"تحدث الكثيرون عن اصدقاء نتنياهو من اصحاب المليارات حول العالم لكن في الحقيقة فان علاقته معهم علاقة نفعية بحتة" قال احد مستشارين نتنياهو السابقين لصحيفة هأرتس العبرية التي استهلت بهذه العبارة تقريرها الموسع حول "نادي اصحاب المليارات" الداعمون لنتنياهو الذي نشرته اليوم السبت.
وأضاف المستشار الذي وصفته الصحيفة بالمطلع والشخص الذي اطلع عن قرب على تفاصيل علاقة نتنياهو بأصحاب المليارات حول العالم "هناك اشخاص رفيعو المستوى ويصنفون في الدرجة العليا من حيث المكانة مثل شلدون ادلسون وارية رنرت وسبنسر برتريدج وهؤلاء ممن يحترمهم نتنياهو كثيرا وينسق برامجه واوقاته بما يتلاءم معهم وهناك من كانوا يضطرون انتظار نتنياهو حتى يجد لهم متسعا على جدول اعماله ليلتقيهم وهذا مرتبط ايضا بوضعهم المالي فعلى سبيل المثال كان نتنياهو في الماضي البعيد يتحدث عن رجل اعمال بريطاني وهو واحد من اثرياء بريطانيا يدعى "جيرالد رونسون" بتقدير عال وفي يوم من الايام واجه هذا الثري ازمة مالية ومنذ تلك اللحظة لم كلف نتنياهو نفسه عناء محادثته او احتسابه ضمن نادي اصدقائه".
ويمكن الاعتقاد ان نتنياهو توقف منذ سنوات عن احتساب المياردير الفرنسي "ارنو ميمرن" ضمن قائمة الاصدقاء علما ان هذا الملياردير نظم قبل 15 عاما الرحلات الاستجمامية المثيرة في جبال الالب الفرنسية ورفد صندوق نتنياهو الذي يحمل اسم "صندوق تمويل النشاطات الجماهيرية" بالكثير من الاموال لكن هذا الملياردير تورط في قضايا جنائية علما انه ليس المتبرع الوحيد لنتنياهو الذي يتورط بقضايا جنائية فهناك الكثير من هؤلاء ابرزهم رجل الاعمال الامريكي "تشارلز كوشنر" الذي ورد اسمه في تحقيق قضية "بيبي تورز" الخاصة بتمويل رحلات نتنياهو وزوجته التي كشفتها القناة العاشرة الاسرائيلية.
وقضت محكمة امريكية عام 2005 بسجن رجل الاعمال المذكور لمدة سنتيين بتهم تتعلق بالتهرب الضريبي وتقديم تبرعات غير قانونية ومضايقة احد الشهود لإبعاده عن منصة الشهادة.
" كشنير ورجل الاعمال الفرنسي ميمرون" ما هما سوى مجرد اثنين من بين 100 رجل اعمال بعضهم يصنفون من اصحاب المليارات وآخرين يصنفون "مالتي ملياردير" ارتبط معهم نتنياهو بعلاقة صداقة بمستويات مختلفة طيلة سيرته العملية حيث قدم بعضهم التبرعات لحملاته الانتخابية فيما مول البعض الاخر مصروفات مختلفة فيما ارتبط نتنياهو بعلاقات صداقة قوية مع جزء اخر من هؤلاء الاثرياء مثل صاحب مصنع "هامر" السابق "اييرا رنرت".
هناك بعض رجال الاعمال مثل "مورت تشيكورمان" ورجل العقارات وصاحب صحيفة "نيويورك ديلي نيوز" واخرين من المؤيدين للمسيحية التبشيرية في الولايات المتحدة اضافة لملوك القمار مثل "شلدن ادلسون وستيفان فاين" ولكل واحد من هؤلاء عمله ومجاله الاقتصادي لكن هناك عامل مشترك واحد يجمعهم وهو ان نتنياهو بحث وسعى ويلا لإقامة علاقة معهم محققا نجاحات متفاوتة.
تعتبر عائلة "فاليك" من المتبرعين القدماء لنتنياهو وقدمت له خلال انتخابات التمهيدية "برايمرز" التي جرت عام 2014 مبلغ 180 الف شيكل و 165 الف شيكل عام 2012 وقدمت لنتنياهو عام 2005 مبلغ 15 الف دولار وظهر اسم "سيمون فاليك" احد ابناء هذه العائلة في تحقيقات اجرتها الشرطة الاسرائيلية في سياق ما عرف في الاعلام الاسرائيلية بقضية "ب يبي تورز " بصفته من مول رحلة استجمامية قام بها نتنياهو وزوجته سارة الى الولايات المتحدة وبنما حيث بقيمة 6300 دولار ادعى نتنياهو انه اعادها الى " سيمون " فيما بعد.
