ما زالت العادات والتقاليد المتوارثة هي ام المناسبات وحلاوتها التي تفخر بها الشعوب سواء في المناسبات الدينية أو الاجتماعية أوغيرها ، وهناك من الشعوب من احتفظت بها ولا تزال تمارسها وتتناقلها من جيل الى جيل ومن المناسبات الدينية التي تحتل العادات والتقاليد فيها مكانة بارزة ، شهر رمضان المبارك الذي لا يخلو فيه منزل الا وتزين بتلك العادات ، وشهر رمضان في فلسطين من المناسبات الدينية التي لها طابع يميزها عن غيرها، و العادات الفلسطينية بالرغم من تشابهاتها الكثيرة الا انه تنفرد بعض المناطق بعادات وتقاليد خاصة بها تتميز بها . سواء بالشعائر او اعداد الافطار او الاجواء خاصة لتلك المناطق.
وقد التقينا بعدد من المواطنين من مختلف المدن والمناطق الفلسطينية ليحدثوننا عن ما تتميز به مناطقهم خلال الشهر الفضيل .
عماد البيطار من القدس عن عادات اهل القدس في رمضان يخبرنا " في القدس رمضان غير، حيث تتزين مدينة القدس اسوارها وجدرانها وبيوتها بزينة رمضان من اهله واضاءات مختلفة ، حيث يهتم الاهالي بأداء جميع الصلواة في المسجد الاقصى وخصوصا صلاة الفجر العشاء والتراويح وقيام الليل، وهناك منهم من يجعل افطاره هو وعائلته في باحات المسجد الاقصى حيث الاجواء الروحانية الجميلة . ولان مدينة القدس تعاني من مضايقات الاحتلال ووطئته ، نحاول نحن الاهالي الحفاظ على قدسية المكان بالتردد بشكل مستمر على المسجد الاقصى والصلاة هناك ، كما نعمد الى نشر البهجة والشعور باهمية هذا الشهر الفضيل بين الاطفال من خلال اقامة الحفلات الدينية التي يتم خلالها ترديد مدائح نبوية واهازيج دينية مختلفة .
هذا من ناحية اما من ناحية اخرى فان هناك ميزة خاصة تمتاز بها مدينة القدس وهي صوت مدفع رمضان "يضيف عماد " هذا المدفع الذي يرافق اذان المغرب ايذانا بوقت الافطار حيث اعتاد المقدسيون على سماع صوت مدفع رمضان منذ مئات السنين، حتى أصبح إرثا يحافظ عليه، حيث يقع المدفع في المقبرة الإسلامية بشارع صلاح الدين وسط المدينة، وقد دأب المواطن المقدسي “رجائي صندوقة” على ضرب المدفع منذ ما يزيد على ثلاثين عاماً.
أما احمد شاهين من خان يونس فيحدثنا عن رمضان هناك فيقول "في شهر رمضان تزداد الطاعات وصلة الرحم وخصوصا في العشر الاوائل من الشهر الفضيل عدا عن الزيارات المتبادلة بين العائلات ، اما ما تتميزبه غزة فهو تناول الافطار والاجتماع و السهر على شاطيء البحر ، وهذا طبعا ليس عادة وانما تلجأ العائلات لتلك الخطوة هربا من حر الصيف حيث تعاني غزة من الانقطاع المستمر في الكهرباء، وبالتالي لا يجد المواطنون الا شاطىء البحر متنفسا لهم. ويضيف" يوم الجمعة هو يوم مميز نجتمع فيه مع كل افراد العائلة في بيت والدي كبير العائلة الذي يحرص على دعوتنا لتناول الافطار جميعا حيث نجد المتعه واللحظات الجميلة هناك".
سناء دويكات من مدينة نابلس تقول "نابلس تتميز بكل شيء وشهر رمضان هنا له بهجة خاصة، فأكثر ما تتميز به مدينة نابلس في شهر رمضان عدا عن الزينة والاضواء المنتشرة في كل مكان تتميز بعادة قديمة وهي عادة " السوق نازل " حيث يجتمع الاطفال بعد الافطار وهم يحملون فوانيس رمضان ويذهبون الى " السوق نازل " وخلال سيرهم يرددون بعض الاهازيج والاغاني التي حفظوها عن ابائهم واجدادهم، اشهرها يرددون “نزلت عالسوق نازل.. لقيتلي تفاحة.. حمرا حمرا لفّاحة.. حلِفت ما باكلْهي، لييجي خيّي وبيّي.. إجا خيّي وبيّي.. أطلعني عالعلّيـّة.. لقيت شب نايم.. غزيته غزيته وشربت من زيته.. زيته تمر حنّة.. معلّق باب الجنة.. يا جنّة يا ما احلاكِ.. رب السما هنّاكِ.. هنّاكِ شعني بعني.. هنّاكِ طيّر عقلي.. يا بنت الملوكِ.. جايين يخطبوك.ِ. من إمك وأبوكِ.. كعك الشام غالي.. تسلم ذقن خالي.. خالي بالعليّة طابخ لَبَنِيّة..”. وخلال سيرهم ويتلقون الهبات والعطايا والأموال من الناس؛ استبشاراً بالشهر الكريم، وحتى يصلوا إلى عمق الأسواق فيقوموا بشراء الحلوى بما يحملون من مال. وتضيف سناء " هذه العادة اخذه التلاشي حيث ان جيل اليوم لا يهتمون لهذه الامور كسابقيهم".
اما عن العادات الاخرى فتحدثنا سناء وتضيف هناك عادة " فقدة رمضان " وهي مخصصة للبنت المتزوجة حيث يقوم الأب أو الأخ الأكبر بزيارة البنت المتزوجة، ومعه مواد تموينية وغذائية وحلويات. ويقوم ايضا بدعوتها لتناول الافطار خلال أيام رمضان بصحبة زوجها وابنائها.
وتحدثنا صفاء عساف من كفر لاقف قضاء قلقيلية عن الشهر الفضيل هناك " تتميز مدينة قلقيلة بزامور الافطار وهو زامور يطلق في سماعات المساجد اعلانا ببدء الافطار ، فتبدأ العائلات بتناول الافطار مما تم اعداده من اكلات رمضانيه وما تم تبادله بين الجيران ، متوجهين بعد ذلك لاداء الصلوات وبعد ذلك يتم تناول الحلويات في جلسات عائلية رمضانية جميلة.
اما أنال الجدع من بلدة حبلة جنوب قلقيلية فيقول "بالنسبة للعادات الرمضانية فهي لا تختلف كثيرا عن ما هو متعارف عليه حيث السهرات العائلية على المسلسلات الرمضانية، بالإضافة الى الإستمتاع بالأجواء من خلال الزينة والأهلة المنتشرة على كل منزل ، وتظهر البهجة منخلال الأكلات الخاصة والمشروبات كالتمر الهندي والحلويات الخاصة كالعوامة والقطايف".
وعن العادات الدينية يضيف أنال "بعد الافطار نخرج الى الشارع لرؤية الجيران ومن ثم الى المساجد لتأدية صلاة التراويح ،وبعد الانتهاء تبدأ السهرات بوجود الحلويات والأرجيلة".
أما آمنة حساسنة من مدينة بيت لحم فترى أن رمضان في بيت لحم كغيره من المناطق، والأجواء السائدة لا تميز المدينة بحد ذاتها عن غيرها وهي زينة رمضان والشعائر الدينية والزيارات العائلية، فليس هناك ما يميز المدينة عن غيرها.
المصدر : الحياة الجديدة