إفريقيا الوسطى وجهة سياحية؟.. لم لا !
ABRAJ: 2.08(%)   AHC: 0.80(%)   AIB: 1.10(0.00%)   AIG: 0.18(5.26%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.30(0.00%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.80(%)   ARKAAN: 1.33(0.00%)   AZIZA: 2.57(1.98%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(%)   BPC: 3.80(%)   GMC: 0.76(5.00%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.16(0.00%)   ISH: 1.00( %)   JCC: 1.60(6.43%)   JPH: 3.60(0.55%)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.60(%)   NAPCO: 0.99( %)   NCI: 1.70(4.94%)   NIC: 3.05(3.39%)   NSC: 3.07( %)   OOREDOO: 0.75(0.00%)   PADICO: 1.02(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.04(1.00%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.04(0.95%)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.90(1.55%)   PIIC: 1.80( %)   PRICO: 0.30(0.00%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.16( %)   RSR: 4.50( %)   SAFABANK: 0.80( %)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 2.95( %)   TNB: 1.23( %)   TPIC: 2.00( %)   TRUST: 2.99( %)   UCI: 0.43( %)   VOIC: 6.77( %)   WASSEL: 1.07(0.00%)  
12:00 صباحاً 29 أيار 2016

إفريقيا الوسطى وجهة سياحية؟.. لم لا !

إفريقيا الوسطى وجهة سياحية؟ الأمر قد يبدو غريبا على الأقل بالنسبة لمن له دراية ولو سطحية بالأزمة الطائفية التي أغرقت البلاد، إلى وقت قريب، في دوامة عنف استمرت لأكثر من عامين، لتنضاف إلى لائحة لا تنتهي من الأزمات السياسية والأمنية والإنسانية التي عصفت بها على مدار العقدين الأخيرين..

لكن ومهما تكن المفارقة، إلا أن الفكرة – على غرابتها- لقيت طريقها إلى أذهان العديد من الأشخاص، ممن آمنوا بأن في هذا البلد الإفريقي كنوز طبيعية ونقاط جذب تستحقّ الزيارة.. فمن الحديقة البيئية (الإيكولوجية) في "دزانغا سانغا" جنوب غربي البلاد، إلى منحدرات "بوالي"، هذه المدينة الواقعة على بعد 100 كم من العاصمة بانغي باتجاه الغرب.. كنوز طبيعية استطاعت أن تبقى بمنأى عن النزاعات والصراعات البشرية، ويمكن أن تستخدم وسيلة لتضميد جراح البلاد وإنعاش اقتصادها.

وللتعويض عن عزلتها، بما أنّ إفريقيا الوسطى توجد في قلب القارة وفي منتصف المسافة تقريبا بين شمالها وجنوبها، وأقرب السواحل إليها يبعد عنها ألف كم، تمتلك البلاد احتياطات هامة من المياه، متمثّلة في المسطحات المائية التي تعدها، من ذلك بحيرة التماسيح الشهيرة في مدينة "بوالي" أيضا، إحدى أبرز وجهات الزوار في عهد الإمبراطور جان بيديل بوكاسا المعروف باسم بوكاسا الأول (1921- 1996)، كما يشقّها اثنان من أبرز أنهار إفريقيا وهما "سانغا" و"أوبانغي"، ويصبّ كلاهما في نهر الكونغو.

قمم عالية تتالى مشكّلة تضاريسا طبيعية تبدو وكأنها معلّقة بين الأرض والسماء.. تلال ووديان ترافق السافانا الممتدة وصولا إلى الجنوب، والغابات المطيرة العذراء في الشمال، حيث يعيش الآلاف من الأقزام، علاوة على حدائق طبيعية تقف شاهدة على التنوّع البيولوجي والنباتي الذي تزخر به هذه البلاد الممتدة على مساحة تقدّر بـ 622 ألف و984 كم مربّع.

وغير بعيد عن مدينة "نديلي" شمالي البلاد، وعلى بعد أكثر من 700 كم من العاصمة بانغي، تنتصب اثنان من المحميات الطبيعية التي تشكلّ مفخرة للسكان.. منتزهات منبسطة تمتدّ بهدوء على أكثر من 3 آلاف و232 كم مربع، إحداهما تسمى حديقة "آفاكابا"، وهي مصنّفة، منذ 1968، على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، قبل أن تنضم، بعد 20 عاما، إلى اللائحة نفسها حديقة "مانوفو- غوندا سانت فلوريس"، الممتدة على مساحة تفوق الـ 17 ألف و400 كم مربع، أي أنّ هذه الحديقة أكبر من حيث المساحة من العديد من البلدان الأوروبية.

وفي هذه المحميات الاستوائية الممتدة شمالي البلاد، يعيش نحو 320 نوع من العصافير، كما أنّ "المانوفو معروفة أيضا بالأنواع النادرة من الحيوانات مثل وحيد القرن الأسود، والفيلة والقطط الكبيرة والكلاب البرية والغزلان الحمراء.

جون دي ديو نداكا، أحد سكان مدينة "نديلي"، قال بنبرة مشحونة أسفا للأناضول: "نجهل ما إن كانت تلك الأنواع لا تزال موجودة حتى اليوم أم لا".

