كتبت كيمبرلي بالمر في كتابها “Smart Mom, Rich Mom”: “يُشاهِدُ أطفالُنا كيف ننفق، وندخر، ونستثمر، ونعطي المال. يمكننا اقتناصُ فرصٍ للحديث عن المال مع أطفالِنا، حتى لو كان الأمر مُحْرِجاً أو مُزْعِجاً في بعض الأحيان”.
ووفقاً لبالمر، يمكن أن يكون الخوضُ في هذه الأحاديثِ سهلاً وطبيعياً طالما أنك تبحثُ عن فرصٍ لمباشرتها. ولكن يتوجب على الوالدين ألا يكونا سلبيين إزاء تعليم أطفالهم ثقافة المال.
وكتبت بالمر: “إذا أُهْمِلَ هذا الأمر، يمكن أن أتصور تَرَسُّخَ سلوكياتِ تبذيرٍ خطيرة، من شراء الكتب والألعاب حالما يرغبون في الإحساس بالأَحَقِّيَةِ دون الشعور بالمسؤولية أو السماحة”.
وفيما يلي 12 حديثاً حول المال يمكن أن تناقشها مع طفلك:
1. أخطاؤك المالية
إن إطلاعَ أطفالكَ على الأخطاء التي ارتكبتها مالياً يعلمهم أنه لا بأس من أن لا يكونوا معصومين عن الخطأ.
بري وليامز، نائب رئيس شركة (State Street Global Advisors) لبزنس إنسايدر، قالت إن السماح لهم بارتكاب الأخطاء هو وسيلةٌ أفضل لتعليمهم عن شؤون المال بدلاً من محاولة حمايتهم، طالما أنهم لا يفعلون شيئاً يمكن أن يُلْحِقَ ضرراً كبيراً بمستقبلهم.
وتقترح بالمر الحديث عن بعض الأخطاء الأخرى، سواءً ارتكبتَها شخصياً أو لم ترتكبها، مثل التروي في فتح حساب للتقاعد، والتورّط في ديون بطاقات الائتمان، وعدم الادخار بما فيه الكفاية، وتبذير المال على شراء الكماليات التي لا تحتاجها فعلياً.
2. كيف تجني المال؟! وكيف تستخدمه لتغطية نفقات الأسرة؟!
إن الإيداع المباشر والتسوّق عبر الإنترنت يجعلان تداول السلع الحديث بمقابل نقدي غير بادٍ للعيان تقريباً.
وتكتب بالمر: “يَعْتَقِدُ أطفالي أن شركة Amazon هي مقر شاسع يحتوي على مواد يمكن إرسالها لأي شخص بمجرد أن ينقر عدة مرات على الأزرار”.
وتَرَسَّخَ هذا الانطباع عندما لاحَظَتْ أن أطفالَها يتظاهرون بالتسوق كأطفال صغار، ويدفعون على الفور ببطاقات الائتمان، مثلما يفعل والديهم، بدلاً من الدفع نقداً. وتكتب بالمر أن ذلك “جعلنا نفكر مليَّاً، وحالياً غالباً ما ندفع نقداً بدلاً من بطاقات الائتمان لكي يتمكن أطفالنا من استيعاب فكرة أن النقود حقيقية”.
إن السماح لأطفالك بمعرفة من أين يأتي المال وكيف يتم صرفه سيساعدهم على فهم حقيقة المال. وتكتب بالمر أن “الحديث حول كيفية عمل الأم والأب بجد لكسب الراتب حتى نتمكن من تحسين وضعنا واستخدامه لدفع ثمن طعامنا، وإيجار المنزل، والسيارة هو أحد السبل لجعل العالم الافتراضي للتجارة أكثر واقعية بقليل”.
3. كيفية تمييز الإعلانات التجارية
غالباً ما يفتقر الأطفال الصغار إلى فهمٍ جيد للفرق بين الإعلان والعرض التلفزيوني، الأمر الذي يجعلهم هدفاً سهلاً للمعلنين.