وتعتبر "نيلي فالك" رئيسة منظمة اصدقاء الجيش الاسرائيلي في الولايات المتحدة " FIDF" وهي من عائلة تختلف عن عائلة " سيمون" وكذلك السيدة " حوه فالك"رئيس منظمة النساء الصهيونيات في الولايات المتحدة وهذه العائلة تملك السوق الحرة "دوتي فري" المعروف باسم "امريكاس" وهو احد اكبر شبكات المحال التجارية "ديوتي فري" في جنوب الولايات المتحدة وتملك محال تجارية في هونغ كونغ وحصلت هذه العائلة عام 2010 على امتياز تشغيل السوق الحرة في مطار "عوفدا" الاسرائيلي بالقرب من مدينة ايلات والذي من المقرر ان ينتقل قريبا الى المطار الجديد في "تمناع" ويتوقع ان يمر عبره 2 مليون مسافر سنوي.
شلدن ادلسون
يعتبر شلدن ادلسون من قدامى معارف نتنياهو من اصحاب المليارات ورغم انه لم يقدم تبرعات لاي حملة انتخابية خاضها نتنياهو لكنه اسس عام 2007 الصحيفة اليومية المجانية "اسرائيل اليوم" واستثمر بهذه الصحيفة حتى الان مئات ملايين الدولارات وهذه الصحيفة محسوبة على نتنياهو تحديدا وليس على معسكر اليمين فقط بل على شخصه ورسمه وأفكاره.
تعرف نتنياهو على ادلسون في ثمانينيات القرن الماضي حين كان نتنياهو سفيرا لإسرائيل في الامم المتحدة لكن علاقتهما تعززت مطلع الافية الثانية 2000.
تقدر ثروة ادلسون بحوالي 30 مليار دولار وهو من ملوك عالم القمار والكازينوهات والفنادق التي تنتشر في لوس انجلوس وجزيرة "ماكو" القريبة من هونغ كونغ.
ويملك هذا الثري الكثير من التأثير على اسياسة الامريكية بصفته من كبار المتبرعين للحزب الجمهوري.
كشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية عام 2010 قائمة نتنياهو السرية التي وثقت اسماء اصحاب المليارات وكيف ينظر نتنياهو الى علاقته بكل واحد منهم.
ووفقا للتقرير قدم مساعدو نتنياهو قائمة مطبوعة تصنف الاثرياء من 1-4 لكن نتنياهو اضاف بخط يده تصنيفا خاصا به على هذه القائمة كما اضاف اليها اسماء اخرى لأثرياء جدد تعرف عليهم.
ولا يعتبر كل من ورد اسمه في القائمة صديقا او متبرعا لنتنياهو لكن هذه القائمة قدمت فرصة لمعرفة كيف ينظر نتنياهو اليهم ويتعامل معهم.
اعدت القائمة عام 2007 وذلك على خلفية محاولة نتنياهو اعادة تأسيس علاقاته وتقويتها مع المتبرعين تمهيدا لعودته الى الحياة السياسية.
واحتل رجل الاعمال "رونسون" على سبيل المثال المرتبة الثالثة على قائمة نتنياهو فيما اضف نتنياهو بخط يده اخرين مثل "لان لفتنيك" صاحب امتياز القناة العاشرة الاسرائيلية الذي عرف حتى قبل شراء اسمهم في القناة المذكورة بصداقته الخاصة مع نتنياهو الذي منحه نتنياهو المرتبة الثانية على القائمة فيما احتل "ادلسون" و "رنرت فرن لادور" المرتبة الاولى.
اضاف نتنياهو بخط يده الى القائمة المذكورة "نجوم " فضيحة "بيبي تورز" التي كشف تفاصيلها الصحفي "فيف دروكر" عبر تقرير بثته القناة العاشرة مثل الملياردير البرطاني "جوشوع رواو و يهوشه فينغرتون، والملياردير البلجيكي وهو " نسيب موشه ديان " مدير عام ديوان الخدمة المدنية في اسرائيل الذي عينه نتنيتهو شخصيا.
ويمكن ايجاد اسم المرشح الجمهوري الحالي للانتخابات الرئاسية الامريكية "دونلد ترامب" في قائمة نتنياهو وظهر "ترامب" في المرتبة الرابعة على قائمة نتنياهو ويعني هذا التصنيف انه صاحبه ليس بالشخص الذي يمكن الاعتماد عليه "ماليا" كثيرا .
علاقات نتنياهو خلال توليه سفارة اسرائيل لدى الامم المتحدة
يمكننا معرفة مدى "حاجة" نتنياهو للتبرعات من خلال نظرة تاريخية سريعة خاصة حين يكون نتنياهو خارج مكتب رئاسة الوزراء.
