رام الله –الاقتصادي- محمد علوان – تفتح أم سامي (55) عاما طقما جديا من الصحون، كتب عليها رمضان كريم، وافتتحت طقمها الجيد من الطناجر الجديدة التي لا يلتصق الرز بها، ففيها تقنية صناعية جدية لذلك، على طول طاولة المطبخ أوان واطباق وكاسات جديدة، ولم يتبق إلا قائم" الطلبات التي لا تليق الا بالشهر الفضيل،" حلاوة، ماء زهر، جوز هند عشان المعمول، وقمر الدين" تقول أم سامي، وكلها أشياء لا تلزم بشكل ضروري إلا في رمضان.
في مدينة رام الله تبدأ الخطط للمطاعم التي سيفطرون بها، أما محافظة الخليل فهي الاكثر ارهاقا فابن المدينة إما ضيفا او مستضيفا، اما مدينة نابلس وطولكرم فتتزين الشوارع وتنعكس صورة رمضان عليه بشكل كبير ولا يقل المصروف فيها عن المحافظات الاخرى، انه شهر الصرف الكبير على الولائم.
المصروف الكبير
وبدأت البضائع الرمضانية كالتمور والعصائر التي ختمت بتصميم مميز للشهر الفضيل بالظهور على أبواب المحال التجارية وعلى الرفوف، ومع قدوم الشهر الفضيل بداية الشهر هذا العام الذي يصادف وقت صرف رواتب الموظفين ففي مختلف القطاعات الخاصة والحكومة استبشر أصحاب المحال بنسبة شراء عالية تختلف عن العام الماضي.
"بتفرق كثير لما بييجي رمضان مع الرواتب الناس بتصرف، وبتحاول تتبضع لكل الشهر، بيكفي ولا ما بيكفي ما حدا بيعرف بس الناس لما يكون معها مصاري بتحب تصرف على الاكل في رمضان" يقول أشرف حمودة صاحب محال تجارية في رام الله، ويضيف حمودة:" وان شاء الله هذا العام سيكون العيد مع بداية الشهر ومع وقت صرف الرواتب أيضا، هذا العام ان شاء الله ان الموسم مبارك هذا العام".
وفي دراسات سابقة فان المصروف الشهري للمواطن الفلسطيني يتضاعف ثلاث مرات عند معظم العائلات وذلك بسبب العادات الاجتماعية التي ترهق المواطن وجيبه، على الرغم من انخفاض عدد الوجبات الرئيسية إلى فطور وسحور بدلا من فطور وغداء وعشاء.
جمعية حماية المستهلك
وهذا الحال لا يقتصر على رمضان هذا العام بل تتكرر كل عام مما جعل لجنة حماية المستهلك تطلق الحملات لترشيد الاستهلاك والحد من الاستهلاك العالي للعائلات.
رئيس لجنة حماية المستهلك صلاح هنية يقول إن الهدف من هذه الحملات الحد من الاستهلاك العالي الذي يتجاوز في كثير من الأحيان دخل العائلة الشهري، وبلا فائدة فكمية الطعام المستهلك هو ذاته في الأيام العادية، وكثير من الطعام يكون مصيره القمامة.
وقال هنية:" في أول أيام في رمضان تنفق الأسرة مصروف شهر كامل، وهو استهلاك عشوائي وغير مدروس، والنتيجة الوحيدة التي نجنيها من هذا السلوك هو ارتفاع الأسعار".
والسبب في هذا الاستهلاك الغير مدروس كما يقول هنية هو الثقافة الاستهلاكية الخاطئة بشراء بضائع وكميات أكثر من حاجة العائلة، وعدم وجود ميزانية موحدة، فالسيدة تشتري قائمة خاصة بها، في حين أن الرجل يشتري قائمة أيضا فنفس العائلة تشتري أكثر من رزمة غذائية في البيت دون الحاجة إليها.
ارشادات ونصائح
وحول الطريقة المثلى للتسوق والاستعداد لرمضان يقول هنية:"كلما ارتفعت سلعة يمكن البحث عن بدائل لها، فمثلا اللحوم حاليا أرتفع أسعارها يمكن اللجوء لشراء الدواجن والسمك، إلى جانب عدم شراء أكثر من حاجة الأسرة اليومية أو الأسبوعية على أكثر حد ووفقا لقائمة معدة مسبقا، مع تجنب الولائم الكبيرة والتي تعد بالغالب لأشخاص مقتدرين ماليا.
هذه النصائح يوافق عليها القائم بأعمال الإدارة العامة لحماية المستهلك إبراهيم القاضي، ويشدد على ضرورة إعداد قائمة للشراء قبل التوجه للسوق، وشراء كميات مناسبة للاستهلاك اليومية الشراء على قدر الحاجة، وتجنب الشراء أول أيام في رمضان.
وتابع:" من المهم الاستفسار عن أسعار نفس السلعة في أكثر من مكان قبل شرائها، فالمنافسة في الأسواق كبيرة والأسعار يمكن أن تتفاوت، والتأكد من الأسعار المشهرة على السلعة، مع ضرورة عدم الشراء من المصادر غير المعروفة".
فيما يتعلق بارتفاع الأسعار توقع هنية ارتفاع الأسعار مع بداية رمضان، نتيجة الطلب الكبير على السلع وتحديدا اللحوم والخضراوات.
من جهته قال القاضي إن لا سبب لارتفاع الأسعار، وان كان هناك ارتفاعا وخاصة في اللحوم والدواجن، فالسبب هو جشع التجار وليس نقصا من الأسواق، وتابع:" ما يشاع عن ارتفاع الأسعار غير مقبول، فالأصل أن تنخفض الأسعار وتحديدا اللحوم التي دخل منها كميات من الكوتا " المواشي الحية" بكميات تزيد من حاجة السوق".
وقال القاضي إن وزارته تعكف حاليا على إصدار قائمة الأسعار الاسترشادية والتي تضم 16 سلعة أساسية تتفرع منها 32 سلعة أخرى.