غياب البنى التحتية والخدمات يضاعفان معاناة أحياء القدس
ABRAJ: 2.08(%)   AHC: 0.80(%)   AIB: 1.10(0.00%)   AIG: 0.18(5.26%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.30(0.00%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.80(%)   ARKAAN: 1.33(0.00%)   AZIZA: 2.57(1.98%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(%)   BPC: 3.80(%)   GMC: 0.76(5.00%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.16(0.00%)   ISH: 1.00( %)   JCC: 1.60(6.43%)   JPH: 3.60(0.55%)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.60(%)   NAPCO: 0.99( %)   NCI: 1.70(4.94%)   NIC: 3.05(3.39%)   NSC: 3.07( %)   OOREDOO: 0.75(0.00%)   PADICO: 1.02(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.04(1.00%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.04(0.95%)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.90(1.55%)   PIIC: 1.80( %)   PRICO: 0.30(0.00%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.16( %)   RSR: 4.50( %)   SAFABANK: 0.80( %)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 2.95( %)   TNB: 1.23( %)   TPIC: 2.00( %)   TRUST: 2.99( %)   UCI: 0.43( %)   VOIC: 6.77( %)   WASSEL: 1.07(0.00%)  
12:00 صباحاً 04 حزيران 2016

غياب البنى التحتية والخدمات يضاعفان معاناة أحياء القدس

تعاني الأحياء العربية في القدس المحتلة من نقص شديد في مقومات البنى التحتية وغياب الخدمات الأساسية بسبب إهمال وتنصل بلدية الاحتلال الإسرائيلي من مهامها ومسؤوليتها الملقاة على عاتقها اتجاه هذه الأحياء التي تشهد اكتظاظًا سكانيًا نتيجة البناء العشوائي غير المنتظم.

ومن يتجول في هذه الأحياء، أكثر ما يلفت انتباهه منظر أكوام النفايات المتكدسة في الشوارع وبين المنازل، والأرصفة والشوارع المدمرة وغير المؤهلة، وشبكات الصرف الصحي المهترئة والمياه العادمة، والتي ينبعث منها روائح كريهة قد تؤدي لانتشار الأمراض والأوبئة، مما يشكل خطرًا على صحة المواطنين.

ويشكو المقدسيون لبلدية الاحتلال ووزارة شؤون البيئة الإسرائيلية معاناتهم جراء ذلك، ويطالبون بتحسين البنية التحتية، وتوفير احتياجاتهم الأساسية، وترميم المناطق التجارية وأسواقهم الخاصة، وزيادة أعمال النظافة في الشوارع العامة، وتحسين مستوى الطرق لاستخدام السيارات، وزيادة عدد محطات التوقف للركاب، ولا سيما في المناطق المكتظة بالسكان.

معاناة متفاقمة

نحو 64 ألف مقدسي يقطنون في بلدة كفر عقب شمال القدس يعانون من عدم وجود بنية تحتية، ومن إهمال شديد من قبل بلدية الاحتلال، في ظل الكثافة السكانية الناتجة عن البناء العشوائي، وانخفاض أسعار الشقق السكنية، كما يقول رئيس لجنة أهالي كفر عقب منير زغير لوكالة "صفا"

ولا تقدم البلدية سوى 10% من الخدمات الأساسية للسكان، رغم دفعهم كافة الضرائب، بما فيها ضريبة "الأرنونا"، ولكنها لا تزال تماطل في إقامة بنية تحتية شاملة.

وما يفاقم معاناة السكان، تراكم النفايات، والعمل على حرقها، وعدم وجود شبكات صرف صحي منظمة، مما يؤدي لانبعاث روائح كريهة، تنذر بكوارث صحية، وهنا يقول زعير "دائمًا ما تتلقى اللجنة وعود من البلدية بحل ذلك، ولكن دون نتيجة فعلية على أرض الواقع".

ويضيف زغير "نسعى بكل الوسائل والإمكانيات لتوفير الخدمات الأساسية للمقدسيين، والتخفيف من معاناتهم، ولكن دائمًا ما نتلقى وعودًا كاذبة من قبل بلدية الاحتلال".

وعلى إثر استمرار البلدية في التنصل من مهامها، "توجهنا إلى المحكمة المركزية الإسرائيلية للحصول على حقوقنا وإقامة بنية تحتية بالبلدة خلال ثلاث سنوات، ولقد كسبنا القضية، ولكن البلدية تتحجج بعدم وجود ميزانية لتنفيذ ذلك".

ويتابع زغير "طالبنا البلدية أيضًا بالعمل على صيانة وتأهيل بعض الشوارع والأرصفة والطرق، وفتح طرق فرعية جديدة في البلدة لحل أزمة السير والازدحام المروري، لكنها ادعت أن ميزانية تنفيذ هذا المشروع لم تصل بعد، ووعدتنا حتى نهاية مايو الجاري".