وتكتب بالمر: “لم أستطع أن أصدق عندما بدأت ابنتي، البالغة من العمر 4 سنوات فقط، تتحمس للإعلانات المعروضة لفترة وجيزة قبل البرامج التعليمية. (نحن بحاجة إلى ذلك!)، تقول لي صغيرتي عندما تومض الشاشة بلعبة ملونة”.
وتقترح بالمر أن نحمي الأطفال من الإعلانات والبرامج، وكذلك أن نعلمهم التشكيك بكل الوعود الموجودة في الإعلانات.
4. أبجديات الاقتصاد
قد لا يكون تعليم أطفالك عن علم الاقتصاد الموضوع الأسهل، ولكن لا يجب أن تفعل ذلك بمفردك.
وتقترح بالمر استخدام الكتب لمساعدتك.
وتوصي بكتاب (How Ella Grew an Electric Guitar) لأستاذ المال أورلي ساد، للتعريف بمفاهيم الاقتصاد وريادة الأعمال للأطفال من سن 8-14 سنة، وكتاب (The Short Seller) لطلاب المرحلة المتوسطة الذين يَنْشُدونَ قصب السبق في الإلمام بالأوراق المالية.
وعندما يكبر أطفالك، فثمة كتب للخريجين الجدد أيضاً، لمساعدتهم على الشروع في العمل على مواردهم المالية.
5. التخطيط لهدف كبير
إن طلب الألعاب في كل مكان، والشراء الكثير في المناسبات لن يهيئ الأطفال في نهاية المطاف لكي يدخروا عندما يقتضي الأمر ذلك، على سبيل المثال، عندما يريدون شراء سيارة أو يدفعون أقساط الكلية في وقت لاحق من حياتهم.
وتقترح بالمر تشجيعهم على رسم صورة لما يريدونه، وتدارس شتى السبل التي تُمَكِّنُ الأسرةَ من الادخار ليتسنى لها تحقيق ذلك الهدف.
وتكتب بالمر أن ذلك “يجعلهم يفكرون في الأولويات وتأخير إشباع الرغبات”.
6. ممارسة الكرم والامتنان
وفقاً لبالمر، من المهم بالنسبة للأطفال أن يكفوا عن المتطلبات، ويقدروا نعمة ما يملكون من خلال مساعدة من هم أقل حظاً.
وتكتب بالمر “كان أحد المواضيع التي شدت انتباهي من أجل عائلتي هو أن ندمج ممارسة الامتنان بالحياة اليومية، سواء أكان ذلك بوقف إبداء التقدير لتناول وجبة أو التحدث حول ما تقدره أو تمتن له في لقاء الأسرة الأسبوعي”.
7. عادات مقتصدة
أن تكون قادراً على التمييز بين الرغبة والحاجة يمكن أن يجعل طفلك أقل عرضة للإسراف في الإنفاق.
تستخدم بالمر مفهوماً افتراضياً اقترحه رون ليبر، وهو كاتب عمود في صحيفة “نيويورك تايمز”، لمساعدة أطفالها على التمييز بين الاثنين.
وتكتب بالمر: “يوصي ليبر بأن ترسم خطاً تسميه (الاحتياجات) في جهة، و(الرغبات) في الجهة الأخرى، وأن تدوّن مواد مختلفة على طول هذا الطيف. وعندما يطلب أطفالك شيئاً في المرة القادمة، فإنهم يستطيعون أن يراعوا إلى أي جهة يعود هذا الشيء على ذلك الخط”.
8. كيفية حماية خصوصيتهم على الإنترنت
عندما يَعْرِضُ الأطفال معلوماتهم الخاصة على الإنترنت، فإنهم لا يُعَرِّضونَ مستقبلهم المالي للخطر فحسب، بل سلامتهم أيضاً.
