عادات الشراء في رمضان.. هل تغيرت؟!
ABRAJ: 2.08(%)   AHC: 0.80(%)   AIB: 1.10(0.00%)   AIG: 0.18(5.26%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.30(0.00%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.80(%)   ARKAAN: 1.33(0.00%)   AZIZA: 2.57(1.98%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(%)   BPC: 3.80(%)   GMC: 0.76(5.00%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.16(0.00%)   ISH: 1.00( %)   JCC: 1.60(6.43%)   JPH: 3.60(0.55%)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.60(%)   NAPCO: 0.99( %)   NCI: 1.70(4.94%)   NIC: 3.05(3.39%)   NSC: 3.07( %)   OOREDOO: 0.75(0.00%)   PADICO: 1.02(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.04(1.00%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.04(0.95%)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.90(1.55%)   PIIC: 1.80( %)   PRICO: 0.30(0.00%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.16( %)   RSR: 4.50( %)   SAFABANK: 0.80( %)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 2.95( %)   TNB: 1.23( %)   TPIC: 2.00( %)   TRUST: 2.99( %)   UCI: 0.43( %)   VOIC: 6.77( %)   WASSEL: 1.07(0.00%)  
12:00 صباحاً 08 حزيران 2016

عادات الشراء في رمضان.. هل تغيرت؟!

تشهد الحركة التجارية بالأسواق الغزية خلال شهر رمضان بعض التغيرات المرتبطة بالحالة الاستهلاكية للمتسوقين خلال الشهر وللبضائع المرتبطة به دون غيره من الأشهر، فقُبيل حلول الشهر يبدأ أصحاب الحوانيت بعرض بضائعهم الرمضانية أمام ناظر المارة لجذبهم وحملهم على اقتنائها كلٌ وفق حاجته ورغبته، فهل يُبصرونها؟!

بحسب ما يؤكده تُجار قُدامى في تلك الأسواق، فإن الحركة التجارية تراجعت كثيراً وتدنت القوة الشرائية بشكل كبير للسلع الرمضانية خلال السنوات الماضية، عازين ذلك إلى تغير الأنماط الثقافية للسكان وكذلك قدراتهم وإمكاناتهم المالية، وقالوا: "إن تطور الحياة وتغير ثقافة المجتمعات أرخى بسدوله على بعض الطقوس والعادات الرمضانية، فلفحتها رياح التغيير حتى فقد الشهر رونقه بعدم الحفاظ على عادات وطقوس شرائية شيئاً فشيئاً وفقاً لما تفرضه الحالة الاقتصادية للوطن على المواطن"، وأضافوا في مقابلات منفصلة: "إن الأوضاع الاقتصادية أثرت كثيراً في تغيير عادات الشراء لدى الناس خاصة خلال سنوات الحصار العشر الأخيرة".

التحول إلى المولات الكبيرة

وبحسب حسين حسونة (45 عاماً) صاحب بقالة صغيرة وسط مدينة غزة، فإن عادات المواطنين في الشراء تغيرت كثيراً وأثرت على مستوى دخله، يقول: "أصبح أنظار الناس تتجه إلى المولات الكبيرة والهايبر ماركت بدلاً من البقالات الصغيرة"، وأضاف بألم : "حتى أهل الخير لم يعودوا يخصوا أصحاب البقالات الصغيرة بشراء المواد الغذائية التي يُضمنوها في سلالهم الخيرية التي يُوزعونها على الفقراء والمعوزين"، لافتاً أنهم يرغبون في العروض التي تُقدمها المحال التجارية والشركات الكبرى مؤكداً أن ذلك يُؤثر كثيراً على مدخولاتهم خلال الشهر الكريم الذي ينتظرونه من العام إلى العام، وفق قوله.

وما يؤلم التاجر حسونة، أن حرص الناس على اقتناء السلع الرمضانية تراجع بنسبة 50% وفقاً لأوضاعهم الاقتصادية، وقال: "الإقبال يكون على الأجبان والألبان التي تُعد مكون أساسي لمائدة السحور بينما السلع الأخرى كالتمر، قمر الدين، والفواكه المجففة كالمشمش واليقطين والزبيب والجوز وغيرها فإن الإقبال عليها ضعيف جداً"، وأضاف: "رغم عم ارتفاع أسعارها كثيراً ولكن الناس يُفضلون اقتناء السلع الأكثر أهمية".

