موظفو غزة يستقبلون رمضان بجيوب فارغة
ABRAJ: 2.08(%)   AHC: 0.80(%)   AIB: 1.10(0.00%)   AIG: 0.18(5.26%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.30(0.00%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.80(%)   ARKAAN: 1.33(0.00%)   AZIZA: 2.57(1.98%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(%)   BPC: 3.80(%)   GMC: 0.76(5.00%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.16(0.00%)   ISH: 1.00( %)   JCC: 1.60(6.43%)   JPH: 3.60(0.55%)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.60(%)   NAPCO: 0.99( %)   NCI: 1.70(4.94%)   NIC: 3.05(3.39%)   NSC: 3.07( %)   OOREDOO: 0.75(0.00%)   PADICO: 1.02(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.04(1.00%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.04(0.95%)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.90(1.55%)   PIIC: 1.80( %)   PRICO: 0.30(0.00%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.16( %)   RSR: 4.50( %)   SAFABANK: 0.80( %)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 2.95( %)   TNB: 1.23( %)   TPIC: 2.00( %)   TRUST: 2.99( %)   UCI: 0.43( %)   VOIC: 6.77( %)   WASSEL: 1.07(0.00%)  
12:00 صباحاً 04 حزيران 2016

موظفو غزة يستقبلون رمضان بجيوب فارغة

يستعد العالم لاستقبال شهر رمضان المبارك، فكل عائلة تكتب مستلزماتها الخاصة بالشهر الكريم ثم تجلبها من السوق بكل أريحية، لكن في غزة الحال مختلف، خاصة مع موظفي الحكومة السابقة، فهم ينتظرون هذا الشهر بجيوب فارغة بعد أن 'أفلسوا' من راتب الشهر الماضي.


ويتلقى موظفو قطاع غزة رواتبهم بشكل اعتيادي منذ أشهر عدة، في السابع عشر من كل شهر بنظام الفئات، بحد أدنى 1200 شيكل وحد أقصى 4000 شيكل، وهذا لا يكفي سد احتياجاتهم ومستلزماتهم في جميع الأشهر، وخاصة في رمضان.


'حياة لا تطاق'


الموظف أحمد علي (33 عامًا) وهو أب لأربعة أطفال، يقول إن حياة موظفي غزة لا تطاق، خاصة وأن الراتب الذي أصبح 1200 شيكل لا يكفي لسد الاحتياجات الخاصة بالبيت أو حتى سداد الديون.


ويضيف علي أنه يستطيع من خلال هذا الراتب شراء 'بامبرز' لطفلته ذات الخمسة أشهر، وبعض مستلزمات البيت كالزيت والزعتر والجبنة والبقوليات بأنواعها، وبعض الخضراوات، وتسديد بعض الديون وفواتير الكهرباء والماء.


ويتابع أن 'مستلزمات البيت تزداد في شهر رمضان، خاصة للسحور والفطور وزيارة الأرحام، وما نتقاضاه من راتب لا يكفي، فقمت بفصل الهاتف وشبكة الإنترنت، فهي من الأشياء التي أصبحنا نعتبرها ترفًا وما عادت تهم'.


وحال الموظف سعيد حمدي (37 عامًا) ليس بأفضل من سابقه، فيقول إن استمرار الأزمة المالية والاقتصادية أفقدته هو وأسرته فرحة الاستعداد شهر رمضان المبارك.


ويضيف سعيد، أن من يتلقى راتبه بعد منتصف الشهر أو في نهايته، لن يستطيع تلبية احتياجاته كافة في ظل غلاء المعيشة والظروف الاقتصادية الصعبة.


الموظفة أمل يحيى وهي أم لثلاثة أبناء، تقول إن الحال صعبة للغاية، لكن ما يجعلها تصبر على غلاء المعيشة والوضع الاقتصادي الصعب، هو وجود أسر فقيرة لا يوجد لديها معيل أو مصدر دخل.


'فرحة منقوصة'
وتؤكد أن استقبال شهر رمضان المبارك يكون كما باقي الأشهر من ناحية تجهيز الأطعمة، إلا أن الفرحة بقدوم الشهر تكون مختلفة عن بقية الأشهر.


أما زوجة أحد الموظفين صابرين حسن، وهي أم لطفلين، تقول إن راتب زوجها يكفيهم لشراء 'البامبرز الخاص بطفليها' ودفع إيجار المنزل ومستلزمات بسيطة.


وتضيف أنه خلال شهر رمضان المبارك ستفطر يومًا عند أهل زوجها ويومًا عند أهلها، وأيامًا أخرى مما هو موجود بالمنزل، مبينة أن رمضان شهر 'كريم' ولا أحد يموت من الجوع.


