غزة: مولدات الكهرباء الكبيرة ..مشاريع اقتصادية تطفو على السطح
ABRAJ: 2.08(%)   AHC: 0.80(%)   AIB: 1.10(0.00%)   AIG: 0.18(5.26%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.30(0.00%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.80(%)   ARKAAN: 1.33(0.00%)   AZIZA: 2.57(1.98%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(%)   BPC: 3.80(%)   GMC: 0.76(5.00%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.16(0.00%)   ISH: 1.00( %)   JCC: 1.60(6.43%)   JPH: 3.60(0.55%)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.60(%)   NAPCO: 0.99( %)   NCI: 1.70(4.94%)   NIC: 3.05(3.39%)   NSC: 3.07( %)   OOREDOO: 0.75(0.00%)   PADICO: 1.02(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.04(1.00%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.04(0.95%)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.90(1.55%)   PIIC: 1.80( %)   PRICO: 0.30(0.00%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.16( %)   RSR: 4.50( %)   SAFABANK: 0.80( %)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 2.95( %)   TNB: 1.23( %)   TPIC: 2.00( %)   TRUST: 2.99( %)   UCI: 0.43( %)   VOIC: 6.77( %)   WASSEL: 1.07(0.00%)  
12:00 صباحاً 15 حزيران 2016

غزة: مولدات الكهرباء الكبيرة ..مشاريع اقتصادية تطفو على السطح

انتشرت أخيرًا في قطاع غزة، المولدات الكهربائية الكبيرة التي تعمل على توفير الكهرباء للغزيين، عوضًا عن انقطاعها يوميًا لساعاتٍ طويلة. هذه المشاريع الاقتصادية تعود ملكيتها لـ'مستثمرين' أو لشبابٍ متعطلين عن العمل يبحثون عن مصدر رزقٍ لهم من خلالها.


محمد الشنطي صاحب مولدين كهربائيين كبريين، يقول : 'فكرة المشروع بدأت منذ عام ونصف تقريبًا، هدفه إيجاد حل لانقطاع الكهرباء عن المواطنين في غزة لساعاتٍ طويلة، إضافة لإيجاد مصدر رزقٍ آخر لنا في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة'، مشيرًا إلى أن لديه 230 مشتركًا للمولد، والآخر فيه 600 مشترك.


وبلغ رأس المال لمشروع الشنطي 55 ألف دولار، ويُوضّح أن المولد الواحد يحتاج 3000 لتر من السولار الإسرائيلي، سعر اللتر الواحد (5 شواكل)، بمجموع 4 آلاف دولار شهريًا، إضافة إلى تشغيل اثنين من الموظفين معه في المشروع لكل موظف راتب بمعدل 1000 شيكل شهريًا.


ويُشير إلى أن عدد ساعات وصل الكهرباء للمواطنين يصل إلى 280 ساعة شهريًا، لافتًا إلى أنه يبيع كيلو الكهرباء بـ3.5 شيكل.


ويُضيف الشنطي: 'الناس تعتقد أن هذه المشاريع ناجحة دون مخسر، وهذا اعتقاد خاطئ، فنحن نتكبد شهريًا الكثير من التكاليف الناجمة عن الإصلاحات الشهرية للمولدات، وتتراوح ما بين 800 شيكل إلى 2500 شيكل'، مبيّنًا أن 'هذه المشاريع أكثر أمنًا وأوفر على المواطن اقتصاديًا من المولدات الصغيرة، فأبسط إصلاح للمولد يكلف صاحبه 100 شيكل تقريبًا، أما بالاشتراك معنا فالمواطن غير مسؤول عن أي إصلاح'.


ويُشار إلى أن أهالي قطاع غزة (1.9 مليون نسمة) يُعانون من أزمة انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، بعد قصف قوات الاحتلال منتصف عام 2006 لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة، ويحتاج القطاع من الكهرباء من 400 إلى 450 ميجاواط، في حين أن المتوفر في أحسن الظروف 200 ميجاواط، أي العجز بلغ 50%، ما يؤثر بشكل كبير على جدول التوزيع، حيث أن الكمية محدودة والطلب على الطاقة متزايد.


'مشروع لمكافحة البطالة'


أما محمد عودة، فاشترك مع مجموعة من الشباب المتعطلين عن العمل، وقاموا بشراء مولد كهربائي كبير يعمل في منطقتهم، بهدف البحث عن فرصة عمل في ظلّ البطالة المتفشية في قطاع غزة، يقول : 'بدأنا بالمشروع قبل ثلاث شهور تقريبًا، ولدينا 150 مشتركًا نمدّهم بالكهرباء في ساعات انقطاعها'. ما هو صافي الربح لكم؟: '7000 شيكل شهريًا تقريبًا، ويتم تقسيمها على المساهمين في المشروع'.