عادات تغيرت

ويتفق العديد من التُجار في أسواق محافظات غزة، على ركود الحركة التجارية بالمجمل خلال السنوات الأخيرة، وقال التاجر "إسلام الحلو"، الذي تملك عائلته دكاناً صغيراً في سوق الزاوية، أقدم الأسواق الفلسطينية، وسط مدينة غزة إن عادات الناس في شراء حاجيات رمضان اختلفت كثيراً عمّا كانت سابقاً، وأضاف: "قديماً كانوا يشترون مستلزمات الشهر قبل قدومه بأيام قليلة، أما الآن فالبكاد يُمكنهم شراء الضروريات فقط"، ويعزو ذلك إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية لدى الناس في قطاع غزة خلال السنوات العشر الأخيرة وارتفاع معدلات الفقر والبطالة بشكل غير مسبوق.

ولا يختلف عنه "أبو محمد" صاحب مطحنة العيسوي بمدينة خان يونس، يؤكد أن كثيراً من زبائنه غيروا من عادات شرائهم لمستلزمات رمضان وفقاً لحالتهم الاقتصادية، وتابع: "كان أحد زبائني لا يترك سلعة من السلع الرمضانية إلا واقتناها بكمية تكفيه الشهر كاملاً خاصة مكسرات القطايف والفواكه المجففة والتمر والعصائر الطبيعية كالكركدية والخروب الجاف غير المحلل، أما الآن فلا يكاد يشتري من هذه السلع شيئاً"، ويُضيف: "بات يعتمد على السلع المصنعة خاصة العصائر إذ تكون مُحللة ومُحلاة فلا يتكلف كثيراً لتحضريها"، ويُعزو هذا التغير إلى فقدان ذلك الزبون لعمله في أحد مصانع الخياطة بالمدينة.

اقتناء الضروريات وكفى!

وغير بعيد كان الموظف هادي عبد الله، (46) عاماً، لتوه خارجاً من سوق خان يونس المركزي القديم، تحدث لنا عن تغير عاداته الشرائية عمّا كانت عليه سابقاً لصالح اقتناء الضروريات فقط بعيداً عن السلع التي المرتبطة بالشهر وتمنحه رونقاً وطابعاً خاصاً، ويُضيف أن وضعه الاقتصادي حرمه من اقتناء حاجيات رمضان وتوزيعها على شقيقاته المتزوجات وأمه كما كان يفعل سابقاً حيث اعتاد أن يؤمن لهم تلك الحاجيات في أول زيارة لهم في ليلة رمضان ليُدخل الفرحة والسعادة على قلوبهم، يقول الرجل: "إن عدم انتظام راتبه وتقاضيه له مرة كل خمسين يوماً بنسبة 40% فقط حرمته من مظاهر الشهر"، لافتاً إلى أنه بات يُحضر طعام الشهر يوماً بيوم وفقاً لإمكانياته، كما بات يُقنع أبناءه بالاكتفاء بصنف واحد على مائدة الإفطار مع التوفير في شراء اللحوم الحمراء أو البيضاء لارتفاع أسعارها والاعتماد المجمد منها لانخفاض ثمنه قليلاً، وقال: "حتى الفواكه والحلويات إن وجدت فتكون صنفاً واحداً من أي منها فقط"، خلافاً لما كان يُؤمنه في السابق إذ كان يُوفر لأسرته صنفين أو ثلاثة لتتزين مائدته بها حين يزور بيته الأهل والجيران".

فيما تُشير المعلمة راوية، أن الغالبية عزفوا عن شراء حاجيات رمضان بكميات تكفيهم طول أيام الشهر، وباتوا يكتفوا بالقليل القليل، وعلى صعيد تجربتها الشخصية، أوضحت أنها منذ عامين لم تعد تشتري كل مستلزمات الشهر دفعة واحدة وتُضيف كنت أعد البيت لرمضان إعداداً تاماً سواء من أدوات المطبخ التي أحتاجها في الولائم من أطباق وغيرها أو مفارش وأطقم للسفرة، الآن أكتفي بما لديّ وقليلاً جداً ما أقيم الولائم في منزلي بسبب أوضاعنا الاقتصادية، وتتابع: "فقدنا الكثير من نفحات رمضان بسبب اقتصادنا المأزوم".

