تتهيأ مدن وشوارع ومساجد قطاع غزة لاستقبال شهر رمضان بتزيين شرفات المنازل وواجهات المحلات والشوارع، بالإضافة إلى إجراءات "محكمة" على صعيد الحالة المرورية وتهيئة المساجد والأسواق والمتنزهات، رغم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعيشها القطاع المحاصر.

وشرع المواطنون وأصحاب المحال العامة والتجارية استقبالًا للضيف الكريم، بتعليق الزينة والفوانيس بالأوراق الملونة وأسلاك الإضاءة بالليزر لإضفاء البهجة بهذا الشهر.

وفيما يتعلق بالشوارع والأسواق خلال الشهر الفضيل، والتي تشهد تزاحمًا للسيارات والمواطنين المتوافدين للتسوق على مداره، فإن الإدارة العامة للمرور في القطاع أعدت خطة محكمة بالتنسيق مع الشرطة وشرطة البلديات لضبط وتسهيل الحركة.

ضبط الشوارع والمفترقات

ويقول مدير عام شرطة المرور بغزة عائد حمادة لوكالة "صفا"، إن دوريات خاصة ستنتشر منذ بداية شهر رمضان وحتى ليلة عيد الفطر على كافة الشوارع الرئيسي والفرعية، وعلى رأسها شارع صلاح الدين من أقصى شمال وحتى جنوب القطاع، وشارع عمر المختار، وشارع البحر.

ويضيف "ستكون مهمة هذه الدوريات عديدة، منها منع السرعة الزائدة تفاديًا للحوادث المرورية خاصة وأن عدد من السائقين ومع اقتراب أذان المغرب يسيرون بسرعة زائدة وجنونية، ويتعاملون بغضب مع حالة المرور".

وفي هذا الإطار، يفيد حمادة أن عناصر الدوريات المرورية ستوّفر للسائقين على كافة الشوارع الرئيسية عبوات مياه وعصير، سيتم توزيعها عليهم مع اقتراب أذان المغرب، وذلك لدعمهم وحثهم على الحد من السرعة في هذا الوقت تحديدًا.

وبالإضافة لذلك، فإن شرطة المرور اتخذت قرارًا بعدم السماح بإغلاق أي شارع سواء رئيسي أو فرعي خلال شهر رمضان، ويشمل القرار شارع عمر المختار، الذي يشهد ازدحام وإغلاقات لكثرة السيارات والمواطنين.

وكما يقول حمادة، فإنه من أجل منع ذلك، سيُمنع وضع البسطات الإضافية التي تكثر خلال رمضان على جوانب الشوارع أو وسطها، كما أنه سيتم نشر إرشادات للسائقين فيما يتعلق بركن سياراتهم.

ويتابع "لن يُسمح لأي سائق بركن سيارته في الشوارع الحيوية التي تشهد حركة كبيرة للمواطنين والسيارات خلال الشهر، ولذلك فإن أي مركبة مركونة بجانب أو حول السوق سيتم إزالتها بالونشات".

كما سيتم منع وضع الدراجات النارية "التكتك" على جوانب الطريق أو استخدامها كبسطات في الشوارع الرئيسية، وذلك منعًا لعرقلة حالة السير خلال الشهر، خاصة خلال فترة النهار وحتى أذان المغرب.

وبحسب حمادة، فإن دوريات شرطة المرور ستتواجد أيضًا في محيط كافة المساجد بعد ربع ساعة من صلاة المغرب مباشرة، وذلك لتأمين توافد المواطنين لأداء صلاة التراويح، خاصة في الرئيسية منها.

متنزهات و"كورنيش"

وإزاء التزاحم الكبير الذي يشهده الشهر، وضعت بلديات القطاع بدورها وبالتنسيق شرطة البلديات خطة لضبط البسطات التي تكثر خلال رمضان، مع الأخذ بعين الاعتبار الوضع الاقتصادي العام وخاصة لأصحابها، وبالتالي "غض الطرف عن بعض الأمور".

 ويقول مدير دير عام الإدارة العامة والتنظيم ببلدية غزة حاتم الشيخ خليل، إن سيتم توزيع إرشادات مكتوبة على المواطنين عامة تضم ما هو مسموح وما هو غير مسموح خلال الشهر، فيما يتعلق بالتسوق والبيع والتواجد داخل الأسواق خلال رمضان.

ويضيف لوكالة "صفا"، أنه وفي النصف الثاني من شهر رمضان ستكون الخطة التنظيمية والضابطة مكثفة، لأنه في النصف الأول يكون التركيز في السوق على زيادة الأغذية والمشروبات، لكن في النصف الثاني تضاف إليها زيادة كبيرة في مبيعات الملابس والحلويات.

ومن أجل ذلك، يؤكد الشيخ خليل أن حالة الضبط ستمتد من بداية النهار وتزداد خلال ساعات المغرب وحتى ساعات الفجر.

ونظرًا لزيادة توافد المواطنين لتناول الإفطار على شاطئ البحر خلال رمضان، فإن بلدية غزة أعدت "نظامًا خاصًا" للشاطئ، وأعدت "كورنيشًا مجانيًا" للمواطنين.

ويوضح المسئول بالبلدية، أنه تم إعداد كورنيش مجاني جديد على شاطئ بحر غزة، أُقيم بين شارع 8 وشارع 10 الجديد، أسفل الكورنيش العلوي.

وسيكون الكورنيش الجديد مخصص للمواطنين المشاة فقط ويمنع دخول السيارات فيه.