وتكتب بالمر “عندما يبدأون بتصفح الإنترنت لأول مرة، يمكن أن نشرح لهم كيف يحدون من نشر التفاصيل الشخصية والصور التي يشاركونها، لأن كل ما ينشرونه سيكون متاحاً للغرباء، وقابلاً للبحث على الإنترنت للأبد”.
9. ماذا يحدث إذا حصل مكروه ما
ربما لا يبدو التأمين على الحياة والوصية أمراً مثيراً لاهتمام المراهقين (أو، لنكن صادقين، لاهتمام أي شخص)، ولكن من الضروري أن يعرفوا أهميتهما.
وتكتب بالمر “يمكن أن يكون مفيداً التأكيد للمراهقين الباحثين عن المخاطر أنهم كشباب عشريني، ينبغي أن يتأكدوا أن لديهم نوعاً من الحماية في مكان تواجدهم، مثل التأمين على الصحة وتأمين المستأجر”.
10. كيفية استخدام بطاقات الائتمان والحسابات المصرفية
إن السماح لأطفالك باستراق النظر عند إدارة بطاقات ائتمانك وحساباتك المصرفية يمكن أن يعلمهم دروساً عن طرق الدفع والسحب النقدي.
تشعر بالمر بأهمية هذا الدرس لأنها ربما كانت قد استخدمته بنفسها في مرحلة الطفولة أو المراهقة. وتكتب بالمر: “في رحلة خارج الحرم الجامعي خلال أيام دراستي وقفت عند جهاز الصراف الآلي لمدة 5 دقائق، والعملاء المتبرمون يصطفون خلفي، محاولةً معرفة كيفية إدخال بطاقة الصراف الآلي والحصول على المال من الجهاز.
وبعد بضعة أشهر، أدركت أنني قد أفرطت في السحب من حسابي المصرفي، وترتب عليّ دفع غرامة مالية. إنها ليست أسوأ طريقة للتعلم، ولم أُعِدِ الكَرَّةَ مرة أخرى، ولكن ربما لم يكن الأمر ليقع لو قمنا بعدة زيارات تدريبية إلى المصرف في سن المراهقة”.
11. أن تكون حازماً بشأن أموالك
وفقاً لبالمر، فإن السماح للطفل بسماعك وأنت تتصل بشركة ما للمطالبة بسداد دين أو للمطالبة بخدمة أفضل هو أمر جيد. فسوف يبين ذلك لأطفالك كيفية القيام بذلك لأنهم قد يضطرون إلى القيام بذات الشيء في أحد الأيام.
كما تقترح بالمر مساعدتهم على ممارسة المطالبة بالمال قبل أن يحصلوا على أول عرض عمل؛ لأنهم سيعرفون حينها ما الكلمات الواجب استخدامها ويشعرون بالطمأنينة، تماماً كما ساعدها والدها.
وتكتب بالمر “عقد والدي هذه المحادثة التدريبية معي قبل ليلة من تفاوضي على راتب أول وظيفة لي، وانتهت المحادثة اللاحقة في اليوم التالي بحصولي على راتب أولي أعلى بـ5000 دولار مما لو كان في حالة لم أطالب بذلك”.
12. الاعتياد على مفاهيم التقاعد والاستثمار
يمكن أن تشكل حسابات التقاعد، مثل (k)s401 و Roth IRAsمشكلة، حتى بالنسبة للكبار.
ولكن كلما أسرعنا بتعريف المراهقين والأطفال بهذه المصطلحات، كلما كانوا أكثر استعداداً عندما يفتحون حساباً في وظيفتهم الأولى.
وتكتب بالمر “يمكن أن نساعد في تهدئة مخاوف الشباب من سوق الأوراق المالية من خلال التحدث عنها، وحتى من خلال إطلاعهم على ملفات التقاعد الخاصة بنا عندما يكونون مستعدين لذلك”.
القدس