 

فقدت رونقها التراثي

من جهتها مرح يحيى (36) عاماً من حي الشيخ ناصر بمدينة خان يونس، أن عادات التسوق والشراء لدى المواطنين في رمضان تأثرت بالتطور التكنولوجي وتقنيات العصر الحديث حتى باتت تفقد رونقها التراثي المرتبط بالشهر الكريم، وقالت لـ"الحدث": "الناس باتوا يتجهون للسلع المُصنعة وكذلك المستوردة التي يرون إعلاناتها في التلفاز وعلى مواقع التواصل"، وأكدت أن تلك التغيرات في عادات الشراء أفقدت الشهر رونقه حتى أنك لم تعد تشتم رائحة بضائعه كما في السابق في الأسواق الشعبية القديمة في محافظات القطاع، لافتة إلى أن بعض التجار في ظل ضعف الإقبال بات لا يُضمن متجره البضائع الرمضانية بكميات كبيرة خشية من خسارة رأس المال.

وكانت السيدة عبد الرحمن تلج قبل حلول شهر رمضان إلى سوق الزاوية وسط مدينة غزة، تقتنص كل ما لذ وطاب من حاجيات وسلع رمضانية، أما الآن فتفتقد العديد من السلع التي هي "فاكهة رمضان" كما هو متعارف عليه شعبياً، تفتقد أنواع القطين البلدي، والمشمش المجفف والزبيب وقمر الدين، تقول ما يُوجد هو المستورد وحسب، تقول: "لم تعد الأسواق ولا البضائع كما كانت، لقد فقدت رونقها التراثي لصالح الحداثة".

الأوضاع الاقتصادية سبب

بدورها تؤكد المواطنة وجدان البرقوني (25) عاماً، أن الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها سكان القطاع أثرت كثيراً على عادات الشراء لديهم في رمضان، موضحة أن الغالبية يصرون على اقتناء الأساسيات الضرورية من السلع ويُفضلون السلع الأقل ثمناً وتابعت: "لم يعد اقتناء الفواكه المجففة كالمشمش والقطين والتمر مهماً للكثيرين والسبب أوضاعهم الاقتصادية"، وأضافت حتى فوانيس رمضان لم يعد رونقها والإقبال عليها كما في السابق وقالت: "الفقراء لا يشترون الفوانيس لأطفالهم ويصرفون ثمنها في توفير لوزام الإفطار أو السحور من ألبان وأجبان وغيرها" واستكملت بألم: "مع تغيرات عادات الشراء لدى الناس تغيرت بهجة رمضان ولم تعد كالسابق أبداً".

العام الأسوأ

وبحسب خبراء المال والاقتصاد في قطاع غزة فإن الأوضاع الاقتصادية المأساوية لسكان القطاع وارتفاع معدلات الفقر والبطالة أثرت على عادات الشراء لدى الناس بشكل كبير، ويُشير د. ماهر الطبّاع في مقال له بعنوان "رمضان يأتي في ظل أسوأ أوضاع إقتصادية تمر بقطاع غزة منذ عقود" إلى ارتفاع نسبة البطالة في قطاع غزة إلى 41.5%، ووصول معدلات الفقر والفقر المدقع إلى أكثر من 65%، ناهيك عن انعدام الأمن الغذائي لدى الأسر بنسبة 72% ورزوح أكثر من 200 ألف شخص بلا عمل، واعتماد ما يزيد عن مليون شخص على المساعدات التي تُقدمها الأونروا والمؤسسات الإغاثية لتسيير أمور حياتهم اليومية، وبيّن في سطور مقاله، أن الأوضاع المأساوية التي يعيشها سكان القطاع ستحرمهم من بهجة الشهر الفضيل وأن ارتفاع معدلات الاستهلاك لديهم خلال الشهر ستُثقل كاهلهم وستكون عبئاً إضافياً خاصة على كاهل المواطنين محدودي ومعدومي الدخل، وأضاف أن حالة الركود والكساد التجاري التي تشهدها الأسواق ستُكبد التجار والمستوردين ورجال الأعمال خسائر فادحة في الفترة القادمة، مؤكداً أن من يتعاملون بالبضائع الموسمية الخاصة بشهر رمضان لن يستطيعوا تغطية مصاريفهم الجارية الثابتة نتيجة الانخفاض الحاد في مبيعاتهم اليومية.

 

 

 

 

المصدر : الحدث

Loading...