إن الموقع الجغرافية لبلدة الظاهرية أقصى الجنوب الفلسطيني على حدود أراضي فلسطين عام 1948 من جهة النقب وبئر السبع، منح الظاهرية ميزات اقتصادية جعل منها ما يسمى" بوابة الجنوب".
*الوجهة الاقتصادية الأولى..بـ 70 مليون شيكل شهريا
فالظاهرية هي الوجهة الأولى لأهالي النقب والبئر السبع الذين يرتادونها يوميا لشراء حاجياتهم من مواد غذائية ومطاعم ومواد منزلية وحرفية من النجارة والحدادة وغيرها.
وتشير تقديرات الغرفة التجارية لجنوب الخليل التي تتخذ من الظاهرية مقرا لها أن حوالي 70 ألف مواطن يدخلون الظاهرية شهريا بمعدل صرف 1000 شيكل للفرد الواحد ليصل مدخول الظاهرية منهم حوالي 70 مليون شيكل شهريا ويرتفع هذا العدد سنويا بزيادة طبيعية وفقا لحسابات الغرفة التجارية.
وفي هذا السياق تحدث ماجد أبو شرخ مدير الغرفة التجارية بجنوب الخليل مشيرا أن أهالي النقب وبئر السبع يشكلون العصب الاقتصادي الأساسي للظاهرية، ليس فقط في جانب الشراء وانما في جانب الخدمات الطبية والعلاجية التي تعتبر أقل كلفة من مناطق النقب، خاصة مجال طب وتجميل الأسنان. ويبلغ عدد المنشآت التجارية في البلدة حوالي 400 منشأة.
10 آلاف عامل أسبوعيا
وأضاف أبو شرخ لبوابة اقتصاد فلسطين أن الحركة العمالية المتدفقة عبر الظاهرية سواء للمرور عبر معبر بئر السبع بتصاريح أو لعمال "التهريب" الذين يتخذون من الظاهرية مكانا للعبور إلى داخل الخط الأخضر ويشكل مجموع العمال الداخلين للظاهرية بتصاريح او بدون تصاريح حوالي 10000 عامل أسبوعيا، وهو ما يشكل موردا اقتصاديا آخر للظاهرية، بما يستهلكه هؤلاء العمال من مواصلات وشراء حاجيات والاستفادة من خدمات المطاعم والمقاهي و غيرها.
*قطاع استثمار جديد
وأكد أبو شرخ أن قطاع المنشآت والعقارات شهد تطورا ملحوظا في الآونة الأخيرة في إشارة إلى أن أهالي النقب وبئر السبع بدأوا باستثمار أموالهم في شراء عقارات وأراضي بالظاهرية الأمر الذي رفع أسعار العقارات فيها مما يساعد على دفع العجلة الاقتصادية إلا أنه يشكل عبئا على أصحاب الدخل المحدود.
وأضاف أبو شرخ أن الظاهرية أصبحت محط جذب استثماري جيد لكنها بحاجة لقطاع الانتاج والصناعات داعيا صندوق الاستثمار الفلسطيني وهيئة الاستثمار و"بكدار" لوضع الظاهرية ضمن خطط الاستثمار القادمة.
يذكر أن عدد سكان الظاهرية ضمن حدود البلدية بلغ حوالي 38 ألف نسمة، كما أن عدد من قرى دورا الغربية والرمضاين يستهدفون السوق التجارية للظاهرية كونها الأقرب جغرافيا لها.
زيادة في التدفق النقدي
ويشير أبو شرخ أن ازدياد عدد البنوك في الظاهرية بشكل طردي يؤكد زيادة حجم الودائع للمواطنين بالظاهرية وزيادة التدفق النقدي فيها وهو ما يشكل عاملا لتشجيع استثمار البنوك فيها.
*بنية تحتية ضعيفة !!
إلا أن الظاهرية مازالت بحاجة لتطوير البنية التحتية بشكل أفضل وهو ما تحاول بلدية الظاهرية أن تقوم به وفقا لما أوضحه محمد رباع مدير العلاقات العامة والاعلام بالبلدية، مضيفا أن الظاهرية بحاجة لتثقيف وتوعية مجتمعية للمواطن بالأهمية الاقتصادية لها وتسويق استثماري لجذب وتشجيع المستثمرين فيها ، كما أن القوى العاملة بالظاهرية كافية لأي استثمار.
يشار أن الأزمة المرورية الخانقة تشكل عائقا كبيرا أمام المتسوقين وسط جهود من الجهات المختصة لحل المشكلة إلا أن المشكلة لا تزال عالقة منذ سنوات عدة.
*مشاريع حيوية
ومن المشاريع الحيوية التي تضيف الترفيه على الزائرين قال رباع إن مشروع مدينة الملاهي الواقع على 10 دونمات من أراضي المدينة نفذته البلدية من موازنتها الخاصة أصبح محط جذب كبير بإيرادات مالية جيدة جدا، إضافة لتشغيله لأيدي عاملة جديدة وحركة مواصلات نشطة.
أما المشروع الثاني فيرى رباع أن مشروع الإستاد الرياضي الواقع جنوب المدينة هو شريان اقتصادي آخر يحتاج لـ 6 مليون دولار لاستكماله خاصة أن الظاهرية تشكل الجمهور الرياضي الأكبر كونها تحتضن نادي غزلان الجنوب" شباب الظاهرية".
*سوق مركزي للثروة الحيوانية
كما أن الظاهرية تشكل سوقا مركزيا للثروة الحيوانية حيث بلغ حجم الثروة الحيوانية فيها 32 ألف رأس من الغنم والماعز وتنتج 600000 دجاجة سنويا وفيها 20 مربي مزرعة أبقار و27 مربي نحل وفقا لاحصاءات وزارة الزراعة.
ربما تكون الظاهرية يوما ما عاصمة الجنوب الاقتصادية اذا ما طورت من بنيتها التحتية وخططها التنموية والتفتت إليها أنظار المستثمرين.
المصدر : بوابة اقتصاد فلسطين