تراجع الجانب الإسرائيلي عن قراره القاضي بزيادة مساحة الصيد التي سمح للصيادين بالإبحار بها منذ مطلع الشهر الماضي ضمن مسافة تسعة أميال ليعود بذلك الى تقليص هذه المساحة الى ستة أميال كما كان عليه الحال قبل قراره المذكور الذي لم يمض على تطبيقه أكثر من شهرين.

ووصف صلاح أبو حصيرة أحد ابرز مسوقي السمك إلى سوق الضفة الغربية تداعيات هذا الإجراء المفاجئ وغير المبرر بالكارثية مشدداً على أن هذا الاجراء سيلحق بالصيادين وبتجار السمك خسارة فادحة سيما وأن الكثير منهم ارتبطوا بعقود لتوريد كميات من السمك تجار في سوق الضفة الغربية.

وقال أبو حصيرة في حديث لـ «الايام»: عملنا مؤخراً على شراء وتجهيز مركبات خاصة بنقل الاسماك « مركبات مبردة « من أجل ضمان ايصال السمك بجودة عالية الى سوق الضفة وبالتالي تحمل العديد من التجار نفقات كبيرة منذ أن سمح الجانب الإسرائيلي بنقل السمك الى الضفة.

ونوه أبو حصيرة إلى أن معدل كميات السمك التي كان يتم نقلها شهرياً من غزة الى الضفة تقدر بنحو ستة أطنان وعند تقليص مساحة الصيد لن يكون بإمكان الصيادين وتجار السمك تسويق هذه الكمية كما أن هذا القرار يهدد مصدر رزق نحو أربعة آلاف صياد يعيلون أكثر من 50 ألف فرد .

ويشار في هذا السياق الى أنه تم في الخامس والعشرين من شهر تشرين الثاني عام 2014 نقل أول شحنة من الأسماك وحجمها طن واحد إلى أسواق الضفة الغربية وذلك للمرة الأولى منذ عام 2006.
من جهته بين نزار عياش نقيب الصيادين أن تراجع الجانب عن قراره المتعلق بزيادة مساحة الصيد من 6 أميال إلى 9 أميال في بحر غزة سيتم تنفيذه اعتبارا من الخامس من الشهر المقبل منوهاً إلى أنه يحق لصيادي الأسماك في قطاع غزة بحسب اتفاق أوسلو الإبحار لمسافة 20 ميلاً إلا أن هذا الأمر لم ينفذ.

ولفت عياش الى أن الجانب الإسرائيلي يدعي أن الفترة التي سمح الأخير فيها بزيادة مساحة كانت فترة اختبار خلال موسم صيد أسماك السردين الذي انتهى ، والآن سيتم إيقاف القرار مؤقتاً إلى أن يتم إعادة النظر فيه بعد شهر رمضان وقد تسمح بزيادة المساحة خلال الأشهر المقبلة.

وقال عياش في تصريحات صحافية، أول من أمس، «أبلغنا بشكل رسمي عبر دائرة الارتباط المدني أن الجانب الإسرائيلي ألغى مساحة الصيد التي تم زيادتها منذ شهرين إلى تسعة أميال بحرية في عرض بحر وسط قطاع غزة، وذلك بعد انتهاء موسم صيد السردين والآن سيتم العودة إلى الصيد ضمن مساحة ستة أميال فقط ولن يسمح للصيادين بالإبحار بأكثر من تلك المسافة على طول سواحل القطاع».

وأضاف «كنا ننتظر أن تنسحب مساحة التسعة أميال على باقي سواحل قطاع غزة، ولكن فوجئنا بالقرار الإسرائيلي بإعادتها إلى ستة أميال بحجة تقيم هذه المرحلة، ليحولونا إلى حقول تجارب».
وأكد عياش أن اسرائيل لم تلتزم خلال فترة الشهريين الماضيين بما تعهدت به وكانت قواتها البحرية تستهدف الصيادين الفلسطينيين في عرض البحر حيث شهدت هذه الفترة اعتقال عشرات الصيادين وسحب قواربهم إلى ميناء أسدود.

وكانت إسرائيل سمحت في مطلع الشهر الماضي بزيادة مساحة الصيد من وسط قطاع غزة وحتى جنوبه من 6 أميال إلى 9 أميال، واستثنت بقرارها المذكور شواطئ محافظة غزة والشمال من توسعة مساحة الصيد، وذلك كمرحلة أولى على أن يمتد ذلك إلى كافة سواحل القطاع في مرحلة لاحقة الأمر الذي لم يتحقق.

الايام