وتبلغ التكاليف الإضافية على مشروع عودة وشركائه، من صيانة وأعطال وقطع غيار وأجرة كهربائي، ما يُقارب 1000 شيكل شهريًا كحدٍ أدنى، علاوة على تكاليف 'الطابلونات' التي من خلالها يتم تمديد أسلاك الكهرباء للمواطنين في كل حيّ.


وفي سؤالي عن متوسط ما يدفعه المواطن لأصحاب هذه المولدات، يُجيب: 'كل مواطن يدفع بحسب استهلاكه، متوسط السعر من 50 شيكلًا إلى 150 شيكلًا تقريبًا'.


'الحاجة تدفعهم إليه'


وتجد هذه المشاريع إقبالًا جيدًا من المواطنين عليها، لاسيما في فصل الصيف، تفاديًا لمشكلة الانقطاع المتواصل والمتكرر للكهرباء، وما ينجم عنها من سلبيات على أصحاب المصانع والمشاريع التي تعتمد على الكهرباء بشكلٍ رئيس.


صاحب مصنع خياطة يقول إنه يدفع شهريًا 1400 شيكل للحصول على كهرباء من مولد كهربائي قريب منه، بمعدل ثماني ساعات يوميًا، عدا عما يدفعه لشركة الكهرباء ثمنًا للطاقة المستهلكة منها، لكنه لا يرى حلًا غير هذا لمواصلة عمله في المصنع.


وكذلك لجأ صاحب سوبر ماركت كبير غرب غزة إلى الاشتراك بمولد كهربائي، حيث يُكلفه الاشتراك شهريًا من 900 إلى 1000 شيكل، إضافة للتكلفة التي يدفعها لشركة الكهرباء وتبلغ 450 شيكلًا شهريًا. ويشير صاحبه إلى أن ذلك يُشكل عبأً ماليًا كبيرًا على المواطن -الكلام له-: 'لكننا لجأنا للمولدات الكهربائية الكبيرة تفاديًا لفساد الأطعمة والمشروبات التي تحتاج إلى ثلاجات توربيد'.


أما المواطن أبو محمد من سكان مخيم الشاطئ، فيدفع شهريًا 240 شيكلًا مقابل الحصول على الكهرباء من مولدٍ قريب من بيته، وبمعدل خمس ساعات يوميًا، يقول: 'في فصل الصيف تتفاقم مشكلة المياه، فكنا نضطر لتشغيل مولد كهربائي صغير لضخ المياه إلى البراميل في حال انقطاع الكهرباء، وكان ذلك يُكلفنا ماليًا، لذا لجأنا للاشتراك في المولد الكبير، فمهما كلفنا يظلّ أوفر علينا وأكثر أمنًا أيضًا'.


'أكثر وفرة من المولد الصغير'


الخبير الاقتصادي د. معين رجب، قال إن شراء مولدات كبيرة تخدم حيًا أو منطقة بأكملها، وتوزيع عبئها على السكان الراغبين بالاشتراك بها، خطوة جيدة، مستطردًا بالقول: 'استهلاك المولدات الكبيرة للكهرباء يكون بها وفرة، بمعنى أن المولدات الكبيرة، وبخلاف المولدات الصغيرة، فهي تُعطي طاقة كهربائية كبيرة، وحاجتها إلى الوقود أكثر توفيرًا من المولدات الصغيرة'.


وبيّن أن نجاح هذه المشاريع مرهون بالتكلفة التي تُناسب المواطن، حيث أن 3.5 شيكل لكيلو الكهرباء سعر مناسب لذوي الدخل المتوسط، فلو قارن المواطن العادي تكلفة المولد البيتي في الساعة، مع ما يُقدمه له المولد الكبير في الحي، سيرى أن الأخير أكثر وفرةً، وكذلك يُوفر الخدمة على المستهلك بدلًا من أن يقوم بالحصول على الوقود بنفسه، واستيفاء الخطوات اللازمة لتشغيل المولد من وقتٍ لآخر'.


وتابع: 'هذه المشاريع تظلّ أكثر وفرةً أيضًا على المواطن من الخلايا الشمسية التي ظهرت على الساحة مؤخرًا، وهي باهظة التكلفة نسبيًا على ذوي الدخول المتوسطة والمتدنية'، مشيرًا إلى أن هذه المشاريع خطوة في سبيل التخفيف من المعاناة لكن لا تُنِهي المشكلة الحقيقية، وهي وصول الكهرباء للمواطن بشكلٍ منتظم من خلال الشركة المسؤولة عن ذلك.

 

 

 

 

المصدر :صحيفة البلد

Loading...