وحلمت هذه التبرعات عنوان الرسمي "تمويل الحملات الانتخابية الخاصة بنتنياهو" لكن وكما اتضح من قضية "بيبي تورز" وتقرير مراقب الدولة الذي نشر بعد الكشف عن الفضيحة ان نتنياهو يحتاج هذه التبرعات لتمويل مصروفاته الخاصة لكن هذه الحاجة تتراجع حين يكون نتناهو في مكتب رئاسة الوزراء لان " الدولة " تتكفل بتغطية مصاريفه الخاصة في هذه الحالة كما كشف تقرير مراقب الدولة في باب "مصروفات مقر رئيس الوزراء".
وكما كتب الصحفي ناحوم بارنيع نقلا عن " ايل اراد" الذي يعتبر احد المقربين من نتنياهو وعمل معه في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي " يدمج نتنياهو بين شغفه المتطرف بالمتعة والاستمتاع وبخله المتأصل".
وأضاف المقرب من نتنياهو "هذا الدمج بين شغف المتعة والبخل اثنت كل الظواهر التي تكشفت لنا على مدى السنوات الاخيرة فمن ناحية يرغب نتنياهو كثير بالعيش والحياة المترفة مثل السفر في الدرجة الاولى والاقامة بالفنادق الفاخرة وتناول العشاء في افخر المطاعم ومن الناحية الاخرى لا يريد ان يدفع من جيبه قرشا واحدا مقابل كل هذه المتع".
تجلت نتائج هذه الثنائية في تحقيق "بيبي تورز" ونالت تأكيدها في تقرير مراقب الدولة الاخير حتى وان كان اكثر لين وتساهل مما هي عليه الوقائع المعروفة والخاصة بتصرفات نتنياهو التي كانت معروفة حتى في بدايات حياته السياسية.
وكتبت صحيفة "حدوشوت" العبرية عام 1991 عن نتنياهو وقدرته على تجنيد الاموال وقالت " رغم قدرة نتنياهو على تجنيد الاموال الا ان مقربيه كدوا لنا انه يميل دائما لجعل الاخرين يدفعون حسابه في المقاهي والمطاعم والفنادق ".
وعادت تصرفات نتنياهو وبخله الشديد وحبه لان يدفع الاخرون ثمن ترفه ورحلاته ومصاريفيه للجدل العام بعد اكتشاف امر " الفيزا" الخاصة بنتنياهو حيث كشف تقرير مراقب الدولة الاخير ان "يحائيل ليتر " الذي شغل منصب رئيس مكتب نتنياهو عام 2004 قد دفع من جيبه الخاص مبلغ 3000 دولار مقابل احد مصروفات نتنياهو لانه ادعى عدم حمله وامتلاكه لبطاقة ائتمانية " فيزا" لكن محامي نتنياهو ادعى ان موكله قد سدد المبلغ لرئيس مكتبه فيما بعد .
وسالت صحيفة "هارتس" في سياق اعدادها هذا التقرير نتنياهو عن سبب عدم امتلاكه " فيزا" فلم تتلقى منه أي رد.
وأقام نتنياهو منذ بداية حياته السياسية علاقات خاصة مع اثرياء العالم عموما والأمريكيين خصوصا حيث ارتبط نتنياهو في سبعينيات القرن الماضي بعلاقات مع متبرعين بهدف اقامة معهد " يوني نتنياهو لدراسات الارهاب".
وشكل منصب سفير اسرائيل لدى الامم المتحدة بالنسبة لنتنياهو منصة انطلاق سياسي ورافعة لعلاقاته مع المتبرعين وجعل ظهوره الانيق والفاخر رجال الاعمال والأثرياء الامريكيين يبحثون عن قربه ويسعون لإقامة علاقة معه بعد ان رأوا فيه نجما سياسيا اسرائيليا في المستقبل المنظور.
وبالتوازي للتبرعات التي جندها نتنياهو لصالح الليكود حين عاد لخوض معركة انتخاباته الداخلية عام 1988 عرف نتنياهو من ايامه الاولى في الحلبة السياسية كيف يتمتع شخصيا بهذه التبرعات ويستفيد من علاقته بالمتبرعين فعلى سبيل المثال ارتبط نتنياهو بعلاقة قوية حين كان عام 1991 نائبا لوزير الخارجية مع الملياردير ر الاسترالي " جون غندل".
ولم يكن نتنياهو في حينها يملك منزلا في قيساريا وكان يمضي ايام نهاية الاسبوع مع زوجته سارة في شقة تقع في شارع " هيركون" في تل ابيب يملكها رجل الاعمال الاسترالي " غندل".
