رام الله - الاقتصادي - بدأت منذ نحو ثلاثة أسابيع حركة المستهلكين تدب من جديد في الأسواق الفلسطينية بعد شهور من التراجع لأسباب سياسية واقتصادية.
وكان اقتراب شهر رمضان حينها السبب الرئيس الذي دفع المستهلكين للعودة إلى الأسواق، مسجلين ارتفاعاً في القوة الشرائية، بحسب اتحاد الغرف التجارية الصناعية الزراعية.
واليوم لم تختلف حركة الأسواق كثيراً عن الأيام التي سبقت دخول الشهر الفضيل، وواصلت مستويات الشراء ارتفاعها مع دخول رمضان أسبوعه الثاني، بحسب تجار.
يقول خليل دويكات الذي التقاه "الاقتصادي" في سوق خضار رام الله، إن متوسط مشتريات اليوم في رمضان تبلغ قرابة 80 شيكلاً، لتلبية حاجة عائلته الغذائية المكونة من ثلاثة أفراد.
وأضاف دويكات الذي يعمل في القطاع العام ويتقاضى 3850 شيقلاً، "نحاول قدر الإمكان عدم الإسراف في النفقات لأننا مقبلون على عيد الفطر، لكن مستلزمات الإفطار من طعام وشراب وحلويات كالقطايف مثلاً ضرورية".
وارتفعت أسعار السلع الأساسية، التي تشكل عنصراً رئيساً في موائد رمضان كالدواجن واللحوم بأنواعها، والفواكه، بنسب متفاوتة فيما تعهدت وزارة الاقتصاد والضابطة الجمركية التابعة لها بفرض عقوبات على التجار المخالفين في الأسعار.
ويبلغ الحد الأدنى للأجور في السوق الفلسطينية وفق وزارة العمل، نحو 1450 شيقلاً، بينما يتقاضى 36٪ من العاملين في القطاع الخاص الفلسطيني (المشغل الأكبر للعمالة)، أقل من الحد الأدنى المقر.
ويرى تجار التقاهم "الاقتصادي" أن بعض السلع تجد مستهلكيها في رمضان فقط كبعض أنواع العصائر والحلويات، وأصبحت من عادات الشهر"، مشيرين إلى أن أسعار هذه السلع يحكمها العرض والطلب.
ويعتقد المواطن محمود أبو السعود، أن الإمساك عن الطعام، يزيد من رغبة المستهلك بشراء كل ما يراه أمام عينيه "هذا ما يحصل معي وعائلتي عندما نتسوق قبل غروب الشمس".
ووفق أحدث تقرير صادر عن الإحصاء الفلسطيني بعنوان "أطلس الفقر في فلسطين"، فإن قرابة ثلث الفلسطينيين يعانون من الفقر، بينما تبلغ نسبة البطالة 26٪، وترتفع في غزة لتبلغ 40٪ خلال العام الماضي.وأشارت دراسات عدة إلى أن استهلاك الجسم للغذاء في رمضان يقل بنسبة لا تقل عن 30٪ مقارنة مع الأيام العادية، إلا أن رئيس جمعية حماية المستهلك الفلسطيني صلاح هنية، يقول إن المستهلك نفسه هو عنصر أساسي لكون رمضان شهراً صعباً من الناحية المالية.
وقال إن عادات الاستهلاك تقود أيضاً إلى زيادة أسعار السلع، "فزيادة الطلب على سلعة ما في فترة معينة تقلل من معروضها في الأسواق، ويستغلها التجار لزيادة الأسعار".
وبحسب التقارير الدورية لأسعار المستهلك الصادرة عن الإحصاء الفلسطيني، تشكل الخضار والفواكه واللحوم والدواجن قرابة 35٪ من سلة المستهلك الشهرية، بينما يرى تجار تجزئة التقاهم الاقتصادي أنها ترتفع إلى 45% - 50% خلال شهر رمضان.