لم ترتق حركة الأسواق الغزية ليلة رمضان إلى المستوى الذي يليق باستقبال الشهر الفضيل، الذي يصفه المسلمون بـ "شهر الخيرات".
الأوضاع المعيشية الصعبة التي يمر بها الغزيين نتيجة الفقر وارتفاع نسبة البطالة وما يلازمهما من حصار خانق مستمر منذ عشر سنوات، جعل من رمضان موسما عابرا خلال الأعوام الأخيرة الماضية.
المار في أسواق القطاع، يجد حجم الحسرة على وجوه الباعة الذي يصطفون ينظرون ببعضهم، ومدى الأسى في وجوه معظم المواطنين الذي يعيشون الأجواء الرمضانية دون مقدرتهم على شراء حاجياتهم.
وأعلن مفتي فلسطين الشيخ محمد حسين أن الاثنين، أول أيام شهر رمضان، داعيا المواطنين لتفقد أحوال بعضهم خلال الشهر الفضيل.
لم يستطع المواطن أبو شادي شراء الحاجيات الرمضانية لعائلته المكونة من 9 أفراد، مشيرا في حديثه لـ "نبأ برس" أنه لم هذا العام الثالث الذي لم يجلب "مولة رمضان".
وينتظر العامل أبو شادي بأهل الخير حتى يقدمون له "كوبونة" كما كل عام، مؤكدا أن الوضع المعيشي الصعب الذي يمر به منذ أن أصبح عاطلا عن العمل عام 2000، يمر به آلاف المواطنين.
ويأمل أن ينتهي رمضان على حال أفضل مما بدأ عليه، مشيرا إلى أن الشهر الفضيل يحتاج الكثير من المصاريف التي لا غنى عنها.
الطفلة غنى صاحبة التسعة أعوام –ابنة أبو شادي- لم تحظَ بفرصة حمل "فانوس" رمضان كقريناتها بسبب عدم توفر سعره مع والدها.
وتقول غنى: "طلبت الفانوس من بابا، وما قدر ييجيبلي إياه، بس وعدني يشتريلي واحد كبير لما يصير معو مصاري".
الطفلة غنى ليست الوحيدة التي انحرمت من فرحة قدوم رمضان، فيوجد في غزة المحاصرة "ألف غنى".
ويتساءل أبو شادي مستنكرا: "إلى متى سنبقى في ظل هذا الوضع المزري، ألم يكفينا عشر سنوات حصار؟".
من جهته، تخوّف بائع المخللات محمد أبو سلطان، من شراء كميات كبيرة، خوفا من تكدسها لديه دون قدرته على تسويقها كما العام الماضي.
وقال أبو سلطان الذي قابله مراسل "نبأ برس" يتجهز لبيع المخللات في سوق معسكر جباليا، شمال غزة: "كانت حركة الأسواق خلال رمضان الماضي معدومة، وتكدست لدينا البضاعة، بسبب الوضع الصعب الذي يعيشه المواطنون، وكذلك لكثرة الباعة الذي يجدون في رمضان فرصة عمل".
ويأمل أن يخيب ظنه ويعيش الباعة موسما نشيطا على عكس التوقعات، خاتما حديثه: "لو فيها زيت لضوت!".
وفي سياق متصل، أنهت بلدية غزة استعداداتها لاستقبال شهر رمضان الفضيل، حيث تم البدء بتنفيذ خطة النظافة التي تم إقرارها خلال شهر رمضان، كذلك تم تجهيز المسلخ لاستيعاب الذبائح، والعمل وفق خطة جديدة لصيانة الطرق في المدينة، بالإضافة إلى تخصيص وردية مسائية لمراقبة الأغذية في المدينة.
وأوضحت البلدية في بيان وصل "نبأ برس" أنه تم توزيع العمل في مجال جمع النظافة إلى ثلاثة ورديات، حيث تبدأ عمل الوردية الأولى من الساعة 5:30 صباحا وحتى العاشرة والنصف صباحا، والوردية الثانية من الساعة الواحدة بعد الظهر إلى 6 مساء ويعمل فيها، بينما يبدأ عمل الوردية الثالثة من الساعة 8:30 مساء وحتى الساعة 1:30 من صباح اليوم التالي.
كما وأنهت وزارة الاقتصاد الوطني استعداداتها لاستقبال الشهر الفضيل، حيث ذكر المتحدث باسم الوزارة المهندس عبد الفتاح أبو موسى أن الوزارة خصصت موظفين للمراقبة على الأسواق بشكل مكثف.
وحذّر أبو موسى التجار من التلاعب في الأسعار خلال شهر رمضان، مشيرا إلى أن كل تاجر يتلاعب بالتسعيرة سيعرض نفسه للمساءلة.
وأنهت الإدارة العامة لشرطة المرور في غزة، استعداداتها لاستقبال شهر رمضان المبارك وذلك بوضع خطة مرورية متكاملة تهدف لتسهيل الحركة المرورية خلال الشهر الفضيل.
وقال مدير شرطة المرور العقيد عائد حمادة، خلال مؤتمر صحفي ظهر الأحد، إن قيادة المرور عكفت خلال الأيام الماضية على وضع خطة متكاملة لاستقبال شهر رمضان بهدف تجنب وقوع حوادث طرق وكذلك تجنب الازدحام الذي يؤثر بشكل سلبي على انسيابية الحركة المرورية خلال الشهر الفضيل.
وأكد حمادة أن الخطة تشمل على زيادة أفراد شرطة المرور العاملين على الأرض من خلال توزيعهم على كافة المفترقات والشوارع الرئيسية على مستوى محافظات قطاع غزة الخمس.
وشدد على أن شرطة المرور ستقوم بعمل حواجز خاصة على شارع الرشيد وشارع صلاح الدين للحد من السرعة الزائدة التي قد تحدث في شهر رمضان خاصة قبل ساعات الإفطار مما قد يؤدي إلى زيادة الحوادث المرورية.
المصدر نبأ برس