تجلس الحاجة ام عمر أمام منزلها العتيق وتعود بنا في ذاكرتها إلى الوراء عندما كانت طفلة تقول انها ورثت هذه الطبخة " نوار الكوسا" عن ابائها فكانوا يستغلون كل من تنتجه الأرض لسد قوت يومهم كون الأرض كانت مصدر الرزق والعيش لديهم ولدى ابائهم وأجدادهم .

وتروي الحاجة ام عمر كنا نزرع كل ما هو اخضر في ارضنا من الكوسا والنعنع والجرجير والفجل والبصل واشارت الى ما يقارب 400 متر فقط امام منزلها العتيق في قرية بيت ريما قضاء رام الله .

اما طبخة "نوار الكوسا" تقول كنا نزرع الكوسا قُيبل شهر رمضان ليكون بعضه جاهز في شهر رمضان, وفي بعض الاحيان كان نوار الكوسا يملأ الزرع فكنا نجمعه من يوم الى اخر حتى نستطيع توفير طبخة "نوار الكوسا "  المحشية بالأرز والفلفل الأسود .

وتتابع الحاجة ام عمر : كنا نختلف تماما عن جيل هذه الايام كنا لا نضع شروطا للأفطار في شهر رمضان, كنا نعرف وندرك اننا سنكون سعيدين بما وُضع على طاولة الافطار مهما كان نوعه ممزوجة هذه الاجواء بعض الحكايات والنكت المضحكة.

وتضيف عندما كانت تُوضع طبخة "نوار الكوسا" كنا نخرج الى صديقاتنا في الحارة في ذلك اليوم لنخبرهم اننا قمنا بتجميع النوار حتى ان بعض بنات جيراننا يحضرن لمشاركتنا "كانت ايام جميلة ".

أما اصول الطبخة, تقول الحاجة ام عمر ان اصولها فلسطينية اصيلة منبعها الفقر والحاجة كوننا كنا نعيش في وضع مادي صعب فكان كل شخص يزرع ويحصد ويأكل بيده, حتى ان النساء كانت تنقل الماء الى زرعهم ما يقارب 3 كيلو متر فكيف لك ان تتخيل ان لا نستغل كل شيء حتى لو كان صغيرا في زرعنا من هنا جاءت فكرت طبخة نوار الكوسا فأنا اسميها طبخة الفقراء اللذيذة  وخاصة انها ليست متوفرة على مدار العام!.

وعن اختفاء هذه الطبخة في مجتمعنا الفلسطيني .. تقول الحاجة ام عمر "انا أرى بأن كل زمان له خصوصيته فاليوم تجد في كل منزل موظفاً او اثنين فقد اصبح الناس يحصلون على رزقهم من وضيفتهم او عملهم الخاص, لا يهتمون بموضوع الزراعة او استغلال ارضهم , قائلة :انا لا ألومهم لكنني اوجه اليهم النصيحة باستغلال ارضهم .

وتمنت الحاجة أم عمرو لو أن الزمان يرجع إلى الوراء لتعيش تلك الأجواء الرمضانية مرة أخرى  بعاداته وتقاليده وطقوسه الرائعة .

المصدر : راية