هولدا ريجير كلارك درست علم الأحياء في جامعة ساسكاتشوان، ونالت درجة الدكتوراه في جامعة مينيسوتا. يبدو أن التفاصيل المتعلقة بهذه الباحثة مثيرة للجدل، في حين تشير سيرتها الذاتية إلى نيلها درجة الدكتوراه في علم وظائف الأعضاء “الفسيولوجيا”، إلا أن سجل درجات الدكتوراه الممنوحة من قِبل جامعة مينيسوتا تشير إلى أنها تحمل درجة الدكتوراه في علم الحيوان. كما أنها حاصلة على درجة العلاج بالمداواة الطبيعية من كلية كلايتون للصحة الطبيعية.
ادّعت كلارك أن جميع الأمراض بما فيها فيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة/الإيدز، وكل أشكال السرطان سببها الطفيليات التي يمكن علاجها بتدميرها بالأجهزة الكهربائية التي كانت تسوّقها. كتبت كلارك عدة كتب حول هذا الموضوع، كما أنها افتتحت أعدادًا كبيرة من العيادات في الولايات المتحدة. لكنها واجهت عددّا من المشاكل القانونية مع اللجنة الفيدرالية للتجارة ما جعلها تفرّ إلى تيخوانا في المكسيك، حيث أشرفت على عيادة “Century Nutrition”.
جزمت كلارك بأن القضاء على الطفيليات والسموم الأخرى يكون بالعلاجات العشبية أو الصعق بالكهرباء، حيث سيساهم ذلك في شفاء جميع الأمراض. وفي كتابها “The Cure For All Cancers” “العلاج لجميع أنواع السرطان” كتبت فيه أن جميع أنواع السرطان سببها نوع معين من الطفيليات، وهي الديدان المثقبة الكبدية، بحيث يتم إيقاف السرطان بقتل تلك الديدان وطردها من الجسم. وكانت تصر أن القضاء على هذه الديدان سيؤدي إلى خلق جيل جديد من الأنسجة السليمة، والتي ستمنع حدوث السرطان!
كما قالت أن استخدام ثلاثة أنواع من الأعشاب مع الأحماض الأمينية والأرجنين والأورنيثين سيساهم في قتل الكائنات الحية المسببة للمرض؛ لتكون نسبة الشفاء 100% من السرطان، وكذلك النوبات المرضية، والصرع، والاكتئاب.
عملت كلارك على تسويق جهازين زائفين من صنعها ادّعت أنهما يكشفان عن الأمراض ويعالجانها. أحدهما يكشف عن الملوثات، يقوم بقياس مقاومة الجلد للتيار الكهربائي ذات الجهد المنخفض. والجهاز الثاني وهو تقنية العلاج التي ابتكرتها كلارك، وهو جهاز ذات جهد منخفض يقتل البكتيريا والفيروسات والكائنات الأخرى بالطاقة الكهربائية، لكن ثبت أن الجهازين بلا أي فائدة طبية في علاج أي مرض!
واجهت كلارك العديد من المسائل القانونية في الولايات المتحدة، وقد اعتُقلت عام 1999 بعد مذكرة اعتقال هارب لممارستها الطب بدون ترخيص، لكنها تمكنت من الفرار. فقد تقدّم العديد من المرضى طيلة حياتها العملية بشكاوى ضدها، وواجهت العديد من القضايا في المحكمة.
وبعد فرارها إلى المكسيك وتأسيسها لعيادتها واجهت مشاكل مع السلطات المكسيكية التي أمرت بإغلاق عيادتها؛ بسبب عدم الترخيص، لكن تم افتتاحها من جديد بشرط التعهد بعدم تقديم العلاجات البديلة.
والمصادفة الغريبة في ذلك، أن كلارك التي ادّعت أن بيدها العلاج الأكيد لجميع أمراض السرطان تُوفيت في 3 سبتمبر عام 2009 بعد مضاعفات إصابتها بـ “المايلوما” أو ما يُعرف بالورم النقوي المتعدد، وهو مرض سرطاني يصيب الخلايا البلازمية.
وبعد وفاتها أصر محبوها بأنها تُوفيت نتيجة مضاعفات إصابة بالنخاع الشوكي. لكن بعد بضعة أسابيع صرّح الموقع الإلكتروني للدكتورة كلارك بوفاتها نتيجة المايلوما، لكنه في ذات الوقت برّر عدم قدرة كلارك على علاج نفسها بالتقنية التي ابتكرتها لعلاج السرطان بأن يديها وذراعيها لم تكونا تعملان بشكل جيد!
وكالات