ويضيف إلى ذلك الشيخ خليل، أن البلدية أتمت فتح 4 استراحات كبيرة على شاطئ غزة، وتهيئة مساحات واسعة من الشاطئ أمام عامة المواطنين، من حيث تعيين طواقم للنظافة، بالإضافة إلى وضع خيام ومقاعد على طول الساحل وعلى مسافات مختلفة من الشاطئ.

وفي هذا السياق، يفيد بأن البلدية عيّنت طواقمًا للمحافظة على نظافة الشاطئ يوميًا، وتوفير عناصر شرطة لضبط وإرشاد أصحاب بسطات الذرة والمتنقلين، والذين سيتم منحهم بطاقات والتعامل معهم وفق نظام تحفيزي، للمحافظة على قواعد وقوانين البلدية.

وبشان الأماكن العامة والمتنزهات، فإن البلدية -وفق الشيخ خليل- أتمت تجهيزها لاستيعاب المواطنين خاصة بعد الإفطار، عبر مشروع صيانة لكافة المقاعد وزيادة عددها في المتنزهات المفتوحة.

ويُستثنى من هذه الأماكن المتنزه الرئيسي للبلدية، والذي سيكون مغلقًا طيلة شهر رمضان.

المساجد

ولكون أصوات الأذان وصلاة التراويح التي تصدح منها، تشكّل أبرز ملامح رمضان، فإن مساجد القطاع تهيأت لاستقباله من حيث المآذن وصيانتها، وتعيين المؤذنين والأئمة من أصحاب الأصوات الندية التي تحفّز المصلّين على تكثيف التواجد.

ويقول مدير عام المديريات بوزارة الأوقاف والشئون الدينية منذر الغماري، إن مديريات الوزارة في كافة المحافظات عينت طواقمًا مترابطة لتهيئة المساجد وتزيينها لإحياء الأجواء الرمضانية فيها.

ويضيف "هناك تواص لمستمر بين إدارات الوعظ والتحفيظ والمديريات بالمحافظات الخميس، وتم عقد جلسات مع الخطباء والوعّاظ حول كيفية التعامل مع الناس وتحديد أوقات الدروس والوعظ والإرشاد".

ويشدد على أنه تم تخصيص جلسات حول صلاة التراويح، وما يتخللها من ندوات ستدور حول حث الناس على الرحمات وإعانة الفقراء والصبر والتكاتف الاجتماعي وصلة الأرحام.

ويؤكد أنه تم اختيار أفضل المؤذنين صوتًا، والأذنة في كل المحافظات للاعتناء بالمساجد بالإضافة لتزيينها، وسيكون لهم مكافآت في نهاية الشهر من الوزارة.

وبالإضافة لذلك، يفيد الغماري أن الوزارة أجرت صيانة لكافة سماعات المساجد، بالإضافة لتنظيف فرش المساجد للمصلين، وترميم عدد من المساجد الرئيسية، على رأسها المسجد العمري الكبير وسط مدينة غزة.

وكان من المقرر افتتاح 9 مساجد دمرها الاحتلال خلال عدوانه الأخير على القطاع، في 2 يونيو المقبل، أي قبل شهر رمضان بقليل، إلا أن منع الاحتلال لإدخال الاسمنت خلال الشهرين الماضيين وقلة الإمكانيات، حال دون ذلك.

رقابة مشددة للأسواق

وفيما يتعلق بوضع الأسواق والسلع، فإن وزارة الاقتصاد بدأت بنشر طواقمها على فترتين لضبط حالة السوق ومراقبة السلع وأسعارها داخلها طوال الشهر.

ويقول الناطق الإعلامي باسم وزارة الاقتصاد عبد الفتاح أبو موسى، إن لرمضان خصوصية في عمل الوزارة، حيث تم إعداد خطة للتعامل مع الرقابة والتفتيش على الأسواق والسلع.

ويضيف أن أهمية هذه الخطة الرقابية تكم في أن رمضان موسمًا تتداول فيه الكثير من المواد الغذائية خاصة الأجبان والألبان والحلوة واللحوم والتمور والمربيات، إضافة لمواد محلية التصنيع مثل الطحينية والمربى وأخرى مستوردة.

وينوه إلى أن الوزارة تعمل عبر طواقمها لأخذ عينات من كل هذه المواد وفحصها داخل مستودعاتها، وما ينجح منها يتم شره بالسوق، وما يفشل يتم اتلافه واتخاذ المقتضى القانوني ضد صاحبه.

ويؤكد أن الخطة تشمل دوامين للموظفين، الأولى صباحية، وأخرى مسائية تبدأ قبل أذان المغرب بـ3 ساعات وهي الفترة الأهم التي تنشط فيها الحركة في الأسواق.

وفي ذات الوقت، سيكون هناك جولة ليلية خاصة لطواقم الوزارة، لمراقبة تداول مأكولات رمضانية وأخرى تجهيزية لعيد الفطر، أبرزها السمك والحلوى، وذلك لضمان صلاحيتها وجدتها، ومنع إدخال أي مواد مخزنة أو فاسدة من قبل التجار.

كما سيكون هناك لجنة طوارئ خاصة خلال الأيام الثلاثة الأولى لعيد الفطر، والتي ستواكب حالات الغش ورقابة على محالات معينة كمحال الشاورما والمطاعم ومعن المخالفات منهم أو من المواطنين.

 

 

 

المصدر : وكالة صفا