حال هذه الزوجة لا يختلف كثيرًا عن حال الكثيرات ممن أرهقتهن الديون والإيجارات ومستلزمات البيت، لكنهم يؤكدن على صبرهن وأمنياتهن بأن يتبدل الحال إلى حال أفضل.


المواطنة أماني أحمد (27 عامًا) تقول: 'زوجي لا يعمل، ونعيش في بيت مستأجر وأنا المعيل الوحيد للعائلة، وصاحب البيت بدأ بمطالبتنا بإخلاء البيت نتيجة عدم تسديد مبلغ الإيجار'.


وتضيف أماني: 'الأوضاع الإنسانية والاقتصادية صعبة للغاية، والحال لا يطاق لدى موظفي غزة'، محذرة من العواقب في حال استمرار حكومة التوافق في تعنتها وعدم صرفها لرواتب الموظفين في حكومة غزة السابقة.


الموظف أكرم حسن (48 عامًا) يقول: 'اقترب شهر رمضان، وأحتاج إلى نفقات مالية كبيرة في هذا الشهر لعائلتي، ولكني مضطر أن أغض الطرف عن حاجيات كثيرة وأكتفي فقط بالأساسيات'.


وتابع: 'أولادي من شهرين يطلبون ملابس جديدة، وعندي أولاد بالجامعات والمدارس يحتاجون ما يقارب 1000 دولار شهريًا، وبالكاد كان راتبي يكفي لتدريسهم وتلبية متطلبات الحياة، فكيف ونحن لا نأخذ راتبًا كاملًا!؟'.


'لم يتلقوا رواتب كاملة'
ولم يتلقَ الموظفون الذين عيّنتهم حكومة غزة السابقة بعد الانقسام الفلسطيني عام 2007، والبالغ عددهم نحو 40 ألفًا، رواتب كاملة منذ شهر يوليو 2013.


وتنقسم أعداد الموظفين التابعين لحكومة غزة السابقة، وفق بيانات رسمية لوزارة المالية، إلى 23 ألف موظف مدني، و17 ألف عسكري.


وفي شهر رمضان، يعيش نحو 40 ألف موظف ظروفًا معيشية قاسية، تجعلهم عاجزين عن توفير احتياجات أسرهم وذويهم.


وتتزامن أزمة موظفي غزة السابقة، مع الأرقام الصادمة التي تصدرها مؤسسات دولية وأممية حول الوضع الإنساني في قطاع غزة، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي منذ عام 2007.


وفي 22 مايو الماضي، أصدر البنك الدولي بيانًا قال فيه، إنّ 'نسبة البطالة في قطاع غزة وصلت إلى 43% وهي الأعلى في العالم، وأن نحو 80% من سكان القطاع يحصلون على إعانة اجتماعية، ولا يزال 40% منهم يقبعون تحت خط الفقر'.


وأعرب التجار والمواطنون عن استيائهم من الحركة التجارية التي تمر بها الأسواق، مشيرين إلى أنها تزداد سوءًا بسبب الحصار المفروض على قطاع غزة، وينتظر البائعون قدوم الشهر الفضيل بفارغ الصبر، رغم الكساد الاقتصادي، متفائلين لما يحمله من ربح وفير، حيث يكون البيع في شهر رمضان مضاعفًا عن الأشهر الأخرى.


'رمضان دون راتب'
وقبل أيام، انتشرت في بعض المواقع وعلى صفحات 'فيسبوك'، أخبار تشير إلى وجود سلف مالية أو رواتب لموظفي غزة مع اقتراب شهر رمضان المبارك، إلا أن يوسف الكيالي وكيل وزارة المالية نفى هذه الأخبار.
وقال الكيالي في تصريحات صحفية: 'لم يصدر مني أي تصريح بخصوص راتب قبل شهر رمضان'.


وأضاف: 'للأسف الشديد أصبحت أخبار رواتب الموظفين مادة للتسلية عند بعض الأشخاص وبعض صفحات التواصل الاجتماعي، ولا يعلم هؤلاء أنهم يرتكبون أبشع الآثام وهم يعبثون بمعنويات الموظفين وأسرهم'.
وأوضح أن المصدر الوحيد المعتمد فيما يخص الموظفين والرواتب هو الموقع الرسمي لوزارة المالية.


ومع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، يأمل موظفو غزة بأن يتم صرف سلف مالية أو راتب للشهر الكريم، حتى يستطيعوا سد احتياجاتهم وشراء مستلزمات الشهر، لكن هذا الأمر يتوقف عند وزارة المالية التي تحدد ما إذا كان هناك راتب أم لا، وحتى قرار المالية يبقى الموظفون ينتظرون على أمل.

 

 

صحيفة البلد

Loading...