انتشرت في الآونة الاخيرة ظاهرة وضع الفتيات لصورهن على مواقع التواصل الاجتماعي مما دفع العديد من الشباب ضعيف النفس لاستغلال ذلك سواء بالإسقاط او الابتزاز المادي بعد التأكد بأن الفتاة التي امامه لقمة سهلة وخاصة انها نشرت صورا لها وهي في افضل أحوالها أو بإفشاء سر لها من خلال المحادثة مما يوصلها لطريق لا يعرف نتائجها.

تعرضت للابتزاز

هبة تروي تعرضها الابتزاز فتقول :"بدأت في انشاء صفحة لي على الفيس بوك وتويتر ووضعت صوري وأي مكان كنت اتصور فيه كنت اضع صورا لي وأكون في احسن أحوالي وانشرها وكنت أقبل أي طلب صداقة وأتحدث مع الجميع عبر الدردشة ولكن للأسف حاول البعض التحدث معي على انني حبيبته وتمادى كثيرا فما كان مني الا ان حذفته ولكن بدأ أحدهم يبتزني في أحد المواضيع التي كنا نتحدث بها اذا لم أرجع العلاقة بيننا فهددها أنه سوف يفعل كذا وينشر بعض اسرارها.

وتضيف تدخل احد الاشخاص وانهى العلاقة مع هذا الشخص بعد حالات من التوتر والارتباك وأشارت الى انها بعدها أغلقت حسابها وانشأت آخرا وأضفت المقربين مني فقط وكان درسا قاسيا تعلمته في حياتي، حيث أنني لم أحسن أستخدم هذا المواقع بالشكل الصحيح ولم أنشر أي صور لي بعدها، وتتابع للأسف بعض الشباب يريد ان يتغزل بالفتيات لغرض التسلية والترفيه عن النفس.

وتواصل واذا رفضت الفتاة تصرفه يقوم بابتزازها ببعض ما قالت له،  والحمد لله نجوت من الوقوع بالمنكر وانصح جميع الفتيات بعدم نشر صورهن حتى لا تكون فريسة لدى بعض الشباب الذين لا يخافون الله ومن رغبت منهن وضع صورتها على أن تكون الصورة معتدلة حتى لا تقع في وحل الذئاب.

حاول استدراجي فكشفته

أما نهى  فأوضحت أنها ترفض أن يكون لها صورة على الفيس بوك ولا تفكر مطلقا أن تضعها وتكمل أحياناً يطلب مني بعض الصديقات التقاط صورة جماعية  في مناسبة ولكني أرفض ذلك لأن احداهن سوف تضعها على الفيس وأنا ارفض ان تكون صورتي موجودة هناك، وتتابع  يرسل لي طلبات صداقة يومياً من الشباب فأرسل لهم رسالة بأنني غير راغبة بصداقته وإذا رفض أقوم بحظره.

وتشير نهى ( 25 عاماً ) بعض الشباب انشأ حسابا له باسم فتاة وأرسل لي طلب صداقة لعدم  رفضه وبعد اضافته باسم فتاة حاول التحدث معي ولكني بطبيعتي لا أتحدث الا مع من اعرفها فقط وتكررت محاولاته للحديث فاكتشفت أنه حساب مزور ويريد معاكستي فأبلغت عنه وبعدها بدأ يترجاني بالتنازل عن الشكوى، وفعلت ذلك بشرط عدم تكرار ذلك من أي فتاة.

واستدركت بالقول أن ما يدفعني لرفض أي شخص لا أعرفه من كثرة المشاكل التي سمعناها عن المعاكسات من بعض الشباب وأنا لا اريد بأن اكون فريسة لذلك وأضافت ان كل من تضع صورها من الفتيات على مواقع التوصل الاجتماعي يكون لديها نقص في وعيها الديني لأنها تعرض نفسها وعرضها على الشباب بهدف معين ويكون ذلك نقص في إدراكها الفهم الصحيح للدين الاسلامي.

مواقع التواصل لا حدود لها

في حين أن خالد لولو يقول:" يجب إدراك أن مواقع التواصل الاجتماعي تفتقد لوجود ضوابط تحكمها ولا يوجد منهج محدد لاتقاء الشرور الكامنة فيها، وأرى أن المشكلة في الانتشار السريع الذي حققته تلك المواقع بشكل ملحوظ مما أثر على حياة الناس سواء من الناحية الدينية أو الأخلاقية أو على أنماط الحياة اليومية التي كانت سائدة قبل ظهور تلك الوسائل لاسيما وأنها طغت على جميع وسائل الاتصال الأخرى لدى أفراد المجتمع مما انعكس بشكل سلبي على علاقاتهم".

وتابع في المقابل يتجنب البعض السلبيات بعقليته وبمتابعة كل خطوة يخطوها في تلك المواقع بحذر شديد، والشباب المسلم إذا كان يمتلك مبدأ راسخًا في نفسه يصعب أن تؤثر مواقع التواصل على أخلاقه بالسلب ونأخذ بعين الاعتبار تربية الأهل من البداية وتواصلهم مع أبنائهم وعدم ترك فراغ في حياتهم لأن أي فراغ يشعر به الشاب أو الفتاة ستتم تعبئته بأي طريقة حتى لو كانت منافية لعاداتنا ومبادئنا وقواعد ديننا الإسلامي.

يجوز ولكن بضوابط

وفي ذات السياق  بين عضو لجنة الإفتاء بالجامعة الاسلامية الدكتور صادق قنديل:" ان وضع صورة الفتاة على مواقع التواصل الاجتماعي يجوز ولكن اذا ترتب عليها منكر ومعاصي من خلال تعاطي الشباب غير الملتزم مع تلك الصورة وكثرة المعجبين والتعليقات الساذجة على صفحاتها وبعض كلام الحب والغزل عبر الدردشة فإنها لا تجوز في هذه الحالة".

ويكمل في هذه الحالات لا ضرورة لوضع صورة الفتاة لأن الانسان المسلم مطلوب منه ان يغض البصر والفاسق سينظر لتلك الصورة ويتمعن النظر فيها وأضاف فلماذا تعرّض الفتاة نفسها للإيذاء والسفهاء وقد يستخدمون صورتها في السخرية ويتابع لذلك يفضل ان تضع صورة أخرى مثل صورة ابنها أو أخيها الصغير.

كي تتجنب تلك الأمور التي قد تؤدي الى مشكلات وتدمير المجتمع المسلم، فلذلك افضل ان لا تضع صورتها على تلك المواقع  لافتا د. قنديل إلى أنه لا يجوز شرعا ان تقوم احدى الفتيات بوضع صورة جميلة تكون لفتاة اخرى وليس لها على أي موقع فيعتقد الناس ان تلك الصورة لها وفي الحقيقة ليست لها فهذا الامر يعتبر من التدليس وهو حرام شرعاً.

عن "البوصلة"