يشهد سوق العودة في مخيم جباليا حركة شرائية كبيرة، مع بداية شهر رمضان، وعقب استلام الرواتب ..
ورغم الحركة الشرائية والاكتظاظ في جنبات السوق، إلا أن هناك شكاوى من ارتفاع في بعض أسعار المواد التموينية واللحوم والخضروات أيضا.
وتفاجأ المواطن حسين النجار (48 عاماً) من ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية والخضروات، أمس.
ولم يتمكن إلا من شراء صنفين أو ثلاثة لتناولها عند السحور، بينما خلت سلته الغذائية من الخضروات سوى الأساسية منها.
وقال «النجار» أنه توجه إلى السوق لشراء بعض الأصناف من المواد الغذائية، فوجد ارتفاع ملحوظ في أثمانها قياساً بالأسابيع القليلة التي سبقت رمضان، مشيراً إلى أنه قلص من شراء الكثير منها، بسبب هذا الارتفاع .
وأضاف، «لا يعقل أن يصل مجموع ما نحتاجه في رمضان إلى أكثر من (300شيقل) وهو بالكاد يكفي لأسرة مكونة من ثمانية أفراد لأسبوع فقط.
وقال «عند تجولي في السوق كانت الخضروات المعروضة مرتفعة الثمن قياساً بمستوى مداخيل الكثير من الناس»، متسائلاً: كيف يمكن للفقراء التزود بما يحتاجونه في رمضان؟
وتابع «جميع هذه أصناف الخضروات من المنتجات المحلية، لكنه بعض أثمانها مرتفع بصورة لا تتلاءم من مداخيل المواطنين المادية، خصوصاً أصحاب الأسر كثيرة الأفراد».
أسعار الخضروات
ولاحظ مواطنون آخرون أن أسعار بعض أصناف الخضروات الأساسية قد ارتفع عن الأيام التي سبقت حلول شهر رمضان، رغم إنتاج هذه الأصناف محلياً.
ورغم تعدد الأصناف الغذائية المعروضة من مستلزمات رمضان، و تنوعها إلا أنه أثمانها تعتبر أعلى مما تقدر الأسر الفقيرة على دفعه، خصوصاً بسبب حالة الفقر.
وأجمع بعضهم أمس، على أن ارتفاع الأسعار بات خطراً يهدد قدرة معظم المواطنين على شراءها والتزود بها.
قال المواطن أمجد محمود (35عاماً) من بيت لاهيا أنه أسرته صغيرة لكنه يفتقد العمل وبالتالي لا يمتلك النقود لشراء مستلزمات رمضان.
وأضاف أنه «تجول في السوق لغرض شراء ما يمكن بنحو (50 شيكلاً) كانت بحوزته، لكنه تفاجأ بارتفاع الأثمان وقلص مستلزمات أسرته محدودة الأفراد، واكتفى بشراء صنفين من الخضروات، والقليل جداً مما يحتاجه للسحور وعلى مائدة الإفطار».
وقد يعتبر محدودو ومعدومو الدخل أن الارتفاع في الأسعار ملحوظ، لكن الأسر الميسورة أيضاً تعاني من هذا الارتفاع.
وقال المواطن عاطف جودة (44 عاماً) الذي يعيل أسرة مكونة من عشرة أفراد، أن يعمل موظفاً ولديه دخل شهري ثابت، لكن هذا الراتب يصغر أمام ارتفاع الأسعار في المواد التموينية، مشيراً إلى أن ارتفاع هذه الأسعار لمناسبة حلول شهر رمضان سينال من قدرته على توفيرها لأبنائه.
واعتبر أن هناك غياب في الرقابة على الأسعار، حيث يتفرد كل بائع وتاجر في تحديد أثمان بضاعته، بحسب توافر هذه البضاعة في السوق.
رد البائعين
أوضح نضال الطناني (35عاماً) أحد البائعين، «نعرف أن أثمان البضائع قد يكون مرتفع لدى الأسر الفقيرة، لافتاً إلى أن تكلفة هذه البضائع أيضا مرتفع، ولا يمكن للبائع الربح سوى القليل».
وعن ارتفاع بعض أسعار الخضروات، يقول البائع محمد أبو سيف، «لم يعد المستهلك هو الوحيد الذي يعاني من ارتفاع أسعار الخضروات، لكن البائعين أيضا يواجهون مصاعب في توفير أصناف جيدة منها وعرضها للناس، مؤكداً أن ذلك يزيد من تكلفتها».
وأضاف أبو سيف الذي يعمل في تجارة الخضروات منذ عدة سنين، شدة التنافس ما بين الجمعيات التي تشتري أصناف الخضار لتوزيعها على الفقراء في شهر رمضان، وزيادة تكاليف الزراعة كانا من بين الأسباب الذي دفعت ارتفاع أسعار الخضروات رغم إنتاجها محلياً».
حُلة جديدة
وبدت سوق العودة كأنها اكتست بحلة جديدة، حيث شهدت جنبات السوق منذ عدة أيام انتشار واسع للبسطات التي ازدانت بأشكال وألوان متعددة من الأصناف الغذائية والفوانيس ومستلزمات شهر رمضان، كما حرص أصحاب المحال على تزيين محالهم بلوحات مضيئة تعمل على مولدات في حال انقطع التيار الكهربائي، استقبالاً لشهر رمضان.
ويرتاد سوق «العودة» وهي السوق الوحيدة في مخيم جباليا، ما بين (30 إلى 35 ألف مواطن) على مدار ساعات النهار، من كافة مناطق محافظة شمال غزة البالغ تعداد سكانها نحو 300 ألف مواطن.
المصدر : الأيام