ولكن في حال عدم حصولنا على مطالبنا، فإن" لدينا توجه باتخاذ خطوات تصعيدية ما بعد نهاية مايو، وذلك من خلال تنظيم اعتصام احتجاجي في ساحة البلدية، بالإضافة إلى تظاهرات سلمية حتى استعادة حقوقنا، ووقف مماطلة البلدية وإعاقتها لتنفيذ المشاريع بالقرية".

ويشكو المقدسيون من نقص حاد في عدد المدارس والصفوف الدراسية واكتظاظها بالطلبة، مما يدفع العديد منهم إلى اجتياز الحواجز العسكرية للتوجه إلى المدارس والجامعات المجاورة.

ورغم تخصيص بعض قطع الأراضي لإقامة المدارس، إلا أن المخططات الهندسية الخاصة بها لم تخرج لحيز الوجود، وتتذرع بلدية الاحتلال بأسباب تحول دون تحقيق ذلك.

إهمال وتهميش

ولا يختلف الوضع كثيرًا في قرية العيسوية الواقعة شمال شرق القدس، فهي تعاني من إهمال وتهميش واضح من قبل بلدية الاحتلال من جهة، وممارسات إسرائيلية يومية، وإغلاقات متواصلة لمداخلها من جهة أخرى.

ويصف الناشط المقدسي محمد درويش لوكالة "صفا" الوضع بالقرية بأنه "صعب للغاية"، قائلًا "لا يوجد خدمات أساسية، ولا بنية تحتية مناسبة، ولا شوارع وأرصفة مؤهلة للمرور منها، بالإسافة إلى نقص المساحات المخصصة للبناء والسكن".

ويجد المواطن الزائر لقرية العيسوية فارقًا كبيرًا في الخدمات المقدمة لمستوطني "التلة الفرنسية"، وسكانها، ما يعني أن سلطات الاحتلال تمارس عنصرية في التعامل مع المقدسيين، رغم أنهم ملتزمون في دفع الضرائب لبلدية الاحتلال.

وبحسب درويش، فإن البلدية لم تجري منذ 30 عامًا أي عمليات توسيع أو تأهيل وتعبيد للشوارع الرئيسة، ولا حتى فتح شوارع التفافية للتخفيف من معاناة السكان، في ظل الأزمات المرورية التي تسبب قلقًا وازعاجًا لهم.

ويتسبب إغلاق مداخل القرية في بعض الأحيان بتراكم النفايات نتيجة عدم تمكن سيارة جمع النفايات من الدخول إليها، وانتشار الأمراض والحشرات، ناهيك عن عدم وجود موقف للسيارات في القرية أو حتى محطة حافلات لتنظيم قطاع السيارات.

وعن واقع الحياة في مخيم شعفاط الواقع ضمن حدود بلدية الاحتلال، يقول رئيس لجنة مقاومة الجدار والاستيطان في القدس حمدي ذياب لوكالة "صفا" إن المخيم يعاني تهميشًا كبيرًا من قبل البلدية، وعدم اهتمام بأوضاع السكان، وغياب الخدمات.

ويشير إلى وجود نقصًا كبيرًا في كافة مستلزمات الحياة، المتعلقة بالكهرباء والمياه، والخدمات الصحية والتعليمية، وحتى الشوارع والطرق الرئيسة غير مؤهلة وتعاني تدميرًا كاملًا، بالإضافة إلى حاجز شعفاط العسكري الذي ينغص حياة المواطنين.

وتتضاعف معاناة السكان أيضًا مع تقليص وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" خدماتها المقدمة لهم سنويًا، دون مراعاةً للاكتظاظ السكاني، وخاصة في (أحياء رأس خميس، شحادة والأوقاف)، وهنا يصف ذياب الوضع بأنه سيء، ولا يطاق.

وتفتقر أحياء القدس إلى أماكن التنزه والحدائق العامة والملاعب والأندية، بسبب منع بلدية الاحتلال البناء في المدينة، وإقامة المشاريع اللازمة لهم، بالإضافة إلى معاناتهم جراء الحواجز العسكرية الدائمة والمفاجئة، خاصة في طريق ذهابهم للمسجد الأقصى، لاسيما أيام الجمعة وفي المناسبات الدينية.

ولكن "إسرائيل" بحسب ذياب-معنية بإهمال أحياء القدس من أجل تحقيق مخططها لإنهاء الوجود الفلسطيني العربي من القدس، محملًا في الوقت ذاته بلدية الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الوضع السيء بالمخيم.

وللتخفيف من هذه المعاناة، يقول "عقدنا عدة لقاءات مع رئيس الوزراء رامي الحمد الله ومسؤولين في "أونروا"، وطالبنا الاتحاد الأوروبي بالضغط على سلطات الاحتلال لتلبية احتياجات السكان الأساسية، والعمل على إنهاء معاناتهم، ولكن لا نتائج".

 

 

المصدر: وكالة صفا

Loading...