من جانبه، قال جاك كومبا، من قسم الحياة البرية بوزارة المياه والغابت والصيد والصيد البحري في إفريقيا الوسطى، إنّ "محميات مانوفو وآفاكابا أوصدت أبوابها أمام الزوار منذ اندلاع الأزمة (في مارس/ آذار 2013)، وجميع المسؤولين عنها غادروا ولا أحد يهتم للمدينة بأسرها"، مضيفا في حديث للأناضول، أنّ "جميع الطرقات الموجودة شيّدت بفضل تلك المحميات، كما أن المطار كان مفتوحا (...) غير أن اليوم، ومع إغلاق جميع المنشآت، أضحت المدينة بين أيدي المجموعات المسلّحة".

وزير السياحة السابق، موري بسمهيس، لفت، من جهته، في تصريح للأناضول، إلى أنّه "طالما لم تهدأ الأوضاع بشكل كامل، فإنه لا يمكن إقرار مشاريع سياحية على نطاق واسع".

إفريقيا الوسطى، هذا البلد الذي يخطو بهدوء مشوب بحذر نحو مرحلة إعادة البناء، انتخب مطلع العام الجاري رئيسه ونوّاب برلمانه.. مؤسسات منتخبة ودائمة ينتظر أن تمنح البلاد تأشيرة العبور نحو السلام، غير أن وجود جيوب التوتّر وخصوصا في الشمال، يبعث بمخاوف من احتمال تجدّد العنف الطائفي، في وقت لا تزال فيه الحكومة تسعى جاهدة من أجل إقرار برنامج لنزع السلاح.

فلوران بيبالي، مدير المياه والغابات والصيد والصيد البحري بالوزارة نفسها، قال إنه "ينبغي البدء باستعادة الأمن لجذب السياح، وذلك بعد كل الأهوال التي شهدتها البلاد"، مضيفا في حديث للأناضول: "نعمل حاليا على استعادة المواقع السياحية في انتظار نشر القوات الأمنية وحراس الغابات، لأن السياحة تعتبر إحدى أولويات الحكومة لتحسين صورة البلاد في الخارج".

وفي الواقع، فإنّ السياحة في إفريقيا الوسطى لم تتأثر من الأزمة الطائفية فحسب التي ضربت البلاد على مدار أكثر من عامين، وإنما يعاني القطاع من ظاهرة أخرى لا تقلّ خطورة، وتهمّ الصيادين الذين يقومون بصيد الحيوانات البرية.

"يأتون في معظم الأحيان من السودان (المجاورة)"، يقول كريستوف كوربي صاحب شركة ناشطة في المجال السياحي غربي البلاد، و"نظرا لغياب الأمن، فهم (الصيادون) يقومون بما يحلو لهم"، في حين قال موسى غاربا، أحد سكان نديلي: "ينقصنا العمل، ولدينا انطباع بأننا تائهون، إذ الجميع يتحدّثون عن بانغي، مع أنه كان الأحرى بهم التفكير بإنعاش الأنشطة السياحية هنا، لأنهم إن فعلوا ذلك، فسيحصل الجميع على عمل".

من جانبها، أعربت الشركات الخاصة الناشطة في القطاع السياحي عن استعدادها لاستئناف أنشطتها، غير أنها تطالب، قبل ذلك، بإعفائها من الضرائب، مبررة موقفها ذاك بالخسائر الفادحة التي تكبدتها سنوات الأزمة.

وبالنسبة لفوزي التونسي، مستشار التنمية السياحية لدى عدد من المنظمات الدولية، بينها منظمة السياحة العالمية، فإنّ اللجوء إلى السياحة "لا يشكّل خيارا" بالنسبة لبلد مثل إفريقيا الوسطى، مضيفا، في حديث للأناضول، أنّ "نقاط الجذب السياحي متوفّرة في البلاد، وتتلخص في مجموعها في المواقع الطبيعية، غير أنها تظل نسبيا غير مكلفة مقارنة مع غيرها من الدعائم الإقتصادية، في بلد قيد إعادة البناء ويريد إنعاش اقتصاده".

الخبير التونسي لفت إلى أنّ في "بانغي نحو 20 فندقا في حالة جيدة، وهذه المنشآت تعمل أيضا بشكل جيد بفضل وجود عناصر البعثة الأممية في البلاد إضافة إلى الصحفيين وموظفي الإغاثة الإنسانية، لكن، وبما أنّ أبرز نقاط الجذب السياحي في البلاد موجودة، في بعض الأحيان، على بعد المئات من الكيلومترات من بانغي، فإنه من الصعب التفكير في زيارتها انطلاقا من العاصمة".

وبحسب مصدر بوزارة السياحة في إفريقيا الوسطى، فإنّه بإمكان الناتج المحلي الإجمالي لهذا البلد أن يحصل، بحلول 2017، على مساهمة قدرها 10 % من قطاع السياحة (البيانات الحالية المتعلّقة بالقطاع غير متوفّرة حتى لدى سلطة الإشراف). رقم قال الخبير التونسي إنه مشحون "بطموح مفرط" (...) باعتبار الوضع الراهن في البلاد، وذلك رغم التوقعات الإيجابية لصندوق النقد الدولي المتفائلة بشأن آفاق الإقتصاد الكلي للبلاد".

 

 

 

الاناضول

Loading...