قصة اخرى اكتشفت قبل الانتخابات الاخيرة حين قدم " ايال اراد" احد مقربي ومستشاري نتنياهو من عام 1980الى 1992 تصريحا للمحكمة التي كانت تبحث في الالتماس الذي قدمه الليكود ضد حركة " V15" غير الممثلة بالبرلمان قال فيه ان نتنياهو عرض عليه عام 1994 العودة للعمل وان راتبه سيدفعه احد الاثرياء في الخارج لكن نتنياهو لم يرد بشكل علني على هذا القول لكن محاميه نفوا هذه الاقوال.
من يملك المال اكثر يمكنه لقاء نتنياهو
نشأت علاقات نتنياهو بالأثرياء خلال مناسبات اجتماعية تقيمها الجالية اليهودية في الولايات المتحدة او من خلال لقاءات تعارف محددة ومباشرة نظمها رجال ميدانيين يعملون ضمن الجالية اليهودية لصلح نتنياهو مثل عضو البرلمان اليهودي – الفرنسي " مائير حبيب" الذي ساعد نتنياهو في التعرف على الملياردير " ميمرون " فيما القتى نتنياهو على سبيل المثال بالملياردير "لاو در" من خلال صديق مشترك جمعهما على وجبة غداء.
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن احد الاشخاص الذي وصفته بالعارف عن قرب طريقة تعامل نتنياهو مع رجال المال والاثرياء قوله " لنفرض ان نتنياهو كان في طريقه للالقاء محاضرة في كنيس يهودي نظمها " البوندس" فانه سيجد هناك دائما الكثير من الاشخاص الذين سيقولون له انتبه لهذا الشخص او ذاك فانه فاحش الثراء حينها يعرف نتنياهو كيف يكون لطيفا ومؤدبا خاصة وان هذه الفعاليات يكون جمهورها والحاضرون فيها معروفين سلفا ولا يمكن لأحد ان يأخذ نتنياهو لفعالية او اجتماع مع اشخاص مؤيدين لليسار فهو يجند في كل محفل وجالية عدد من السماسرة والوسطاء تكون مهمتهم الاشارة الى الاثرياء والأشخاص المهمين ".
لكن لا يعتبر مجرد التعارف كافيا بل يجب ان نعرف كيف نعزز العلاقة مع المتبرعين وهذه المهمة كانت تتم عبر الرحلات والسفريات فعلى سبيل المثال القى نتنياهو في اكتوبر 2014 خطابا في الامم المتحدة وجه خلاله الكثير من السهام والسكاكين نحو ايران وحضر بعد هذا الخطاب لقائي غداء فاخرين مع اصدقائه الاثرياء من اصحاب المليارات احد هذه اللقاءات كان في مطعم "بريستو" وهو احد مطاعم نيويورك الفاخرة وكان برفقة الملياردير " السون" فيما تواجد في اللقاء الثاني الاثرياء تشوكورمان وبرتيدغ ومراد زمير وغيرهم.
"وحسب نتنياهو مسبقا هذه اللقاءات" حسب قول احد المقربين ومستشاريه السابقين." يجب ان اصل الى فلوريدا للقاء هذا الشخص بالتحديد، هل نحن مسافرين الى لندن؟ اذن يجب اعداد قائمة بكل الاصدقاء هناك لنرى مع من يمكننا الاجتماع هذا الامر كان ينطبق ايضا على نيويورك فإذا سألتني هل يكن الاجتماع بكافة الاصدقاء ؟ لقلت لك اذا كنت تملك ما يكفي من المال فستحظى بالاجتماع مع نتياهو " قال المستشار السابق الذي امتنعت الصحيفة عن ذكر اسمه.
وجهت الكثير من الانتقادات لنتنياهو في بداية طريقة السياسي تتعلق بكثرة المتبرعين الاجانب وبمدى تأثير رجال الاعمال الاجانب على ما يجري في اسرائيل لكن نتنياهو كان يرد دائما بقوله انه يفضل التبرعات الاجنبية على التبرعات الاسرائيلية لضمان عدم وجود تضارب في المصالح بين المال والسلطة وحتى يمكن الاشاعات والافتراءات.
ولكن اذا ما فحصنا قائمة المتبرعين الاجانب نكتشف وجود مصالح تجارية كبيرة في اسرائيل لهم مثلا، يملك رجل الاعمال والمتبرع "زامير" ارض في منطقة ضاحية "رفائيم" بالقدس قدم طلبا لبناء مشروعا عليها فيما يمتلك المياردير اليهودي "جي شوتنشتاين الذي تبرع لنتنياهو بملغ 160 الف شيكل لدعم حملته الاخيرة للانتخابات الداخلية في حزب الليكود فروعا عديدة في اسرائيل تابع لشركة الازياء الكبرى التي يمتلكها وتحمل اسم "امريكان ايغل".
وكالات