد إلى تحليل ردود فعل المارّة مستعيناً بمختصّين في علم النفس.
لاقت حلقات “الحق ينقال” انتشاراً واسعاً على “يوتيوب”، تماماً كمعظم البرامج القائمة على التجارب الاجتماعيّة. وسبق لبعض البرامج التلفزيونيّة اللبنانيّة تنفيذ أفكار مشابهة، كما في “بلا طول سيرة” من تقديم زافين قيومجيان، و “حكي جالس” من تقديم جو معلوف.
تلقّفت شبكة “أم بي سي” الفكرة، وخصّصت لها موعد عرض قبل الإفطار، من دون حملة إعلانية كبيرة مقارنة بالهستيريا التي رافقت “رامز بيلعب بالنار”. ولكن النتيجة جاءت معاكسة، إذ حقّق “الصدمة” إقبالاً جماهيريّاً، وإشادة نقديّة، بعيداً عن الرعب، والصراخ، والإسفاف.
لم تأتِ باقي برامج الكاميرا الخفية بجديد يُذكر، فاستعانت شبكة “الحياة” المصريّة مجدّداً بالممثل الكوميدي هاني رمزي لتقديم “هاني في الأدغال”. هذا العام، يضع رمزي ضيوفه المشاهير في مواجهة في الغابة مع حيوان شرس، مبتعداً في فكرة برنامجه عمّا يقدّمه رامز جلال. من جهتها، تعرض قناة “النهار” برنامجاً بعنوان “ميني داعش”، مستعينة بمقدم برنامج المقالب خالد عليش الذي يستدرج الضيف إلى وكر لمجموعة تكفيرية. وعلى الشاشات اللبنانيّة، لا يقدّم كميل أسمر في “عيش وكول غيرها” أيّ جديد. يعرض البرنامج على “أم تي في”، وتبدو مقالبه مستهلكة ومتوقّعة، ولا تحمل ما يمكن أن يجذب المشاهد.
“الصدمة” 6:45 مساء كلّ يوم بتوقيت بيروت على “أم بي سي”
“رامز بيلعب بالنار” 8:30 مساء كلّ يوم بتوقيت بيروت على “أم بي سي”
“هاني في الأدغال” 9:00 مساء كلّ يوم بتوقيت بيروت على “الحياة”
“عيش وكول غيرها” 6:00 مساء كلّ يوم بتوقيت بيروت على “أم تي في”