يقبل الكثيرون على تناول مسكنات الألم التي يمكن الحصول عليها من الصيدليات دون الحاجة لوصفات طبية، وذلك لعدة أسباب منها كونها رخيصة الثمن نسبياً، وسريعة المفعول، وكذلك للاعتقاد السائد ان هذه العقاقير آمنة.
الا ان الأبحاث والدراسات العلمية والمشاهدات الطبية تظهر عكس ذلك.
هذا ما أكده الدكتور حسام النادي، رئيس قسم الجهاز الهضمي والكبد في مجمع فلسطين الطبي في رام الله، حيث أوضح أن مسكنات الألم الشائعة والأكثر رواجاً في الأسواق المحلية قد تتسبب لدى مستخدميها بمضاعفات صحية جسيمة، وتهدد صحة الانسان او تشكل خطراً حقيقياً على حياته.
وأضاف أنه تم علاج الكثير من المرضى في قسم الجهاز الهضمي والكبد الذي أسسه الدكتور النادي في مجمع فلسطين الطبي لعلاج أمراض المعدة والأمعاء والقولون والكبد، وأن بعض هذه الحالات كان خطيراً وكان تناول هذه العقاقير سبباً مباشراً لها.
وقال النادي إن العديد من المرضى عانوا من مشاكل صحية صعبة مثل نزيف المعدة الحاد، وقرحة المعدة والاثنا عشر، والتهابات المريئ التقرحية، وذلك بعد تناولهم مسكنات الألم خاصة من مجموعة الأدوية "اللاستيرويدية" مثل الأدوية المحتوية على مادة "الديكلوفينات والايبوبروفين" بجرعات متفاوتة ولفترات مختلفة قبل تدهور وضعهم الصحي.
وأضاف أن هذه المجموعة من الأدوية هي من أكثرها شيوعاً ورواجاً في مجتمعنا، وتستخدم في علاج الآلام الشائعة مثل الصداع، واآام الأسنان، وآلام المفاصل، وآلام الظهر وآلام الطمث، وأن هذه الأدوية يمكن الحصول عليها بسهولة، والبعض يحتفظ بها في بيته للاستعمال اليومي دون استشارة أو متابعة طبية.
وأكد أنه لاحظ مؤخراً ارتفاع في الحالات التي تعاني من مضاعفات هذه الأدوية، والتي يتابعها في قسم الجهاز الهضمي والكبد، حيث يقوم بمعالجة المضاعفات التي تترتب على تناول هذه الأدوية، خاصة أنها تضر بالجهاز الهضمي والمعدة اكثر من الأعضاء الاخرى، فضلاً عن أنها قد تؤدي أيضاً الى مشاكل في الكلى، والقلب وتؤثر على تميع وتخثر الدم.
وأشار الى أنه تم علاج عدة حالات مؤخراً وإجراء عمليات تنظير لها وتم تشخيص تقرحات في المعدة والأثنى عشر نتيجة تناول هذه المسكنات.
ونصح الدكتور النادي أن لا يتم تناول هذه الأدوية الا بعد استشارة الطبيب، او عدم استعمالها الا في حالات الضرورة القصوى وفي أقل جرعة ممكنة، وفي حالة وصفها من قبل الطبيب يجب تناولها فقط بعد وجبات الطعام، ولفترة محددة يحددها الطبيب المعالج، وكذلك عدم تناول أكثر من نوع من المسكنات في نفس الوقت.
ونصح النادي المرضى المعروف بإصاباتهم بأمراض الجهاز الهضمي او الكلى تجنب هذه الأدوية بشكل كامل واستبدالها بأدوية أخرى أقل خطورة يتم اختيارها من قبل الطبيب المعالج.
ودعا الدكتور النادي الى تقليل استعمال هذه الأدوية الى الحد الأدنى، وفي حالة حدوث مضاعفات بعد تناولها مثل آلام المعدة، التقيؤ وخاصة مع دم، او حموضة زائدة او تراجع في نسبة الدم، يتوجب التوجه الى الطبيب او المستشفى لتلقي العلاج اللازم.
الاستقلال