تمكن الفلسطيني إيهاب محمد الميمي من سكان مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، والذي يمتلك مخبزاً، في أحد أحياء المدينة، من توفير أكثر من 25 ألف دولار من كلفة إنتاج الخبز، بعدما أصبح يستهلك الكهرباء من الطاقة الشمسية منذ نحو 3 سنوات.
قبل 25 عاماً افتتح الميمي مخبزه، أسفل منزله في مدينة رام الله، بعد أن أتم دراسته ونال دبلوماً في الكهرباء العامة في الأردن، ووفرت عليه الدراسة تكاليف إصلاح الأعطال الكهربائية، لكنه لم ينس مهنته، وعاد إلى تعلم تركيب أنظمة الطاقة الشمسية مجدداً.
في مطلع عام 2013، مع تزايد الإقبال على استخدام واستثمار الكهرباء المنتجة بواسطة الطاقة الشمسية، التحق الميمي بدورة، تعلم فيها تركيب أنظمة إنتاج الكهرباء من لوحات الطاقة الشمسية. وبدأ في سبتمبر/ أيلول 2013 بتركيب لوحات الطاقة الشمسية على سطح منزله، وأنتج الكهرباء منها، ثم أصبح تركيب أنظمة الطاقة تلك مصدرَ دخل إضافي له، وتمكن من تركيب العديد من الأنظمة لزبائنه.
استثمار في الطاقة الشمسية
دفعت أسعار الطاقة المرتفعة إيهاب الميمي إلى الاعتماد على أنظمة الطاقة الشمسية، ووفر بذلك نصف تكاليف الكهرباء الشهرية. وتنتج لوحات الطاقة الشمسية في مخبز الميمي ما بين 130 – 145 كيلو واطاً من الكهرباء، يخزنها في بطاريات، لكنه يحتاج إضافة إلى ذلك إلى 130 كيلو واطاً من شبكة الكهرباء المحلية.
يشدد الميمي في حديثه لـ"العربي الجديد"، على أن دعم مثل هذه المشاريع بإمكانه توفير الطاقة وعدم الاعتماد على إسرائيل في إنتاجها، إذ إن أسعار الوقود كلها مرتبطة بإسرائيل الجهة المزودة لها.
ويشير إلى أن تشغيل المخبز يحتاج شهرياً إلى نحو 8 آلاف دولار كمصروف للطاقة ثلثها كهرباء والباقي محروقات، لافتاً إلى أن تشغيل الطاقة الشمسية في المخبز يضاف إلى قائمة أرباحه الشهرية، بعدما أصبح سعر كيلو الخبز ثابتاً منذ 10 سنوات وهو (ربع دولار تقريبا)، مؤكداً أنه استطاع توفير نحو 26 ألف دولار منذ تركيبه لنظام الطاقة الشمسية.
تبلغ سعر الكيلو واط من الكهرباء في رام الله للمحال التجارية (17 سنتا) غير شاملة للضريبة، وتعتبر أسعار الكهرباء مرتفعة مقارنة مع بعض الدول المجاورة نظراً لشراء شركات الكهرباء المحلية خدمات الكهرباء من الشركات الإسرائيلية.
مشروع ناجح وموفر
ركب الميمي 98 لوحة من نظام الطاقة الشمسية على سطح بنايته التي فيها مخبزين، أحدهما للخبز العادي والآخر لأنواع أخرى من الخبز والحلويات ومحله التجاري ومنزليه، وبلغت كلفة نظام الطاقة الشمسية نحو 45 ألف دولار، تعطيه كل لوحة 225 واط من الكهرباء، ويدرك أن بإمكانه أن يستعيد تلك التكاليف خلال عدة سنوات قليلة فقط والتي تخدمه أكثر من 20 عاماً.
ولعدم وجود مساحة كبيرة على سطح المنزل البالغة 190 متراً، ولا تكفي لتركيب المزيد من اللوحات، اضطر الميمي لاستخدام نصف طاقة الكهرباء المتبقية التي يحتاجها من شبكة الكهرباء المحلية.
أنظمة الطاقة الشمسية المنتجة للكهرباء لا تلوث الجو، ولا تصدر صوتاً مزعجاً فهي عبارة عن مولد كهرباء صامت، ولا تشكل خطورة في إنتاجها، قبل أن تصبح كهرباء، يوضح الميمي.
ومع نجاح تجربته في توفير الكهرباء، يسعى الميمي لإجراء تجارب تمكنه من إنتاج الغاز من بقايا الطعام في المستقبل، على أمل أن يوفر أسعار الغاز الذي يستخدمه لتحمير الخبز، فهو شخص مطلع على مواقع الإنترنت ذات الصلة بمجال عمله في الكهرباء وفي إنتاج الطاقة.
العربي الجديد